جعجع يستدرج باسيل الى هذا الفخ!
يتعاظم الضغط على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الملف الرئاسي، وتكثر مخاوفه، تارة من وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، وتارة أخرى من ترشيح النائب إبراهيم كنعان من داخل بيته رغما عنه، وطورا من إمكانية أن تستقر التسوية على ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون. وما يزيد الطين بلة لدى باسيل هو الزيارة التي قام بها مؤخرا الى الفاتيكان بترتيب من صديق له، حيث لم يرق له الكلام الذي سمعه من المسؤولين هناك، والذي تضمن نصيحة بضرورة أن يحافظ على تحالفاته.
حمل باسيل مخاوفه الى فرنسا، لكنه لم يفلح في لقاء أي مسؤول فرنسي، فعاد الى لبنان في حالة من إنعدام الوزن خصوصا مع التسريبات التي جاءت من جدة حول اللقاء الودي الذي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس السوري بشار الأسد والذي كان الملف الرئاسي اللبناني فيه ثالثهما وتضمن إشارة إيجابية بإتجاه فرنجية.
ردة الفعل الأولى لباسيل بعد عودته الى لبنان كانت تبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، ثم بعد ذلك إستشعر خطورة هذا القرار على المستويين الداخلي والتحالفي بعد سلسلة نصائح تلقاها، فتراجع عنه وأكد أننا “لا نسير برئيس تحدٍ”، كما نُقل عن أزعور نفسه بأنه لا يريد أن يكون مرشحا صداميا.
في غضون ذلك، أدار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كل محركاته بإتجاه باسيل لاقناعه مجددا بأزعور، عله يضرب أكثر من عصفور سياسي بحجر واحد، ويبدو أنه نجح في ذلك، معلنا أنه تبلغ من أوساط المعارضة بأن باسيل يتجه لدعم أزعور، وفي الوقت نفسه أوحى باسيل بذلك، لكنه لم يفلح في تسويق فكرته في إجتماع تكتل لبنان القوي رغم إستعانته برئيس الجمهورية السابق ميشال عون.
لا شك في أن جعجع يحاول إستدراج باسيل الى ملعبه، وهو يدرك بأن أزعور لا يمكن أن يحصل على أكثرية النصف زائدا واحدا بخلاف ما صرح به أمس بأن لديه أكثر من 65 صوتا، في حين أن تبني باسيل له سيسقط تحالفه بشكل نهائي مع حزب الله، خصوصا أن العتب لدى الحزب بدأ يتحول الى غضب بفعل السلوك الاستفزازي المتنامي لباسيل، كما سينعكس ذلك سلبا على تكتل لبنان القوي الذي سيشهد حالة تمرد وعصيان من عدد لا يستهان به من نوابه بدأت بالنائب محمد يحيى الذي إنضم الى تكتل “التوافق الوطني” وهي مرشحة للتمدد لتشمل خمسة أو ستة نواب على الأقل ستكون لهم خياراتهم الرئاسية بعيدا عن قرار باسيل.
وبذلك يكون جعجع قد نجح في ضرب ما تبقى من مكامن القوة لدى باسيل وإستدراجه الى فخ الاستفراد، خصوصا أن رئيس التيار لن يتمكن من إيصال جهاد أزعور الى رئاسة الجمهورية نظرا لعدم وجود 65 صوتا لدى المعارضة، كما لن يربح القوات اللبنانية التي لا تثق به، وسيخسر حليفه الوحيد حزب الله وسيعرّض تكتله النيابي للانقسام، وسيُغضب الفاتيكان وفرنسا، ما سيجعله مقطوعا من شجرة سياسية إلا من بعض النواب الموالين له والذين لا يستطيعون تغيير شيء من معادلة الاستفراد.
تقول مصادر سياسية مواكبة، إن “باسيل أذكى من أن يقع في فخ جعجع، وأن ما يقوم به لا يعدو كونه مناورة سياسية ستنتهي عاجلا أم آجلا، إلا إذا قرر أن يلعب على حافة الهاوية التي في حال وقع فيها هذه المرة فلن يجد من ينقذه!.
غسان ريفي- سفير الشمال