إستنجاد باسيل بـ″عمّه″ يفشل ويثير إنتقادات..!
شكّل إجتماع تكتل لبنان القوي يوم أمس للاستماع الى طرح رئيسه النائب جبران باسيل بالسير خلف المعارضة بتبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، محطة مفصلية في تاريخ التيار الوطني الحر بعدما أعطى مؤشرات سلبية قد تنعكس على مسيرته ومستقبله السياسيين.
من أبرز هذه المؤشرات:
أولا: الخلاف المستفحل بين باسيل وعدد من نواب التكتل الذين يرفضون البحث في ترشيح أزعور ويتمسكون بترشيح زميلهم النائب إبراهيم كنعان، إنطلاقا من أن أركان التيار هم أولى بالدعم والترشيح ممن خاض التيار معارك طاحنة ضدهم وذكرهم بكتاب “الابراء المستحيل”، ثم من أجل مصالح معينة يعمل على تقديمهم كمرشحين اصلاحيين قادرين على إنقاذ البلاد.
ثانيا: إستنجاد باسيل بعمه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون الذي حضر إجتماع التكتل، من أجل الضغط على النواب المتمردين ودفعهم للقبول بتبني ترشيح أزعور، ما يؤكد أن باسيل بدأ يفقد سيطرته بشكل تدريجي على التكتل بعدما تبين أنه لا يمون على كل نوابه وغير قادر على إقناعهم بخياره.
ثالثا: التصدع الذي قد يتسبب فيه باسيل في حال أصر على السير بخيار أزعور، ما يهدد التكتل بالانقسام الفعلي، خصوصا أنه ليس في كل مرة يستطيع باسيل أن يستنجد بالرئيس عون.
رابعا: الانتقاد اللاذع الذي يتعرض له باسيل من داخل تياره ومن نواب في تكتله خلال جلساتهم الخاصة، بسبب إستغلاله الرئيس عون لتمرير صفقاته السياسية، حيث يربأ المعترضون أن يلجأ باسيل الى جولة للرئيس عون في شوارع البترون بواسطة “التيك توك” ومن ثم في جزين حيث لم يكن الاستقبال في الملعب الرياضي لائقا، فيما الحضور وصل بالباصات من بيروت وسائر المناطق لتأمين الحشد المطلوب، وبعد ذلك إصطحابه الى إجتماع التكتل، خصوصا أن رجلا برمزية الرئيس عون وبعمره ليس للاستغلال ولم يعد جائزا التعاطي معه بهذا الشكل من أجل تحقيق مصالح ومكاسب شخصية.
وبالعودة الى إجتماع التكتل، فإن مؤشريّن هامين يمكن التوقف عندهما لجهة، غياب نواب التكتل عن السمع بعد الاجتماع ورفضهم الرد على أية إتصالات، إضافة الى ما تضمنه البيان من إلتباس فيما يتعلق بالملف الرئاسي، حيث جاء الكلام حمّال أوجه من دون أن يسمي المرشح جهاد أزعور بل تم الاكتفاء بالتأكيد على “المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الإنتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب، مع تأكيد التكتل قناعته ان انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد؟”.
ما جاء في بيان التكتل وصفه متابعون كمن “يفسر الماء بعد الجهد بالماء”، حيث ترك كل المجالات مفتوحة لمزيد من المناورة الباسيلية، في حين أشارت مصادر مطلعة الى أن جو الاجتماع لم يكن إيجابيا، حيث أعرب النواب المتمردون عن إحترامهم وتقديرهم لحضور الرئيس عون، لكنهم إستمروا على موقفهم الرافض لخيار باسيل بتبني المرشح جهاد أزعور، مجددين التأكيد على موقفهم الداعم لزميلهم في التكتل إبراهيم كنعان.
غسان ريفي