هل تمرّ الانتخابات الرئاسية بسلاسة… أم نكون أمام تطوّرات دراماتيكية؟

الثنائي الشيعي: ترشيح أزعور هدفه انتخاب قائد الجيش

تتّجه المعركة الرئاسية نحو الوضوح والحسم في الأيام المقبلة في ظلّ الضغوط الداخلية والخارجية وبعد اتجاه قوى المعارضة والتيّار الوطني الحر لتبنّي خيار ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. فهل نتّجه إلى معركة رئاسية لحسم الخيار بينهما؟ أم تؤدّي الاتّصالات واللقاءات والجهود التي سيبذلها البطريرك بشارة الراعي بعد نصائح فرنسية وفاتيكانية إلى الاتفاق على مرشّح ثالث؟ وما هي أجواء الثنائي الشيعي في مواجهة هذه التطوّرات؟

تقول مصادر مقرّبة من الثنائي الشيعي: “إنّ الثنائي ما يزال يتمسّك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويسعى إلى جمع الأصوات التي تتيح له الوصول إلى موقع الرئاسة الأولى، وإنّ هناك تقدّماً كبيراً في حظوظ فرنجية في ظلّ التطوّرات الإقليمية والدولية، وإنّه ليس من فيتو خارجي على وصوله، فيما العقبة الوحيدة أمام وصوله هو الحصول على دعم مسيحي وازن له، وإن كان خيار الذهاب إلى الانتخابات ووصول فرنجية بـ65 صوتاً ليس مستبعداً في حال أصرّت الأطراف الأخرى على المعركة الرئاسية وعدم الاتّجاه إلى الحوار والتوافق”.

تؤكّد هذه المصادر أنّ “الحملة التي شُنّت على ترشيح الوزير جهاد أزعور ليست موجّهة إلى شخصه، بل إلى من يريد إيصال رئيس جمهورية في مواجهة الثنائي بهدف إسقاط ترشيح فرنجية فقط، وقد لا يكون الهدف إيصال أزعور في حال تعادلت الأصوات بينهما، بل العمل على إيصال مرشّح ثالث هو العماد جوزف عون، لكنّ الحزب والحركة لن يسمحا بالوصول إلى ترتيب للأوضاع السياسية الداخلية تحت الضغط وبدون أخذ مواقفهما بالاعتبار، لأنّ الموضوع لا يقتصر على ملفّ رئاسة الجمهورية، بل يشمل كلّ المواقع الأخرى، وإذا أرادت القوى المعارضة والتيار الوطني الحر إيصال رئيس جمهورية من دون التوافق مع الحزب والحركة وحلفائهما فإنّ ذلك ستكون له ارتدادات سلبية داخلية وخارجية”.

 

لكن هل يمكن للحزب والحركة إيصال فرنجية في ظلّ اعتراض مسيحي كبير وعدم وجود دعم خارجي واضح؟
تجيب المصادر بأنّ “الحزب والحركة يدعوان إلى الحوار والتسوية، وأيّدا فرنجية بالتوافق مع الفرنسيين وفي ظلّ عدم تراجع الدبلوماسية السعودية إلى خط “الحياد” بين المرشحين، وهما يريدان الوصول إلى تسوية شاملة في كلّ الملفّات، ولذلك كان تأييدهما لفرنجية القادر على معالجة العديد من الملفّات المهمّة في المرحلة المقبلة لأنّه على علاقة قويّة مع سوريا ويحظى بعلاقات جيّدة مع الدول العربية وقادر على توفير الطمأنينة لكلّ الأطراف. ولا يعني ترشيحه مواجهة الأطراف المسيحية الأساسية، خصوصاً أنّه لن يأتي دون موافقة عدد لا بأس به من النواب المسيحيين، والخيار الوحيد للتفاهم هو الحوار لا خوض معركة لإسقاطه لسبب وحيد هو تأييد الحركة والحزب له. وإذا كانت الأطراف الأخرى تريد معالجة أزمات البلد فالذهاب إلى معركة كسر عظم لن يوصل إلى أيّ نتيجة، بل سيأخذ البلد إلى أزمات أخرى”.

في خلاصة هذه الأجواء يبدو أنّ الطرفين (الثنائي والقوى المعارضة له) مأزومان اليوم ولا يمكن لأيٍّ منهما فرض مرشّحه للرئاسة بدون التوافق والحوار، فإمّا الذهاب إلى معركة رئاسية انتخابية توصل فرنجية أو أزعور بخمسة وستّين صوتاً، وهذا يعني الذهاب إلى معركة سياسية كبرى في البلد بعد الانتخابات الرئاسية، أو الوصول إلى تسوية شاملة توصل أحدهما إلى الرئاسة بتوافق داخلي، وهذا هو الحلّ الأفضل، أو سنكون أمام خيار البحث عن مرشّح ثالث وحينئذٍ سيكون قائد الجيش العماد جوزف عون بالانتظار؟

أيّ الخيارات سيتمّ اعتمادها في الأيام المقبلة؟ وهل تمرّ الانتخابات الرئاسية بسلاسة أم نكون أمام تطوّرات دراماتيكية تطيح بكلّ هذه الخيارات وتأخذ البلاد إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة تدفع الجميع إلى الجلوس إلى طاولة الحوار مجدّداً؟

قاسم قصير- اساس

مقالات ذات صلة