قضي الأمر: الثنائي الشيعي يواجه أزعور… بهذه الطريقة!
قضي الأمر ورشح “الثلاثي المسيحي” وبعض التغييريين والمستقلين، الوزير السابق جهاد أزعور، وبدأت الحملات الاعلامية للضغط على رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة نيابية، وبالفعل عيّن جلسة في 14 حزيران الجاري. وبينما بدأ احتساب “البوانتاج” الذي سيحصل عليه أزعور، تتجه الأنظار إلى كيفية مواجهة الثنائي هذا الترشيح، الذي يؤكد داعموه أنه جدي، فهل ستكون هناك منافسة بين اسمين في الجلسة المقبلة أم أن الثنائي الشيعي سيعود الى خيار الورقة البيضاء؟
وعلم “لبنان الكبير” أن الثنائي الشيعي مقتنع بأن ما يجري مناورة، وعلى الرغم من أن الرئيس بري لا يحبذ الدعوة إلى مسرحية جديدة، إلا أنه دعا إلى الجلسة لتعرية هذه المناورة، ولكي يقضي على ما يشيعه الفريق الآخر من فبركات بأن الثنائي خائف من فوز أزعور، وفي الوقت نفسه يتم إرضاء بكركي بهذه الطريقة، علّها تقتنع أيضاً بأن “الثلاثي المسيحي” ليس جدياً في انهاء الفراغ الرئاسي كما يدّعي.
لا ينظر الثنائي حركة “أمل” و”حزب الله” إلى ترشيح أزعور بجدية، ولا يزال يعتبر ترشيحه مجرد مناورة، وأكدت مصادر تدور في فلكه أن “تصويت الثنائي حتى لحظة كتابة هذه الكلمات، سيكون بالورقة البيضاء مقابل أزعور، لأن سليمان فرنجية ليش مرشحاً يخضع للبازار السياسي، وهو مرشح الثنائي بكل جدية، وترشيح أزعور هدفه ضرب ترشيح فرنجية لا مواجهته فعلياً، ولذلك حتى اللحظة، منافس أزعور سيكون الورقة البيضاء”.
وقالت المصادر: “في أحسن الأحوال، وحتى لو أيده الحزب التقدمي الاشتراكي، فإن الأصوات التي سينالها أزعور لا تتخطى الـ 52 صوتاً، تحديداً في ظل الانقسام الحاد الذي يشهده تكتل لبنان القوي”. وأشارت الى أن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، اذا استطاع تأمين 11 صوتاً يسير معه بأزعور فيكون “بيته بالقلعة”.
وعما يحكى عن تهديد بالعقوبات، لفتت المصادر الى أنها “ليست المرة الأولى التي يتم تهديد الرئيس بري بالعقوبات، بل إذا مر استحقاق ولم تهدده أميركا بالعقوبات في حال لم يسر على هواها، يسأل هو أين أصبح التهديد؟”، معتبرة أن “هذا التهويل ليس لمصلحة أزعور فعلياً، بل ان أميركا تريد أن تكون هناك جلسة يحترق فيها أزعور وفرنجية معاً، من أجل أن تقدم مرشحها الحقيقي، وليس سراً أنها تفضل قائد الجيش جوزيف عون، بل ان القطريين على الموجة نفسها في هذا الأمر، ولذلك لن يقع الثنائي في فخ حرق الأسماء، بغض النظر عن أن لا فيتو على العماد عون، وأخشى ما نخشاه أن تكون اللعبة اليوم هي لحرق أسماء الأكْفاء الذين يمكن أن يكونوا وزراء في الحكومات القادمة، أو أن يتولوا مناصب مهمة كحاكمية مصرف لبنان، والوزير أزعور من الأسماء المطروحة بجدية لهذا المنصب، والخوف أن يكون هناك من يحاول حرق اسمه اليوم عبر ترشيحه لرئاسة الجمهورية”.
وأوضحت المصادر أن “الثنائي الشيعي يعتبر أن فرنجية لا يشكل استفزاراً لأحد، لا للأميركيين ولا للدول الاقليمية، وليس هناك فيتو عليه في أي مكان، بل إن علاقاته الدولية ممتازة، ولطالما شهدت بنشعي زيارات سفراء الدول، حتى أنه ليس هناك سفير أميركي مرّ على لبنان إلا وزار بنشعي، وعلاقته مع الروس أكثر من جيدة، ومع العرب ممتازة”.
وعن السيناريوهات المتوقعة في الجلسة المقبلة، رأت المصادر أن “الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للجمهورية، ستكون مشابهة للجلسات الـ 11 السابقة، بينما كان الرئيس بري يتمنى عدم إضاعة الوقت، واستثماره في الحوار على النهوض بالدولة، ولكن الفريق الآخر مصر على المهزلة”.
يبدو أن الفراغ الرئاسي سيطول ويطول ويطول، فالانقسام الحاد الذي يشهده البلد اليوم، لا يمكن أن يوصل رئيساً إلى بعبدا، اذ أن كلا المحورين يمتلك قدرة التعطيل حتى لو وصل أحد المرشحين إلى 65 صوتاً. ويبدو أن “حزب الله” اتخذ قراراً بإيصال مرشحه بالطريقة نفسها لانتخاب الرئيس السابق ميشال عون بعد اعتباره أنه يواجه تحدياً، ومحاولات لكسره، وبالتالي قد تمر سنة 2023 بلا رئيس للجمهورية، بل قد تطول حتى يصل الأميركيون والإيرانيون إلى اتفاق جديد في المنطقة.
محمد شمس الدين- لبنان الكبير