باسيل يُبلّغ حزب الله: أزعور ليس مُرشحي… وقطبة مخفيّة بكلامه!

قلبت المعارضة مع “التيار الوطني الحر” المشهد الرئاسي، وحركت المياه الراكدة رئاسيا مع اعلان تقاطعها على اسم جهاد ازعور كمرشح رئاسي تخوض به المعركة في وجه مرشح “الثنائي الشيعي” رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.

صحيح ان اعلان تبني ترشيح جهاد ازعور لم يأت مشتركا، لكن مجرد الاتفاق والتقاطع عليه له دلالات لا يمكن القفز فوقها، مع ما تتضمنه من اصطفاف مسيحي بوجه الاصطفاف الشيعي، ولو أن كلام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في عشاء “هيئة التيار” في جبيل كان لافتا من حيث المضمون، بعدما اعلن عن تقاطع التيار مع كتل نيابية أخرى على اسم جهاد ازعور كمرشح رئاسي من بين أسماء أخرى ، اعتبرها التيار مناسبة وغير مستفزة وأعطى موافقته عليها وعدم ممانعته لوصولها”.

اضاف باسيل وهنا الاهم: “أعطينا موافقتنا على عدد من الأسماء، وهم اختاروا واحداً منها، وبرأينا أنّه يجب التقاطع على اكثر من اسم لمزيد من المرونة، لأنّ المطلوب أيضاً هو التوافق مع الفريق الآخر من دون تحديه”. وهنا الاساس تقول مصادر مواكبة للاستحقاق الرئاسي لـ “الديار”.

كلام باسيل قرأت فيه المصادر بانه لم يغلق باب الحوار والتفاوض على اسم ثالث يتفق عليه بين الجميع، اي “لم يكسرها باسيل عالاخر”، والاهم بحسب المصادر ان كلام رئيس التيار حمل قطبة مخفية ستسهّل مهمة رئيس مجلس النواب نبيه بري المحرج بوجوب عدم الدعوة لجلسة رئاسية ، لا سيما ان بري كان ينتظر كيف ستتم طريقة وآلية تبني ترشيح ازعور.

كلام باسيل الذي رفض فرض اي مرشح تحدي على الفريق الآخر، مؤكدا في الوقت نفسه عدم قبولهم بفرض رئيس تحدي على المعارضة، حمل اكثر من رسالة باكثر من اتجاه، وفي مقدمها “الثنائي الشيعي”.

مع الاشارة، الى ان زيارة لافتة سجلت ظهر السبت لنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب على خط عين التنية بقيت بعيدة عن الاعلام، حيث قيل إن بوصعب تحدث مع بري بموضوع الجلسة، وما يحصل من تطورات على خط الاستحقاق الرئاسي.

وتكمل المصادر بان عدم الاعلان المشترك والموحد لتبني جهاد ازعور، والطريقة التي اعتمدها كل فريق على حدة، كما ان الفرق بين كلام معوض المواجه لحزب الله وكلام باسيل المهادن والداعي لعدم التحدي، يظهر بحسب المصادر مدى الشرخ الحاصل من حيث المضمون لا الشكل المتقاطع على اسم ازعور، ويظهر بان ترشيحه هو محاولة من الفريق الآخر لوضع حد لترشيح فرنجية لا اكثر ولا اقل. وتنطلق المصادر من ان بيضة القبان الرئاسية ، التي لا تزال المختارة عصبها، وكذلك كتلة “الاعتدال السني” لا تميل بأكملها لازعور.

مصادر “اشتراكية” تجدد التأكيد بان “اللقاء الديموقراطي” لم يبدل موقفه، وهو كان ولا يزال مع مرشح توافقي، ورئيس لا يشكل تحديا لاي طرف. وعند السؤال عن جهاد ازعور الذي كان رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط اول من طرح اسمه، وما اذا كان جنبلاط بدل رأيه اليوم، تجيب المصادر الاشتراكية بان شخصية ازعور ممتازة، وصحيح ان جنبلاط طرحه مع اسماء عدة، لكنه يتطلب موافقة السنة كما الشيعة ليكون توافقيا.

وعما اذا كان جنبلاط سيقف هذه المرة ايضا على الحياد، ويمنح اصواته الـ 8 للورقة البيضاء، على قاعدة النأي بالنفس عن تجارب التحدي سواء فرنجية او ازعور، تكتفي المصادر بالقول : يوم الثلاثاء سيجتمع اللقاء برئاسة تيمور وعندها يقرر. علما ان كل الاجواء تشير الى انقسام داخل “اللقاء الديمقراطي” بين مَن يفضل الورقة البيضاء والوقوف على الحياد، وبين مَن يفضل الذهاب نحو خيار ازعور. كما ان الاجواء تؤكد بان اصوات “اللقاء الديموقراطي” لن تكون مقسمة، بل ستلتزم جميعها بما يقرره اللقاء مجتمعا.

وفيما رفضت المصادر “الاشتراكية” تحديد وجهة البيان المرتقب صدوره يوم الثلاثاء بعد اجتماع “اللقاء الديموقراطي”، كشفت المعلومات ان تيمور جنبلاط يميل للسير بجهاد ازعور، والاتجاه حتى اللحظة هو اصدار بيان يوم الثلاثاء بعد اجتماع اللقاء يعلن السير بازعور، مع تشديد البيان على وجوب التشجيع على الانفتاح والتوافق على اسم مقبول لدى الجميع.

وعليه، يبدو ان الجميع متفق على حشر حزب الله وحثه على التراجع عن ترشيح فرنجية، ويبدو ان جنبلاط كما المعارضة والتيار الوطني الحر سيحاولون “اللعب عالمكشوف ” في الجولة الاولى مع منح الاصوات لازعور، وهم يدركون تماما انه يصعب عليه تأمين الاصوات المطلوبة من الدورة الاولى، الا اذا حصلت مفاجأة وفاز ازعور “بفلتة شوط”، عندها نكون امام معادلة اخرى في البلد على حد تعبير المصادر.

وتكمل المصادر بانه في حال لم يفز ازعور من الدورة الاولى وهذا هو المرجح، وشعرت احدى الكتل بانه يقترب في الدورة الثانية من تأمين الـ 65 صوتا، عندها ستعمد الى تغيير وجهة تصويتها التي كانت اعتمدتها في الدورة الاولى.

هذا السيناريو مرجح في حال استجاب رئيس مجلس النواب وحدد موعدا لجلسة انتخابية. علما ان المعلومات تفيد بانه صحيح ان بري سيحدد في النهاية جلسة، لكن موعدها لن يكون قريبا كما يُخيّل للبعض، وفي هذا الامر “تكتيك يعتمده الاستاذ”.

امام هذا الواقع المستجد رئاسيا في وجه “الثنائي الشيعي”، هل يتخلى حزب الله عن فرنجية؟ او يتراجع خطوة الى الوراء فيعلن الاستعداد للحوار والتفاوض على مرشح ثالث توافقي؟ مصدر موثوق مطلع على جو الثنائي يكشف لـ “الديار” بان حزب الله يدرك تماما بان كل ما يحصل هدفه فقط الضغط على حزب الله لحثه على سحب ترشيح فرنجية، وهو مقتنع بان هذا الحراك الداعم لازعور ليس الا مناورة ومحاولة من الفريق الآخر لارساء قاعدة بان ليس حزب الله مَن يأتي برئيس الجمهورية المسيحي في البلاد.

وعليه يكشف المصدر بانه طالما حزب الله يقول ان لديه مرشحا هو سليمان فرنجية، فهو لن يسحبه “لا الآن ولا بعد 100 سنة “، ويسأل المصدر: كيف يرى الطرف الآخر ان فرنجية هو مرشح تحد لا يقبلون به، ويريدون ان نقبل بازعور تحت ضغط العقوبات، الا يعتبر ازعور عندها مرشح تحد؟

وفيما يجدد المصدر التأكيد بان لا “خطة باء” لدى حزب الله، تكشف المعلومات بان الثنائي وفي حال دعا بري لجلسة قريبة، فهو قد يتجه لتكتيك رئاسي لا يحرق من خلاله اسم سليمان فرنجية بوضعه على الاوراق، وهو يدرك انه لن يستطيع ايصاله، لذا فقد يلجأ مرة جديدة لخيار الورقة البيضاء كمرحلة اولى.. ويذكّر المصدر بما قاله امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله “باننا عندما نضع اسما على الورقة فلا نعود ونسحبه”.

لذا، فالثنائي يحسبها جيدا و”يلعبها صح”، وهو قد يذهب لهكذا خيار، علما انه مقتنع بان لا جلسة قريبا. وهنا تكشف المعلومات بان باسيل بعث في الايام الاخيرة، وبطريقة غير مباشرة، برسالة لحزب الله مفادها ان ازعور ليس “مرشّحه الجدي” الذي يريده، لكنه يريد قطع الطريق على وصول فرنجية.

امام هذا الاصطفاف الشيعي – المسيحي، هل يكون لبنان في نهاية المطاف امام واقع “نزول الجميع عن الشجرة”، والذهاب نحو التوافق على مرشح ثالث قد تكون وجهته اليرزة؟

الديار

مقالات ذات صلة