توازن سلبي بين فرنجية وأزعور لا يوصل الى رئيس… ولكن هل من مفاجآت؟
بعد اعلان ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور من قبل المعارضة والتيار الوطني الحر، ودعوة الرئيس نبيه بري الى جلسة في 14 حزيران الجاري، تتجه الأنظار الى مجلس النواب والمنازلة التي ستشهدها ساحة النجمة في هذا الموعد.
وفي نظرة إلى ما يجري، يرى الكاتب والمُحلل السياسي نبيل بومنصف في حديثٍ مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية، أنه “لا يُمكننا أن نعلم مسبقًا كيف سيكون المشهد قبل أن نعلم ما هو موقف كافة الكتل والنواب فنحن لا زلنا في البداية، صحيح هناك تكتلان كبيران، كل تكتل لديه مرشح، ولكن يوجد في ما بينهما عدد لا يُستهان به من نواب وهذا العدد هو من سيُرجِّح الكفة. هؤلاء النواب هم الذين سيُحدِّدون هوية الرئيس”.
ويُردف قائلًا “نحن اليوم أمام نوع من توازن سلبي، فمن المُمكن أن يحظى أزعور بأصوات أكثر ولو قليلًا ولكن ذلك ليس كافيًا لإيصاله إلى رئاسة الجمهورية، وبطبيعة الحال فإن فريق فرنجية غير قادر على إيصاله الى الرئاسة أيضًا، ومَن سيكون لهم الموقف الحاسم في إيصال الرئيس، هم مَن لم يعلنوا عن موقفهم حتى الساعة”، وبالتالي، “لا يُمكننا من اليوم أن نحكم على المشهد كيف سيكون قبل أن نعلم موقف “اللقاء الديمقراطي” وكافة “النواب التغييريين” والنواب السنة المستقلين”.
هذا ولا يغفل بومنصف أنْ “يكون لكل نائب من هؤلاء موقفاً مُغايراً عن الآخر، وأنْ لا يكون هناك موقفًا موحدًا”.
إذًا فالأقرب للتوّقع حسب بومنصف “هو إنعقاد جلسة ولا يُنتخب فيها رئيس، حيث في الدورة الأولى لن يحصل أي من المرشحيْن على الثلثيْن، ففي الدورة الاولى يجب أن يحظى المرشح الفائز على الثلثين وليس النصف زائد واحد، وفي الدورة الثانية بطبيعة الحال إذا كان هناك توازن سلبي، هناك أحد الطرفان سيكسر النصاب قطعًا، وإلَّا سيفوز أحد المرشحيْن بالرئاسة”.
في المحصلة، يرى بومنصف أنّه “إذا لم يكن هناك جو مسبق يُوحي بموقف التكتلات الأخرى لن يُنتخب رئيس للجمهورية وحتى لو دُعي النواب إلى جلسة”. وعليه، فإنّه وفي ظلّ “الواقع الذي نعيشه من الصعب إنتخاب رئيس في حزيران”، وفق تقدير بومنصف.
لكن في المقابل، يلفت إلى أنه علينا أن “لا نغفل المفاجآت ولا زلنا في بداية الشهر ولا نعلم ماذا سيحصل من تطورات”.
أين أصبحت حظوظ قائد الجيش؟ يعتبر أنّه “حاليًا إسم قائد الجيش لم يعد على الطاولة، نحن الآن حتى إشعار آخر في ظل مرحلة جديدة من الإستحقاق الرئاسي، وهي تتمثّل بالمواجهة ما بين فرنجية وأزعور وليس بينهما أحد هذا الآن ولكن من الممكن أن نصل إلى مرحلة أخرى ونتكلم فيها عن شخصية جديدة”.
ويختم بومنصف حديثه، بالقول: “حتى إشعار أخر اليوم نحن أمام خياريْن: إمّا إنتخاب رئيس للجمهورية أو تجربة جديدة لن تُفضي إلى إنتخاب أي من المرشحيْن ممّا قد يؤدي إلى البحث عن مرشح جديد”.
في النتيجة، المهم أن الدعوة لجلسة إنتخابية حصلت، كونها ستُشكل بابًا للدخول في حوار بعدما بات الجميع أمام معضلة تتمثّل بعدم قدرته على إيصال مرشّحه!
الانباء