طيّ صفحة جهاد أزعور … ماذا عن إبراهيم كنعان؟
طويت صفحة المرشح الرئاسي الوزير السابق جهاد أزعور فعاد الصراع الى الاحتدام بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية اللذين أمضيا فترة من الدجل السياسي على بعضهما البعض سواء بترشيح أزعور من قبل النائب جبران باسيل وإيحاء سمير جعجع بإمكانية القبول به، ما أدى الى إنكشاف النوايا المبيتة لدى الرجلين اللذين لا يريدان أزعور وغير مستعدين للتوافق على مرشح غيره.
واذا كان جعجع نجح في إحراج باسيل وإظهار عدم جديته في ترشيح أزعور، فإنه اليوم أي جعجع أكثر إحراجًا أمام المملكة العربية السعودية التي تريد منه تسمية رئيس جدي للمواجهة أو ايجاد تسوية مع المرشح الوحيد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد الايحاء الواضح من قبلها وعبر سفيرها في لبنان وليد البخاري ان لا مانع لديها من وصوله الى قصر بعبدا.
بالمقابل، فقد ظهرت التباينات في تكتل لبنان القوي حول ترشيح أزعور، من خلال عدد من النواب الذين سبق وابلغوا باسيل رغبتهم بترشيح أحد أركان التيار الوطني الحر، وترجمة ذلك قبل أيام على لسان النائب آلان عون الذي استفاد من إبلاغ أزعور لمن يعنيهم الامر انه لا يريد ان يكون مرشحا صداميا، ليطرح إسم زميله في التكتل النائب إبراهيم كنعان خلافا لرغبة باسيل، وذلك في رسالة داخلية برتقالية واضحة لرئيس التيار بأن أي خيار رئاسي خارج تكتل لبنان القوي سيواجه بمعارضة نيابية من داخل التكتل.
موقف آلان عون أغضب القوات اللبنانية من دون أية مبررات، حيث اعتبرت ان “عون قدم خدمة لجبران باسيل وحزب الله تصب في مصلحة فرنجية”، وهو أمر بعيد عن الواقع خصوصا ان موقف عون يتعلق بخلاف في وجهات النظر مع باسيل وهو ما بات معروفا وجرى الحديث عنه مرات عدة في الاعلام، إلا اذا كان كلام عون قد احبط مخطط قواتي كان يُعدّ لاستخدام أزعور او اللعب على التناقضات داخل التيار الوطني الحر.
الكلام السياسي الفج الذي صدر عن آلان عون تولى زميله في التكتل النائب اسعد درغام توضيحه وترطيبه، حيث إعتبر انه “لا يمكن لأي رئيس للجمهورية ان يأتي خلافا لرأي المسيحيين”، مؤكدا ان “علينا التوافق على رئيس مقبول مسيحيا وغير مرفوض لدى الاطراف الاخرى وخصوصا الثنائي الشيعي”، لافتا الانتباه الى ان “اسم النائب إبراهيم كنعان موجود في لائحة بكركي التي تضم 11 مرشحا، وبالتالي فإن ماقاله النائب عون هو أنه في حال اضطررنا ان تخوض المواجهة فمن الافضل ان تكون بمرشح من تكتل لبنان القوي”.
واكد درغام اننا “نرفض مرشح الثنائي الشيعي، كما نرفض تبني أي مرشح يرفضه الثنائي، وبذلك يمكن ان يكون تكتل لبنان القوي جسر عبور او تواصل للتوافق على مرشح يرضي كل الاطراف”.
كلام النائب درغام لم يلغ التناقض الواضح داخل تكتل لبنان القوي حيث أكد النائب جورج عطالله ان المشاورات مع القوات لم تتوقف، فيما شدد زميله شربل مارون ان ورقة أزعور لم تطو حتى الآن، ما يشير الى أن الاول يسعى للحفاظ على الدور الموكل اليه في التفاوض مع القوات من خلال النائب فادي كرم، بينما الثاني يدافع عن رئيس تكتله باسيل المتهم بأنه تراجع عن ترشيح ازعور عندما شعر بجدية قبول القوات.
كل ذلك، يؤكد ان المفاوضات المسيحية عادت الى نقطة الصفر، ما يجعل عنوان المرحلة تعذر التوافق المسيحي على رئيس مقابل وجود مرشح جدي هو سليمان فرنجية يكرس داعموه له كل الخطط والمشاورات لبلوغ عتبة ال65 صوتا، خصوصا وبحسب بعض المراقبين بأن موضوع تأمين النصاب بات وراءنا خشية العقوبات التي تحدث عنها السفير السعودي.
غسان ريفي