كيف تخفضين وزنك من دون حمية قبل موسم الصيف؟
بشكل عام، لا تعتبر الحميات الصارمة فاعلة لخفض الوزن للمدى البعيد. في موسم الربيع، تظهر غالباً حميات جديدة صارمة يُسوّق لها على أنها تساعد على خفض الوزن بأسرع وقت ممكن. لكن تبين أن نسبة 95 في المئة من هذه الحميات تنتهي باستعادة للوزن خلال 5 سنوات. هذا، فيما يمكن الاعتماد على حمية متوازنة تساعد على خفض الوزن للمدى البعيد، كما نشر في Sante Magazine.
كيف يمكن خفض الوزن؟
ينخفض الوزن بعامة مع انخفاض معدلات الوحدات الحرارية التي يتم تناولها. وليعمل الجسم بشكل طبيعي، يجب تأمين الوحدات الحرارية له من الأطعمة التي نتناولها. وبقدر ما يحرق الجسم المزيد من الوحدات الحرارية يمكن خفض الوزن بمعدلات كبرى. وهنا تكمن المعادلة بين حرق الوحدات الحرارية والحصول عليها لخفض الوزن أو زيادته. فعندما ترتفع معدلات الوحدات الحرارية التي تدخل إلى الجسم بالمقارنة مع تلك التي يحرقها الجسم في أي نشاط جسدي يزيد الوزن بما أن الوحدات الحرارية تتخزن عندها في الجسم بشكل دهون، والعكس صحيح.
لماذا يجب عدم خفض الوزن سريعاً؟
الطريقة الوحيدة لخفض الوزن هي بإرغام الجسم على استخدام الدهون المكدسة فيه عبر الحد من كمية الوحدات الحرارية التي يتم الحصول عليها في مقابل زيادة معدلات حرق الوحدات الحرارية. لكن عند اللجوء إلى حمية صارمة تزيد معدلات الحرمان ومعها يزيد النقص في معدلات الفيتامينات والمعادن التي يمكن الحصول عليها. وبقدر ما تؤدي حمية إلى خفض الوزن بسرعة كبرى، يزيد الجهد المترتب عن ذلك على الجسم. عندها ينتقل الجسم إلى نظام الاقتصاد في الطاقة نظراً لقلة الوحدات الحرارية التي يحصل عليها، وبالتالي يحرق الوحدات الحرارية بمعدلات أقل وينخفض نشاط عملية الأيض. وبعد مرحلة أولى من خفض الوزن السريع، تأتي مرحلة تراجع القدرة على حرق الوحدات الحرارية وخفض الوزن. هذا ما يستدعي خفض معدلات الوحدات الحرارية التي يمكن الحصول عليها أكثر بعد للاستمرار بخفض الوزن بالمعدلات نفسها. يعتبر ذلك مستحيلاً للمدى البعيد لأن الجسم لن يتمكن من الاستمرار بهذه الطريقة التي تعتمد على الحرمان طوال سنوات. فبمجرد وقف الحمية أو بمجرد الأكل بسبب الشعور بالحرمان، يلاحظ عندها أن الوزن يزيد سريعاً في مواجهة أي نقص لاحق في الوحدات الحرارية. فتكون عملية زيادة الوزن سريعة تماماً كخفضه، حتى أنها قد تكون أكثر بعد. لذلك، يعاني الأشخاص الذين يتبعون حمية صارمة من زيادات في الوزن مع مرور السنوات. وفي القوت نفسه يصبح الجسم مقاوماً للحميات ولا يتجاوب معها فتتكدس الدهون فيه بسهولة كبرى.
كيف يمكن خفض الوزن من دون حمية؟
لا تتوافر حمية سحرية يمكن الاعتماد عليها لخفض الوزن. لخفض الوزن للمدى البعيد من الضروري التحلي بالصبر والتقيد بخطوات معينة:
– الانتظار حتى الشعور بالجوع للأكل: يرسل الجسم الإشارات التي تنذرنا لنأكل عند الشعور بالجوع. في حال الأكل عندما لا يكون هناك شعور بالجوع، لا تستخدم الوحدات الحرارية ويزيد احتمال أن تتكدس في الجسم بشكل دهون. كما يمنع ذلك بلوغ حالة الشبع ما يعتبر أيضاً في غاية الأهمية في عملية خفض الوزن.
– احترام الإحساس بالشبع لخفض الوزن: يعتبر الإحساس بالشبع المؤشر الثاني الأكثر أهمية لخفض الوزن من دون حمية. فيرسل الجسم هذه الإشارة ليؤكد أنه حصل على معدل كافٍ من الوحدات الحرارية. أما في حال الاستمرار بالأكل في حال الشعور بالشبع، فتتكدس الدهون في الجسم بمعدلات كبرى بسبب الحصول على وحدات حرارية لا يحتاجها الجسم.
– تجنب الحرمان والحرص على التلذذ بالأكل: يجب عدم احتساب الوحدات الحرارية اليومية: فيكفي الالتزام باحترام الشعور بالجوع والإحساس بالشبع. في المقابل، يجب ألا يتحول الأكل إلى مصدر قلق لأن هذا يساهم أيضاً في زيادة الوزن. صحيح أن بعض الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الوحدات الحرارية، إلا انه يمكن تناولها من وقت إلى آخر عند الشعور بالرغبة بذلك مع الاستمرار باحترام مبدأ الإحساس بالشبع.
– الأعشاب العطرية لمذاق أفضل من دون وحدات حرارية زائدة: من المهم التلذذ بالأكل لخفض الوزن للمدى البعيد. فيجب ألا تكون الأطعمة خالية من أي مذاق وإلا فلن نستمتع بتناولها. تأتي الأعشاب العطرية كحل لتحسين مذاق الطعام. كما أنها تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة في مقابل قلة الوحدات الحرارية التي فيها ومنها الحبق والكاري والقرفة والكزبرة.
– التركيز على الأطعمة ذات مؤشر السكر المنخفض: التقلبات في مستويات السكر في الدم من أهم العناصر التي تمنع الحفاظ على الرشاقة. فبقدر ما تكون مستويات السكر ثابتة ومتوازنة، يخف احتمال الشعور بالجوع والتعب والرغبة باللقمشة. أما في حال تناول أطعمة ذات مؤشر سكر مرتفع فترتفع معدلات الأنسولين ما يؤدي إلى الرغبة باللقمشة. لتجنب ذلك، يجب التركيز على الأطعمة ذات مؤشر السكر المنخفض.
– ممارسة الرياضة: مع زيادة معدلات النشاط الجسدي يزيد نشاط عملية الأيض وقدرة الجسم على حرق الوحدات لحرارية. تكفي ممارسة أي نشاط جسدي في الحياة للاستفادة. فيمكن التنقل مشياً وصعود السلالم وركوب الدراجة..
النهار العربي