مجد لبنان أعطي للمقاومة (الإسلامية): حجّ مبرور إلى مليتا!
لم تكتمل فرحة «الحوزب» بذكرى 25 أيار، من دون «تلوينة» مسيحية تمثّلت بمطرانين مارونيين مدعومين بخوري وبأرشمندريت أرمني وكاهنين من طائفة الروم الملكيين، وعلى ما يبدو لم تتمكن العلاقات العامة من اجتذاب رجل دين أرثوذكسي إلى أرض المقاومة الإسلامية والجهاد في مليتا لينضم إلى إخوته من المذاهب المسيحية الثلاثة حاملي مباخر التملّق.
كان من الممتع أكثر، لو رافقهم رئيس الهيئة الشرعية الشيخ محمد يزبك إلى المناورة الأخيرة بالذخيرة الحية، كي يتحسسوا ويعيشوا ويتلمسوا ويتنشقوا بارود الجهاد في سبيل الله. الشيخ يزبك، الحق يُقال،»واجبو سابقو». لا يفوّت مناسبة إلّا ويعايد فيها مواطنيه المسيحيين: على عيد البشارة يعايد. على مار مارون ومار نقولا ومار متر يعايد. على الفصحين يعايد. وعلى الميلادين يعايد…وعلى شرف الآباء وفي رحاب الصوم الكبير يولم، لذا بات المطارنة والآباء الأجلّاء أسرى رد الواجب في مليتا.
لا أعرف الكثير عن رجال الدين الستة المحتفى بهم في إعلام الحزب، والذين دخلوا إلى معلم مليتا على وقع موسيقى التفخيم والتعظيم وخرجوا بتصريحات تعبّر عن مخزون ممانع. قبل سنة قال راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة في مقابلة نارية «حاجي تصغروا الرب ع قياس السلاح والصواريخ… نحن مسيحيين مقاومين لا نساوم ولا تغرينا الكراسي. سيارات حزب الله تتجوّل بين لبنان وإسرائيل…. حاجي تخوين لبعضنا لبنان اليوم هو لبنان الذمية والانبطاح والزحفطة والتسويات مع الشيطان». في مليتا الجو مختلف. كلّ من رجال الدين الستة، أي رحمة وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمّار والأب الياس ابراهيم ممثل راعي ابرشية الفرزل والبقاع للروم الكاثوليك والأب بطرس عقيقي كاهن سرعين والأرشمندريت أنانيا كوجاجيان والأب أليان نصرالله كاهن القاع، أشاد بالحزب المجاهد وبالمقاومة الإسلامية على طريقته. البعض، كنصرالله المرشح والمنسحب من الإنتخابات النيابية الأخيرة، كان شبه مقتنع بالخط الممانع الذي يمثّله حزب «يحترم نفسه بانضباطه وقيمه والتزاماته»، وبدا كاهن سرعين الفوقا والتحتا على شاشة المنار من مبشري الجهاد، الآخرون كانوا مسرورين أن يُحتفى بهم ويُستغل وجودهم على قناة المقاومة الإسلامية. لا تيلي لوميير ولا طلّ خبرها.
لا يختلف «بعض» رجال الدين المسيحيين كثيراً في مقارباتهم وتصرفاتهم عن السياسيين المتملّقين، فتحت شعار الإنفتاح والمشاركة، يبايعون سلطة الأمر الواقع المساهِمة يوماً بعد يوم في القضاء على مفهوم الدولة وتغيير هوية لبنان.
ومن المفيد لفت نظر المطرانين والأرشمندريت والكهنة الثلاثة، إلى أن آخر الشعارات المتداولة على وسائل التواصل الإجتماعي: مجد لبنان أعطي للمقاومة (الإسلامية).
حج مبرور إلى مليتا.
عماد موسى