“النزول عن الشجرة” في المرحلة المقبلة: بحث جدّي بكيفيّة “إخراج” فيلم الرئاسة!

بات من الواضح أن غالبية الأفرقاء ليسوا في صدد التسليم بوصول رئيس للجمهورية، ينتمي الى فريق محدد من دون موافقة باقي الأفرقاء، لا سيما إذا كان من ضمن الأسماء التي من الممكن تصنيفها على أساس أنها تمثل “تحديا”، لكن في المقابل هناك عند الجميع أيضاً رغبة بعدم الظهور في موقع المعرقل، بعد التهديد بفرض عقوبات على المعطلين، وهو ما يمكن وصفه بالمرحلة الأولى التي تضمن انتخاب رئيس للجمهورية.

بعد التهديدات العربية والغربية بفرض عقوبات على المعطلين، كان لا بد للقوى التي هددت سابقاً بتعطيل النصاب، البدء من مراجعة خيارها شيئاً فشيئاً، تمهيداً لحضور جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ولأن التمهيد لا يكون “ضربة واحدة”، تغير خطاب رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع.

من هنا، يمكن فهم معادلة جديدة أوحى بها الجميل، تقوم على أساس تعطيل النصاب لمنع وصول مرشح قوى الثامن من آذار، مع الاستعداد للذهاب إلى جلسة تشهد منافسة بين مجموعة من الأسماء المقبولة، أي أن تكون بشكل آخر التسوية على مجموعة من الأسماء تتم المنافسة تحت قبة البرلمان عليها، كذلك دعوة جعجع لرئيس المجلس النيابي بالدعوة الى جلسة انتخابية.

خياران لا ثالث لهما لإخراج رئاسة الجمهورية من دوامة الفراغ: الأول هو بالاتفاق المسبق على الرئيس، وإجراء انتخابات شكلية داخل المجلس النيابي، والثاني هو بحصول معركة داخل البرلمان تُنتج رئيساً، وبحسب مصادر سياسية متابعة، فإن القوى المعارضة بدأت تتلمس هذه الحقائق، لكنها حتى اللحظة تتمسك بفكرة أساسية تسبق النزول الى الجلسة، وهي سحب ترشيح سليمان فرنجية.

ولا تزال القوى المعارضة، بحسب المصادر، تعيش في زمن الأيام الأولى للفراغ عندما رشحوا ميشال معوض لوضعه مقابل سليمان فرنجية، ويتحدثون اليوم عن سحب الترشيحين، لكنهم يتناسون أن ترشيح معوض مرّ عليه الزمن، وترشيح فرنجية لم يكن للمناورة وتسجيل المواقف، وتؤكد المصادر أن هذه الرغبة لدى القوى المعارضة بحصول تبادل بين فرنجية ومعوض سقطت منذ زمن.

يسعى الجميل الى تسجيل موقف أمام الخارج بأن عليهم الضغط لسحب ترشيح فرنجية، خاصة بعد الموقف السعودي الواضح بأن لا “فيتو” على أحد، لكن بحسب المصادر، فإن موقف الجميل هو التمهيد لموقف آخر بالمستقبل القريب، يؤيد المنافسة داخل المجلس بين مرشحين أو أكثر من ضمنهم فرنجية.

في هذا السياق، تكشف المصادر أن الجميل الذي يسعى جاهداً الى تأمين توافق المعارضة على اسم مرشح واحد، يعلم بأن مثل هكذا اتفاق قد يكون الفرصة الوحيدة والأخيرة لمنع وصول رئيس “تيار المردة”.

قد يكون من المستبعد الاتفاق على مجموعة من الأسماء المقبولة لتتنافس داخل الجلسة، وقد لا يكون من السهل تصور اقتناع أي من الأفرقاء الأساسيين بمعادلة انتخاب رئيس، لا يكون هناك من اتفاق مسبق معه حول المرحلة المقبلة التي تلي الانتخاب، كذلك قد يكون ضرباً من الجنون التسليم بأن حزب الله سيترك مصير الرئاسة للحظ، من هنا فإن المرحلة المقبلة ستشهد مواقف “النزول عن الشجرة” من قبل من صعد إليها وتمترس فوقها، وبمعنى آخر بدأ البحث الجدي في كيفية “إخراج” فيلم الرئاسة بطريقة تجعل المنتصر والخاسر في مستوى واحد.

محمد علوش- الديار

مقالات ذات صلة