“استراحة سفير”… السيناريو وصل إلى خواتيمه فماذا سيحصل؟
إستراحة محارب… أم “استراحة سفير”؟
لم يهدأ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، منذ لحظة عودته من عطلة عيد الفطر من المملكة، إلى لحظة مغادرته بيروت إلى المملكة مجدداً، لمواكبة أعمال القمة العربية. أجرى السفير البخاري مروحة واسعة من اللقاءات لإيصال الرسالة التي تريد المملكة إيصالها إلى مَن يهمهم الأمر، وهي: المملكة على مسافةٍ من الجميع، لا مرشح رئاسياً لديها، هي تدعم مواصفات أكثر مما تدعم شخصاً بذاته.
السفير بخاري التقى الجميع من دون استثناء، باستثناء «حزب الله» طبعاً. حصيلة لقاءات السفير البخاري يمكن إيجازها بما يلي:
يعني المملكة أن يكون المرشح من ضمن «الخط التاريخي للمفاهيم اللبنانية»، والمقصود بهذا التعريف أو هذا التعبير، ان يكون المرشح من «البيئة العربية الحاضنة»، وليس من البيئة المخاصِمة للطرح العربي.
يعني المملكة أن يلتزم الرئيس الجديد اتفاق الطائف نصاً وروحاً، لا أن يرفعه شعاراً ويطبِّق عكسه.
يعرف جميع مَن التقاهم السفير البخاري أنّ المملكة قالت كلمتها وتتعاطى مع النتائج، فإذا جاءت هذه النتائج وفق التطلعات التي تتلاءم مع مصلحة اللبنانيين، تكون المملكة إلى جانب لبنان: قيادةً وشعباً ومؤسسات.
بهذا المعنى، لا شيء قبل انتهاء القمة العربية، وما على اللبنانيين سوى الإنتظار لِما بعد التاسع عشر من هذا الشهر، اي إلى ما بعد انتهاء أعمال القمة.
ما هو السيناريو المرتقب؟
لا يستطيع رئيس مجلس النواب نبيه بري الانتظار إلى ما لا نهاية لتحديد موعد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس، وهذه المرة لن يكون الإقتراع بالورقة البيضاء بل لإسمين، فإذا شعر «الأستاذ» بأنّه غير مسيطِر على الجلسة، يعمد إلى تطيير النصاب، في هذه الحال يصل السيناريو إلى خواتيمه من خلال التوافق على مرشحٍ ثالث تُحدَّد له الجلسة الثالثة عشرة، وقد تكون الاخيرة. ما لم يحدث هذا السيناريو، يكون البلد عملياً قد دخل في المجهول، أي في سيناريو استمرار الفراغ والانهيار، فهل هذا هو المطلوب إلى حين الإنتهاء من كل ملفات المنطقة؟
هناك طرحٌ متكامل عنوانه «الفراغ وما بعده»، ويقوم على «تفريغ كل المواقع من شاغليها بالاصالة»: من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة (بالأصالة) إلى حاكمية مصرف لبنان إلى المديرية العامة للأمن العام، وصولًا لاحقاً إلى قيادة الجيش، فهل هذا ما يمكن تسميته «المؤامرة»؟
يترافق كل ذلك مع تصاعد ضغط النازحين السوريين وعبئهم، خصوصاً بعد الحديث عن أن الحدود البرية بين لبنان وسوريا والتي تمتد على طول 387 كيلومتراً، باتت حدوداً مفتوحة على التهريب اليومي من سوريا في اتجاه لبنان. هذان الانهيار والانحدار لا يوقفهما سوى إعادة تكوين السلطة، فهل يتآمر المسؤولون على المؤامرة؟
جان الفغالي- نداء الوطن