المرحلة دقيقة وحساسة… هل السيناريو نحو إسم ثالث؟
مشهدان متناقضان يرافقان الاستحقاق الرئاسي خصوصاً بعد أن بات مؤكداً أن أطراف المعارضة توافقت مع “التيار الوطني الحر” على اسم الوزير الأسبق جهاد أزعور الذي يتوقع وفق الاحصاءات أن ينال أكثر من 65 صوتاً، في حين أن “الثنائي الشيعي” لا يزال متمسكاً بمرشحه سليمان فرنجية. والمفارقة التي يعترف بها الجميع أنه لا يمكن انتخاب الرئيس من دون موافقة “الثنائي”، كما لا يمكن أن يقبل الفريق الآخر وفي مقدمه الأطراف المسيحية بمرشح “الثنائي” ما يعني وفق مصدر مطلع أن ما يحصل على جبهة المعارضة و”التيار”، يفرمل وصول فرنجية الى سدة الرئاسة، لكن في الوقت نفسه، فإن التوافق المسيحي، لا يعني إيصال أزعور الى الرئاسة. وبالتالي، فإن السيناريو المقبل، التوافق على اسم ثالث بحيث أن الفريقين ينزلان عن الشجرة، وربما يلعب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي دوراً في توافق مكونات البلد على اسم خصوصاً أنه أعلن فور عودته من فرنسا والفاتيكان أنه سيتواصل مع الجميع على أمل تحقيق خرق في الجدار الرئاسي.
على أي حال، عقد مساء أمس اجتماع تحضيري، تنسيقي وتنظيمي بين قوى المعارضة وموفد من “التيار” متمثل بالنائب جورج عطا الله، تمّ خلاله وضع اللمسات الأخيرة على آلية اعلان التوافق، ومكانه وزمانه إذ من المرجح أن تصدر بيانات رسمية من الأطراف المتوافقة بالتزامن مع بعضها البعض، مع العلم أن الاعلان الرسمي سيكون خلال اليومين المقبلين على أبعد تقدير وفق ما أوضح النائب فادي كرم في تصريح لموقع “لبنان الكبير”، مشيراً الى أن “التوافق ليس مرتبطاً بالقيادات المسيحية كي تتولّى اعلانه انما هو مسألة توافق معارضة مع بعضها البعض، تلاقت مع التيار الوطني الحر على ترشيح أزعور، واليوم لسنا في وارد توافقات مسيحية – مسيحية أو مشهدية الزعماء المسيحيين”، مؤكداً أن “النائب ميشال معوض في صلب النقاش، وليس مستبعداً أن يكون اعلان التوافق من منزله، وهذا من التفاصيل التي يتم البحث فيها”.
وشدد كرم على أن “الديموقراطية ملاذنا الأخير، واذا كان الرئيس نبيه بري يقول ان ليس هناك من مرشحين جديين، فمع الاعلان الرسمي لمرشحنا تسقط هذه الحجة، وعندما يكون هذا التوافق الواسع حول اسم أزعور، فلا بد من الدعوة الى جلسة انتخابية قريبة. نحن مرشحنا كان جدياً منذ البداية مع النائب ميشال معوض، لكن لم نتمكن من تأمين الأصوات الكافية لفوزه، وبالتالي، انتقلنا الى مرشح توافقي، لا يشكل تحدياً لأي فريق، وهو مرشح جدي. واذا لم يدعُ رئيس المجلس الى جلسة انتخابية بعد الاعلان الرسمي عن المرشح، يتحمل مسؤولية عدم الدعوة، وشل الدستور، وسنستمر بالضغوط التي تسمح بها اللعبة الديموقراطية”.
وفيما علم “لبنان الكبير” أن أزعور يقوم باتصالاته مع المستقلين والتغييريين، وفي القريب العاجل سيكون له تواصل مع تكتل “الاعتدال الوطني”، في مسعى للحصول على أكثر من 65 صوتاً، أوضح النائب ياسين ياسين أنه “كان من المفترض أن يحصل لقاء مع أزعور أول من أمس عبر منصة زوم، لكن لم يحصل ذلك. نحن نقارب الأمور بطريقة معينة، انطلاقاً من واقعية معينة. نحن ضد وجود أحد رموز المنظومة، وأزعور تولّى مهمة وشارك في المنظومة، وأول من أمس اتّصل بي شخصياً، وكان حوار ايجابي جداً، وتحدثنا عن مختلف الملفات من خطة التعافي الى القضاء الى المرفأ الى السلاح الى موقفه من 17 تشرين، وتمحورت أسئلتي حول خطته للخروج من جهنم. لا يمكن أن أعلن موقفي قبل أن يتبلور موقف التغييريين الآخرين خصوصاً أن أزعور قرر التواصل مع كل نائب بمفرده، وبناء على النقاشات، سنتخذ القرار المناسب، مع العلم أن النواب وضاح الصادق ومارك ضو وميشال الدويهي، أخذوا قرارهم في التصويت لأزعور”.
وأشار الى “أننا ننتظر أن يكون هناك اسم عليه أقل قدر ممكن من الاعتراض، وأكبر قدر من القبول. نريد رئيساً يجمع، ولا يطلب حصة في الحكومة، وهذا ما أكده أزعور. كل مرشح رئاسي، نريد أن نطلع على موقفه من الملفات الشائكة قبل اتخاذ أي موقف مع العلم أننا لن نصوّت لأي مرشح تحدّ لأنه بكل بساطة لا يمكن أن يصل الى سدة الرئاسة، واتفاق المسيحيين على اسم، ايجابي في الاستحقاق الرئاسي”، معتبراً أن “على اللبنانيين انتاج الرئيس بأسرع وقت، واستثمار الايجابيات في المنطقة لمصلحة لبنان”.
وفي هذا السياق، لم يشأ نواب “اللقاء الديموقراطي”، التعليق على ما يجري حالياً في الملف الرئاسي لأن المرحلة دقيقة وحساسة، إذ قال النائب بلال عبد الله: “حين يعلن كل الفرقاء مواقفهم، ويتم الاعلان رسمياً عن الاتفاق على اسم أزعور، سنعلن موقفنا بعد اجتماع اللقاء، وليس لدينا أي موقف حالياً”.
ورأى أن “الموضوع دقيق لا يحتمل أي افتراضيات، علينا انتظار الاعلان الرسمي والجو العام. لا يجوز أن نساهم في توتير الوضع خصوصاً أن الانقسام في البلد عمودي وصعب”، مؤكداً أنه “لا بد من العودة الى موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حين دعا منذ البداية الى الحوار بين اللبنانيين، واللجوء الى الواقعية السياسية، والتوصل الى مرشح توافقي، والا نبقى في الشغور. علينا انتظار الذين لا زالوا يرفعون السقوف، ونأمل أن يتواضع الجميع، ويتم تدوير الزوايا كي نقوم بواجباتنا تجاه بلدنا”.
هيام طوق- لبنان الكبير