أزعور … بين “نوايا” باسيل وتشبث حزب الله بفرنجية!
ارتفاع حرارة الحراك السياسي على خط الانتخابات الرئاسية، يزيد الصورة ضبابية بدلاً من أن يوضح مساراتها. في مثل هذه الحالات، تكثر القراءات وتتناقض. صحيح أن تقدّماً أحرز بين القوى المعارِضة لانتخاب سليمان فرنجية ، حول ترشيح جهاد أزعور للرئاسة. لكن ذلك لا يعني أن التفاهم معبّد بالنوايا الحسنة. إذ لكل طرف حساباته المتناقضة مع الطرف الآخر. وهذا ما يقود إلى عدم القدرة على تكوين صورة واضحة لما سيؤول إليه المسار. يعلم الجميع أن كلا المرشحين بحاجة إلى توافق إقليمي ينعكس داخلياً. فترشيح أزعور من قبل المعارضة، لن يكون قابلاً للصرف، إلا إذا حصل تواصل خارجي أفضى إلى تسوية كبرى، تتضمن ضمانات يريدها الطرف الداعم لفرنجية. وبالتالي، تكرار المسار الذي انتهجه فرنجية ومن خلفه حزب الله والفرنسيون في تقديم ضمانات للمملكة العربية السعودية.
التواصل مع أزعور
اتصالات كثيرة ولقاءات أجريت مع أزعور في اليومين الماضيين، أبلغه فيها أفرقاء من المعارضة بأنهم اتفقوا على ترشيحه للرئاسة. رحّب الرجل بالخطوة، ولكن بشرط أن لا يكون ترشيحاً بغاية التفاوض أو الحرق، كما ليس بهدف المواجهة أو التحدّي من قبل كل طرف لتحسين موقعه التفاوضي. عمل الرجل على إبلاغ الجميع من مؤيديه والآخرين، بأنه حريص على التفاهم والتوافق، ومن دون هذه الصيغة هو غير مستعد للدخول في المتاهات اللبنانية وبلعبة التعطيل والتعطيل المضاد. التقى أزعور برئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي بقي متمسكاً بترشيح سليمان فرنجية، فيما أبلغه الأول أنه لا يريد أن يكون في مواجهة قائلاً: “أنا أحضر للعمل، وليس لحسابات سياسية متناقضة”. الأمر نفسه أبلغ لحزب الله وللقوى الداعمة لترشحيه أيضاً.
معادلة حزب الله
من بين القراءات القائمة لهذه التطورات، اعتبار البعض أن تبني ترشيح أزعور سيفضي إلى قطع الطريق على سليمان فرنجية. ولكن هذه المعادلة لا تستقيم لدى حزب الله، الذي لا يرى منطقاً في ذلك. في الحسابات أيضاً، إقدام بعض القوى على ترشيح أزعور يهدف إلى تعزيز موقع التفاوض مع الحزب. وهو ما قد يستخدم للذهاب إلى البحث عن مرشح ثالث، وفق ما يعتبر بعض المقربين من التيار الوطني الحرّ. أما بالنسبة إلى الحزب، فإن ترشيح سليمان فرنجية ثابت ولا مجال للتفاوض عليه، إنما الدعوة للحوار واضحة حوله وللتفاهم معه وليس بهدف التخلي عنه.
الأسد- بن سلمان!
في المقابل، لا تزال رهانات العديد من قوى الثامن من آذار، وفي محيط سليمان فرنجية، مرتبطة بقراءة صورة التطورات الإقليمية والدولية. يعتبر هؤلاء أن انتقال المملكة العربية من الموافقة على قائد الجيش، إلى عدم تبني ترشيح أحد، وصولاً إلى رفع الفيتو عن أي مرشح بما فيهم فرنجية، يمكنه أن يستمر في التطور للوصول إلى تفاهمات حوله. وبالتالي، ينتظر هؤلاء ما قد تحمله التطورات الإقليمية في هذا الصدد. من بين الرهانات القائمة، هو ما تنامى إلى مسامع هؤلاء من دعم سوري واضح لفرنجية. وهم يعتبرون أن الملف الرئاسي اللبناني بُحث في لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، ولذلك يؤكدون حصول تطورات إيجابية في المرحلة المقبلة بهذا الصدد. بينما ينفي آخرون هذه المعلومات، ويؤكدون أن الملف اللبناني لم يحضر في لقاء الأسد بن سلمان، وأن دمشق منشغلة في ترتيب علاقاتها الثنائية وملفاتها وأمورها، وأن كل من يراجع الأسد في الملف اللبناني يبلغه بعدم التدخل وبأن الملف موكل إلى حزب الله.
منير الربيع- المدن