إنقسام سياسي حاد: إعادة خلط الأوراق الرئاسيّة بعد فشل المعارضة!
كل المؤشرات تدل على تعثر المبادرات الرئاسية. فكلما تقدم الوقت زاد حجم التعقيدات الرئاسية بدل ان تخف، وعوض ان تسهم قمة جدة في تليين المواقف الداخلية حيال الاستحقاق، بقي الاختلاف على حاله وسط هزات مرتقبة، ربطا بتجدد الانقسام اللبناني حيال الملفات المالية والمصرفية، مما يطرح علامات استفهام حول مستقبل الرئاسة مع احتمال تمدد فترة الشغور في سدة الرئاسة الأولى. فالمشهد لدى قوى المعارضة يتجه من سيىء الى أسوأ، فتوافق أركانها عملية مستحيلة كونه محكوما بتباينات القوى والتوازنات، التي تحول دون اتفاقها على مرشح رئاسي موحد يواجه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وقد ثبت استحالة قيام تفاهم رئاسي بين «التيار الوطني الحر» والمعارضة ، فيما رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط يغرد خارج السرب المعارض، والسجالات مندلعة بوتيرة متسارعة وشبه يومية بين ميرنا الشالوحي ومعراب.
بخلاف المعارضة يبدو الوضع أفضل حالا لدى الفريق الداعم لفرنجية مع سقوط «الفيتو» السعودي ضد فرنجية، الذي ثبت أصلا عدم وجوده في تصريحات السفير وليد البخاري ويراهن هذا الفريق على أحداث قد تأتي لاحقا، تتعلق بعملية تحرير قرار النواب السنة، مما يسهل انتقالهم الى مجموعة المصوتين لفرنجية.
الإشكالية الوحيدة المتبقية لدى الفريق الداعم لفرنجية لا تتمثل فقط بالعقدة المسيحية ضده، فـ «التيار الوطني الحر» لم يعلن موافقته بعد وقبوله بالضمانات، فيما يزداد خطاب حزب «القوات» حدة ورفضا لرئيس من محور الممانعة مهما كانت الضغوط والظروف.
بخلاف ذلك ، يعتبر الثنائي الشيعي ان مرشحه يحمل صفة الرئيس التوافقي والحيثية الوطنية، مما يسهل تلاقي الخصوم السياسيين لتأييده، فإرتياح المحور السياسي المؤيد لفرنجية الى مسار معركته الرئاسية، مرده الى اعتبارات مختلفة بدءا من الموقف الفرنسي الداعم لفرنجية، وصولا الى عدم وجود «فيتو» سعودي ضده وغيرها من المؤشرات، حيث يراهن محور فرنجية على انعكاس الانفتاح السعودي على الرئيس السوري بشار الأسد ، وفي الداخل فان الرهان على استقطاب شريحة من النواب المستقلين، وعدد من الخارجين عن طاعة رئيس تكتل «لبنان القوي» ومجموعة النواب السنّة.
كما ان الفريق الداعم لفرنجية يعوّل ايضا على تشرذم المعارضة، وما أعلنه النائب آلان عون حول عدم امكانية التفاهم مع المعارضة على إسم في مواجهة «الثنائي الشيعي» خير دليل، إلا إذا أعاد تكتل «لبنان القوي» خلط أوراق التفاهمات التي كانت جارية بين التيار والمعارضة.
ابنسام شديد- الديار