بعد التطبيع مع النظام: هل تجذب سوريا السياح الخليجيين مجدداً؟
بدأت وسائل إعلام موالية للنظام السوري بالترويج لانتعاش القطاع السياحي السوري، متحدثة عن احتمالية قدوم ملايين السياح العرب وخاصة من المملكة العربية السعودية، وذلك بعد تطبيع العلاقات بين دمشق والرياض، وزيارة رئيس النظام بشار الأسد السعودية للمشاركة في القمة العربية قبل أيام في جدة. ورغم إعلان الرياض ودمشق في منتصف نيسان/ابريل الماضي عن عودة الرحلات الجوية بعد انقطاع دام أكثر من عقد، خلال زيارة وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى جدة، إلا أن الرحلات لا زالت متوقفة. وأرجع مصدر من دمشق عدم تسيير رحلات جوية إلى “أمور تقنية”، مؤكداً لـ”القدس العربي” أن “الرحلات بين دمشق والرياض ستبدأ قريباً”.
وتابع المصدر بالإشارة إلى ما وصفه بـ”البشائر” التي تنتظر القطاع السياحي في سوريا، مرجحاً أن تشهد البلاد حركة سياحة “عربية “نشطة في الصيف المقبل. وقال إنه مع “الاتفاق السياسي والمصالحة السورية – السعودية، نتوقع قدوم عدد كبير من السياح السعوديين إلى سوريا” مشيراً إلى تأكيد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قبل أيام أن بلاده ستدعم مشاريع التعافي الاقتصادي. وكان ابن فرحان قد قال في المؤتمر الصحافي الختامي للقمة العربية الـ 32 بمدينة جدة “سندعم مشروعات التعافي الاقتصادي في سوريا”، معتبراً أن “المواقف المتشددة لا تصب في مصلحة الشعب السوري”، مضيفاً” نعمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم”.
5 ملايين سائح سعودي!
صفحات اقتصادية موالية للنظام توقعت أن تستقبل سوريا 5 ملايين سائح سعودي هذا الموسم، لكن الخبير الاقتصادي سمير طويل يشكك في هذا الرقم، ويقول لـ”القدس العربي”: “رغم التوجه السعودي الواضح والدفع باتجاه عودة العلاقات مع النظام السوري، إلا أن المتوقع أن لا تصل أعداد السياح السعوديين إلى هذا الرقم الضخم”.
ويضيف أن “استقبال السياح لا يتطلب بنية تحتية ضخمة، وأصلاً لم تتضرر الفنادق الفخمة في سوريا من الحرب إلا بنسبة لا تُذكر، وهذا ما يساعد النظام على اجتذاب السياح”.
ولا يعني ذلك، حسب طويل، أن القطاع السياحي السوري سيتعافى بالكامل، أي يحقق نسبة 17 في المئة من إجمالي الناتج المحلي السوري قبل العام 2011، بل قد تُسجل عودة عدد محدود من السياح العرب إلى سوريا.
التعافي السياحي
وكانت مصادر النظام السوري قد تحدثت عن زيادة في أعداد السياح خلال الربع الأول من العام 2023، موضحة أنه بلغ إجمالي عدد القادمين إلى سوريا 395 ألف زائر، منهم 356 ألفاً من دول عربية و39 ألفاً من الأجانب، مقارنة بـ236 ألف زائر خلال الفترة نفسها العام الماضي بينهم 206 آلاف عربي و30 ألف أجنبي.
وقال رئيس اتحاد غرف السياحة السورية طلال خضير إن “الربع الأول من العام الجاري شهد زيادة في حركة القدوم إلى البلاد، وفي الصدارة الجنسيات الأجنبية الروسية والهندية والباكستانية، ومن أوروبا الغربية السويد وألمانيا وهولندا وبريطانيا، إضافة إلى سياح أمريكيين”.
وفيما يخص الجنسيات العربية، توزعت النسبة بين الجنسيات البحرينية والكويتية والعمانية واللبنانية، حسب خضير، الذي أشار إلى زيادة واضحة في عدد السياح من الجنسية الأردنية بنسبة 44 في المئة، وتزايد بالقدوم من الخليج بنسبة26 في المئة.
لكن مصادر شككت في هذه الأرقام، مؤكدة أن النظام السوري يصنف كل الزائرين لسوريا ضمن قائمة السياح، حتى لو كانوا من السوريين المغتربين الذين قدموا بغرض زيارة عائلاتهم وتفقد ممتلكاتهم.
القدس العربي