حسابات البيدر اتت خاطئة: باسيل… الى الورقة البيضاء درّ!
في الوقت الذي نقل فيه المبادرون الى ضبط الوضع الرئاسي، عبر جولات يقومون بها الى القيادات رؤساء الكتل النيابية والاحزاب، تفاءل اللبنانيون خيراً بإمكان الاتفاق على اسم مرشح رئاسي، بين المعارضة و»التيار الوطني الحر»، لكن حسابات البيدر اتت خاطئة، فكل تلك المفاوضات التي جرت من تحت الطاولة وفوقها، عبر ممثلين عن القيادات للتوصل الى حل، توقفت بحسب ما تشير المعلومات، التي نقلت ايضاً أنّ النائب جبران باسيل هو الذي بادر الى إنهاء تلك المحاولة، في انتظار بلورة أبعاد نتائج القمة العربية وبيانها الختامي، وفي محاولة اخرى للابقاء على شعرة معاوية مع حزب الله، او بالاحرى عدم كسر الجرّة السياسية معه، لانه في حال سار على خط المعارضة، وشارك في غربلة الاسماء والاتفاق على إيصال مرشحها، فهذا يعني القطيعة مع حارة حريك، الامر الذي لا يريده باسيل ولا تريده حارة حريك ايضاً، خصوصاً انّ الخطوط الحالية بين الطرفين ليست مفتوحة على مصراعيها، بل على خط واحد ولا يبدو سريعاً، بحسب المعلومات لانّ العمل قائم ببطء ، وفق ما يشير الوسطاء بين الفريقين.
الى ذلك يمكن القول ان حزب الله في طريقه الى ربح الرهان، لانه كان يعرف مسبقاً أنّ رئيس «التيار» لن يصل الى اي اتفاق مع فريق المعارضة، الذي بدوره لم يثق بباسيل، وكان يترقّب ما سيحصل وفق ما تشير مصادرهم، وترى أنّ باسيل الذي رفضه رئيس مجلس النواب نبيه بري كمرشح رئاسي، و»القوات اللبنانية» و»المردة» وفريق المعارضة و»التغييريون» والمستقلون والى ما هنالك، لا يمكن ان يقدّم الرئاسة على طبق من فضة لهؤلاء، او يساهم معهم وبأي طريقة في إيصال مرشحهم او المقرّب منهم، اي انّ هدفه رد الصاع صاعين كما فعلوا معه، وفي ما يتعلق بالاتفاق على اسم وسطي، فهذا يبدو صعباً باستثناء القليل القليل منهم، لانّ كل المرشحين الذين يتم التداول بأسمائهم، يُعتبرون من المحسوبين على بعض الافرقاء، وهذا ما يبعد عملية الإجماع عليهم.
وعلى خط رئيس «التيار»، فيبدو رهانه صعباً جداً اي تخلي الثنائي الشيعي عن دعم فرنجية، في وقت بدأ زوار عين التينة ينقلون أنّ رئيس «المردة» على قاب قوسين من الرئاسة، وهذا ما يجعل رئيس المجلس النيابي نبيه بري متفائلاً، لكن مصادر المعارضة تشير الى انّ الفريق الممانع يشيّع هذه الفكرة، فيما هي بعيدة عن الواقع، وعلى خط «التيار الوطني الحر» وتحديداً النائب الان عون، العضو في لجنة تنسيق الموقف الرئاسي بين «التيار» والمعارضة، فقد اعلن أنهم يتجهون الى الورقة البيضاء، التي تعني عدم الاصطفاف وراء أي مرشح، وفي حال تمت الدعوة قريباً الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، فهذا لا يعني انّ اسم الرئيس بات محسوماً، ولفت الى انّ «التيار الوطني الحر» ما زال يبحث عن اتفاق واسع على رئيس، يحقق خرقاً في التفاهم مع كل الاطراف.
هذا الموقف الذي اتى بعد فشل محادثات باسيل مع الفريق المعارض، أكد أنّ «التيار» يعمل على خط مغاير للفريقين المتنازعين، وهو إيصال مرشح ثالث بعيد عن الممانعة والمعارضة، وهذا الطرح تؤيده بكركي، لانه الحل الافضل وإلا فلن يتحقق الاستحقاق الرئاسي، ولن يقطن احد قصر بعبدا، اقله في الوقت الحاضر، ولربما بعد سنوات في حال استمرت الصورة الرئاسية قاتمة، وقائمة على الخلافات والانقسامات كما تجري العادة، وستبقى الحجج تؤدي دورها تحت عنوان «يجب انتظار التحولات في المنطقة»، وهذا يعني ان الوضع الرئاسي سيُراوح مكانه حتى اجل غير مسمى، الامر الذي يؤكد توالي السقطات وخيبات الامل ومن كل الاتجاهات.
صونيا رزق