“السولاريوم” مضّر وممنوع: هكذا يمكنكم الحصول على بشرة برونزيّة في فصل الصيف!!
لم يعد الاسمرار حكراً على السيدات، بل للرجال نصيب منه. ومع حلول فصل الصيف يتعمد الجميع ارتياد البحر لاكتساب اللون البرونزي الجذاب. وبحسب خبراء التجميل والموضة، فان السمار يمنح البشرة مظهرا ساحراً، ويعطي الاطلالة لمسة من التميّز.
بالموازاة، فان الحصول على سَحْنَة ذهبيّة بشكل سريع يعتبر غاية الغايات، لذا يبدأ البعض بالتهافت على تسمير البشرة من خلال استخدام حمام الشمس الصناعي او “السولاريوم”، ويعرف بـ “التانينغ”، وهو جهاز ينتج اشعة فوق البنفسجية مركّزة قريبة جدا من البشرة تؤدي الى اضرار مشابهة لأضرار التعرض المكثف والمتكرر لأشعة الـ UV LIGHT، ومتوافر في صالونات التجميل.
وتتراوح المدة التي يحتاج اليها الشخص داخل جهاز التسمير الصناعي ما بين 5 دقائق واقصاها 15 دقيقة، ليخرج بعدها وقد حازت بشرته اللون الخمري الفاتن. لذا في حال اعتماد هذا النوع السريع من الـ TANNING BED او SUNBED ، فلا يجب المبالغة في الجلسات، والا النتيجة ستكون سلبية على الصعيد الصحي. وهناك نوعان من الاشعة في الشمس الـ “UVA” التي يستفيد منها الناس ، والـ “UVB” التي تسبب الحروق.
ما هي هذه المقصورة؟
تتألف حجرة “السولاريوم” من 24 الى 60 لمبة، قوة كل منها تتراوح ما بين الـ 100 الى 200 واط، وتتوزع على جزئي الجهاز السفلي والغطاء، وهذه السُّرُج مزودة بمصابيح فوق البنفسجية منخفضة الضغط، وتكون مطلية بالفوسفور الذي يمنح البشرة سمرة طبيعية. ويؤثر الضوء في مختلف طبقات الجلد، الذي يسرع من عملية انتاج مادة “الميلانين” الذي يعطي البشرة اللون البرونزي.
اما السؤال الذي لا يبرح أذهان عشاق “البرونزاج”: كيف يمكن الحصول على هذا اللون خلال فترة زمنية قصيرة؟
في هذا السياق، تتنوع الخيارات ما بين التسمير الاصطناعي الذي يكون عن طريق جهاز “السولاريوم”، او الطبيعي الذي يمكن نيْلَه من خلال التعرض لأشعة الشمس. وهناك طريقة ثالثة تكون باستخدام كريم التسمير الذاتي التدريجي ويعرف بـ “اوتو برونز”، ويتم وضعه بشكل يومي بعد تقشير البشرة. وما تجدر الإشارة اليه في هذا السياق، ان اتباع نظام غذائي غني بالبيتاكاروتين يساعد كثيرا في الحصول على بشرة برونزية، وهذا العنصر متوافر في الجزر والسبانخ والطماطم والبقدونس، وفي الفواكه مثل البطيخ والمشمش، وتعد التبولة اللبنانية خيارا صائبا.
بالمقابل، تعتبر المكملات الغذائية التي تعمل على تقوية الخلايا وتضاعف من كمية انتاج الكولاجين، من الوسائل المهمة التي تمنح البشرة المظهر الممتلئ اللامع بلون برونزي مثير.
“السولاريوم” او الشمس!
في هذا الإطار، اعتبرت صاحبة مركز تجميل، “ان اللجوء الى هذا النوع من التسمير الاصطناعي لا يتسبب بحروق في الجلد، كونه يتم التحكم بالأشعة المنبعثة من الجهاز”. وقالت: “هذه العملية تحفّز الخلايا الصبغية المسؤولة عن الـ “PIGMENT” وتنتج المزيد من الميلانين ما يمنع دخول الضوء الأسود الى الحمض النووي من خلايا الجلد”.
وأوضحت لـ “الديار”، “ان هذا النوع لا يتلاءم مع الأشخاص الذين هم ما دون الثامنة عشر ويجب على من يختارون هذه الطريقة استخدام الكريمات الواقية لحماية البشرة خاصة منطقة الوجه والرقبة”.
اضرار جهاز “التان”
قد يسبب “السولاريوم” جفاف حاد في البشرة وهو ما قد يفقد الجلد مرونته، وتظهر بعض التصبغات البنية غير المستحبة على الجسم وحتى الوجه بسبب تفاوت الرطوبة.
بالموازاة، أشارت الدراسات الى انه يمكن ان يصبح الفرد مدمنا أجهزة التسمير، لان حوالى 45% من النساء والرجال يفرطون في الاستخدام.
بالمقابل، قد يظن البعض ان “السولاريوم” يخفف من علامات التمدد الجلدي، والواقع انها تصبح أكثر بروزا بسبب النشاف الذي يسفر عن تعرض الجلد المتكرر للضوء المنبعث.
وعلى مقلب جمالي آخر، فان التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية الاصطناعية، يخفض من انتاج الكولاجين، وهذا الامر ينطبق على اشعة الشمس الطبيعية لكن بمعدل اقل.
سرطان الجلد
يقوم جهاز التسمير بتوليد الاشعة ما فوق البنفسجية ليمنح الجلد المظهر الذهبي البرونزي الفتّان، لكن هذه الاشعة تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد، خاصة الأشخاص من ذوي البشرة الفاتحة. وكانت الوكالة العالمية لأبحاث السرطان اكدت ان أجهزة التسمير المسبب الرئيسي لسرطان الجلد كالتعرض لأشعة الشمس بصورة مباشرة، وقد تكون اشد فتكاً لاحتوائها على مصابيح فلورسنت، والتي تقوم بإرسال اشعة فوق البنفسجية للجسم، لذا فقد تم حظرها في كل من اوستراليا وانكلترا بسبب الاثار السلبية التي تحملها.
فوائد وهميّة
يعتقد البعض ان استخدام هذا الجهاز يساعد على تخفيف التوتر والاكتئاب، ويعود ذلك الى ادعاءات ليست دقيقة قد تكون نفسية أكثر منها حقيقية. بحيث ان الضوء البنفسجي يمكن ان يزيد من ارتفاع هرمون السيرتونين، ويساعد على تصنيع فيتامين “د”، ويعالج بعض الامراض الجلدية مثل الصدفية، كما يعمل على توحيد لون البشرة، ويقلل من ظهور حب الشباب.
طبي وتسويقي
في سياق برونزي متصل، يوجد نوعان من أجهزة التسمير الاصطناعي: الأول طبي، والثاني تجاري، والأخير قد يسبب سرطان الجلد ويلحق ضررا جسيما به.
وفي هذا الإطار، يوضح أطباء الجلد ان استخدام السولاريوم الطبي قد يعالج بعض المشاكل الجلدية. لكن الحقيقة الثابتة، ان التعرض المستمر للأشعة ما فوق البنفسجية قد ينتج منه تلف خلايا الجلد، وهذا الضرر يتراكم مع مرور السنوات. لذا يفضل اخذ لون برونزي من خلال الموجات الكهرومغناطيسية التي تأتي من الشمس الطبيعية، لان التعرض للأشعة يتم تدريجيا على عكس الأجهزة، التي تبث كمية مركّزة في وقت زمني قصير، وهو ما يعرض الجلد الى نوع من الصدمة.
ندى عبد الرزاق