تموضع بو صعب: يحق له ما لا يحق لغيره!
عشية الانتخابات النيابية الأخيرة لم يلزم النائب الياس بو صعب نفسه بآلية اختيار المرشحين المتبعة داخل التيار الوطني الحر، من دون أن يؤثر ذلك في قرار رئيس التيار جبران باسيل بتبني ترشيحه. فرغم حساسية الأخير للمس بنظام التيار، بدا واضحاً مرة أخرى أنه يحق لبو صعب ما لا يحق لغيره. وفي مواجهة الضغوطات المتزايدة على بو صعب من جهتي الخليج والولايات المتحدة، تجاوز باسيل إلى كل ما يشاع عن فتور في العلاقة بينه وبين بو صعب، فعُيّن الأخير مستشاراً لرئيس الجمهورية في ملف الترسيم، مع ما يستوجبه هذا التعيين من ثقة. ورغم أن بو صعب حسم وحده قرار ترشحه إلى منصب نائب رئيس مجلس النواب، تلقف باسيل الترشيح وخاض المعركة معه. الأساس لدى بو صعب أن لا علاقة له بالاستحقاق الرئاسي.
ففي مقاربته للانتخابات النيابية الأخيرة، يرى أن التيار حرمه غالبية أصواته لمصلحة المرشح إدي معلوف، كون الأول بعيداً من التنظيم الحزبي والعلاقات الشخصية المباشرة مع المحازبين أسوة بمعلوف وكنعان. وعليه فإن نظام الانتخاب، وفق الصوت التفضيلي الواحد، يفرض عليه استقطاب الأصوات غير الملتزمة في التيار كما فعل كثير من المرشحين، مع ما يستتبعه ذلك من تمايز في الخطاب السياسي. وفي تقدير بو صعب أن خطاب «الحقوق المسيحية» أضرّ به وبالتيار، ولا يرى فيه فائدة شعبية بعكس الدولة المدنية وفصل الدين عن الدولة والزواج المدني الاختياري وغيرها من العناوين التي يمنحها الأولوية. وهو يشير في أحاديث خاصة إلى فصله بين موقعه كعضو في تكتل لبنان القوي وكنائب لرئيس مجلس النواب، وهو أقرب إلى الثاني من الأول رغم تمسكه بالأول، باعتباره ممراً إلزامياً للنيابة أولاً ونيابة رئاسة مجلس النواب ثانياً.
مع العلم أن التضارب لم يحصل بعد بين الموقعين، لكنه مرجح للحصول في أية وقت، وعندها فقط سيتضح قرار بو صعب ورد فعل باسيل. ففي الجولات الانتخابية السابقة، صوّت بو صعب للوزير السابق زياد بارود رغم قرار تكتله التصويت بورقة بيضاء ولم يصدر أي رد فعل من باسيل، تماماً كما لم يصدر أي رد فعل على ما نقل عن لقاءات بو صعب في الولايات المتحدة، أو بعد قوله إنه سيصوت سواء لمعوض أو فرنجية إذا أمّن أي منهما 65 صوتاً. وحتى حين عصفت مواقع التواصل الاجتماعي باجتزاء موقف بو صعب عشية الحملة على باسيل بعد «معركة الساعة»، كان رد فعل باسيل بسيطاً جداً على نحو يؤكد أن العلاقة بين الرجلين أكثر تعقيداً بكثير مما يعتقده كثيرون.
الاخبار