باسيل «كسرها» «وما جبرها»» مع الحارة … الى اللقاء أم وداع؟
لم يأت تحديد 14 حزيران كموعد لانتخاب رئيس للجمهورية، بغض النظر عن النتيجة، لولا الموقف الذي اتخذه رئيس «التيار الوطني الحر»، ومن خلفه رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، الذي حشر الجميع في الداخل والخارج في «بيت اليك»، فارضا ايقاعه على اللعبة الرئاسية، التي لم يصدق احدا سواء من خصومه او حلفائه السابقين، على قدرته في الذهاب الى خيار جهاد ازعور المصنف «صداميا»، وهنا بيت قصيد اللعبة كلها.
فباسيل الذي قرر خوض المواجهة، لم يتوان على ان يكون اول المعلنين عن نتيجة الاتفاق مع اطياف المعارضة، وبحضور الرئيس عون، «حاطا» على عين المشككين من جماعة المعارضة، قاطعا الطريق امام اي محاولة للمساومة مع حلفاء الامس، بعدما بلغت الامور حدا لا يمكن الرجوع عنه، ومن ضمنه محاولات اللعب داخل تكتل «لبنان القوي»، لذلك كان كلامه من جبيل وبحضور بعض المعترضين والممانعين.
فمن جبيل ورمزيتها بعد معركة الانتخابات النيابية الاخيرة، وما حملته معها من رسائل للنائب البتروني، اراد الاخير بدوره رد «الاجر» في اكثر من اتجاه ،مطيرا اوراقه باتجاه الداخل كما الخارج، مكملا صورة اللوحة التي بدأ رسمها منذ سنتين.
فما الذي اراده جبران باسيل من رسائله؟لا بد من التوقف عند النقاط التالية، وفقا لمصادر «التيار الوطني الحر»:
– حضور الرئيس السابق العماد ميشال عون للعشاء بعد اجتماع التكتل ،وما يحمله ذلك من دلالات عن ان خيارات المواجهة وفقا لحسابات البعض هي خيار «الختيار»، الذي تحرر بعد خروجه من القصر الجمهوري من كثير من الاثقال، هذا في الشكل.
– تموضع التيار الجديد الذي لم يعد جزءا من الممانعة ، بل ان اصطفاف التيار الجديد هو في الوسط، والى جانب الصراع العربي-»الاسرائيلي»، فيما خص الوضع الاقليمي.
– اصراره على ان المقاومة حق، ولكن الخلاف حول قرار الحرب والسلم يفترض وجود استراتيجية دفاعية باتت ضرورية،فهو في ذلك «جبرها وكسرها» في نفس الوقت.
– اعتباره ان قيام الدولة اللافاسدة، دولة القانون، تعلو فوق كل الاعتبارات الاقليمية والحسابات الدولية التي يسير البعض بموجبها.
– في التحليل لما بين السطور يتبين ان صهر الرابية كان هذه المرة اكثر وضوحا بتصويبه مباشرة على حارة حريك، وليس اطلاق النار على الحارة بالواسطة.
– اعلانه بوضوح ان من لا يريد ان يلتزم بقرار الحزب «فالله معو» ،علما ان مصادر التيار تؤكد ان القيادة الحزبية كانت تميل الى عدم ترشيح عدد من المعترضين اليوم، نظرا لسلسة ممارسات حزبية.
– اما الى المعارضة فقد قالها بصراحة تأخرتم حتى اتيتم، الا انكم اتيتم اخيرا.
– اما الى الخارج فقد اعاد باسيل تأكيد مواقفه التي سبق واطلقها خلال زيارته الاخيرة الى باريس.
– واخيرا ان كل ما سبق يؤكد ان «تفاهم مار مخايل « دفن ولن يقوم في اليوم الثالث كما يأمل البعض.
ميشال نصؤ- الديار