مَن يكذِب على مَن؟
لم يكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يكشف عن تبلغه من بعض أوساط المعارضة، أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل تبنى ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور للرئاسة الأولى، عاد التخبط في المواقف السياسية والأخبار المتداولة في وسائل الاعلام، وفق قاعدة “التمنيات” التي باتت تتحكم بالجميع، لا سيما أولئك الذين أوحوا بأن أزعور قد بدأ يعد العدة للانتقال الى قصر بعبدا، في حين أن مسار الرئاسة يبدو طويلا.
اللافت، أن جعجع أعلن تبني باسيل لترشيح أزعور نقلا عن أوساط في المعارضة، ما يعني أن التواصل بينه وبين باسيل ما يزال مقطوعا، ولا شك في أن أمرا من هذا النوع في غاية الأهمية كالتوافق على رئيس للجمهورية كان على الأقل يتطلب إتصالا بين الرجلين، كذلك فإن جعجع لم يتبلغ ذلك رسميا من عضو كتلة الجمهورية القوية النائب فادي كرم المكلف بمتابعة ملف رئاسة الجمهورية مع عضو تكتل لبنان القوي النائب جورج عطالله الذي كان الأجدى به أن ينقل ذلك عن باسيل، الأمر الذي يطرح سؤالا محوريا هو: مَن يكذب على مَن في تبني ترشيح أزعور.
تشير المعلومات الى أن نواب تكتل لبنان القوي لم يتبلغوا رسميا من باسيل بتبني أزعور، وأن بعضهم ليس لديه أي علم بذلك.
وتقول المعلومات أن باسيل لا يمكن أن يتخذ قرارا بمفرده بتبني أزعور قبل العودة الى نواب التكتل وإقناعهم، خصوصا أن التكتل ليس على رأي واحد، وهناك إختلاف واضح في وجهات النظر ضمنه حول المرشح الرئاسي، ما يعني أن أمام باسيل في حال قرر شخصيا تبني أزعور مهمة شاقة سيكون لها تداعيات سلبية جدا على التكتل والتيار على حد سواء.
بات معلوما أن باسيل يواجه معارضة شرسة ضمن تكتل لبنان القوي، حيث يرفض عدد من النواب ترشيح أي شخصية من خارج التيار الوطني الحر، وهم سبق وأبلغوا باسيل أن في التيار مرشحين جديين لا يستفزون أحدا ويمكن التوافق عليهم، ما إضطر رئيس التكتل على مسايرتهم والطلب من الذين يجدون أن لديهم الفرصة لبلوغ الرئاسة أن يتواصلوا معه شخصيا، قبل أن يمحو النهار كلام الليل.
ويشير مطلعون، الى أن دخول باسيل في بازار ترشيح أزعور، من شأنه أن يؤدي الى تصدعات في تكتل لبنان القوي وضمن التيار سيترجم بتسرب العديد من الأصوات التي سيكون لها خيارها بمعزل عن توجيهات باسيل الذي يدرك أيضا أن تبنيه لأزعور سيقطع “شعرة معاوية” بينه وبين حزب الله ما يعني خسارته للحليف الأخير الأمر الذي سيفرض عليه عزلة سياسية، كونه سيخسر الحزب ولن يربح القوات، وكذلك لن يربح أزعور الذي يغرد في مكان آخر.
وهذا ما يرفضه عدد من نواب التكتل الذين يؤكدون أنهم لا يمكن أن ينتخبوا مرشحا له حضور كبير في كتاب “الابراء المستحيل”، متسائلين كيف لمن أدانه التيار في كتابه أن يقدمه اليوم مرشحا إصلاحيا لرئاسة الجمهورية؟.
كل ذلك، يؤكد أن باسيل ما يزال يناور ويعمل على إبتزاز حزب الله، في حين يحاول جعجع إستدراج باسيل الى ملعبه بالعزف على وتر أزعور، متناسيا أنه يُمعن في الاساءة الى مرشحه النائب ميشال معوض الذي تعرض لسلسلة طعنات من جعجع الذي إستبدله بداية بقائد الجيش، ثم بالتعطيل، ثم اليوم بأزعور وما زال يؤكد أنه مرشحنا الوحيد.
غسان ريفي- سفير الشمال