حزب الله بعد “الصين”: قيادة تخوض معاركها بعقل بارد !!
الحزب بعد “الصين”: ورشة حوارات.. وانفتاح خارجيّ
من يطّلع على العقل الداخلي للحزب في هذه المرحلة من خلال اللقاءات الخاصة والتواصل مع المسؤولين فيه، يلاحظ حالة الاطمئنان الكبيرة التي يعيشها تجاه التطوّرات الداخلية، والاستعداد الكامل للانفتاح على الخارج انطلاقاً من المتغيّرات الحاصلة، ولا سيما بعد الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وتراجع الأزمات في العديد من الدول التي تُعتبر من ضمن اهتمامات قيادة الحزب بشكل مباشر.
في لقاء تقويميّ للتطوّرات مع قيادات بارزة في الحزب خلال الأسبوعين الأخيرين يمكن استخلاص المعطيات التالية:
– أوّلاً: في شأن الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية، يشعر المسؤولون في الحزب بارتياح كبير لِما جرى حتى الآن من خطوات تطبيعية بين البلدين وانعكاسات إيجابية على مجمل الأوضاع في المنطقة. وهذا ينعكس إيجاباً على دور الحزب وحلفائه. وإن كان هؤلاء المسؤولون يؤكّدون أنّ الملفّ اللبناني خارج الاتفاق حالياً، والنتيجة الوحيدة للاتفاق لبنانياً هو التوافق السعودي – الإيراني على ترك الملفّ الرئاسي للّبنانيين والانفتاح على كلّ الخيارات.
– ثانياً: في ما يتّصل بالوضع الداخلي للحزب وعلاقاته بمختلف الأطراف اللبنانية: يؤكّد المسؤولون في الحزب الاطمئنان لموقع الحزب ودوره ورغبتهم الدائمة بالحوار في كلّ الملفّات، لأنّ أيّ طرف لبناني مهما كبر حجمه لا يستطيع معالجة الأزمات اللبنانية لوحده، سواء كانت أزمات سياسية أو اقتصادية أو مالية أو مجتمعية. لذا فالمطلوب التعاون بين الجميع، والمسؤولون في الحزب يجرون حوارات علنية وغير علنية مع شرائح واسعة ومتنوّعة من المجتمع اللبناني، وهم يستمعون لكلّ الآراء والمواقف، ويؤكّدون الاستعداد للتعاون والتنسيق مع الجميع.
تطوّر علاقات الحزب المحلية
– ثالثاً: البنية الداخلية للحزب تطوّرت كثيراً خلال السنوات الأخيرة وأصبحت قادرة على مواكبة المتغيّرات الداخلية والخارجية، وأصبح الحزب يمتلك قاعدة قويّة داخلياً وخارجياً، من خلال عدد كبير من الحلفاء والأصدقاء. وقد تجاوز أزمات كبرى، خصوصاً الأجواء المذهبية وتداعيات الأزمات التي شهدها العالم العربي في السنوات الأخيرة، وهو جاهز لمواكبة المرحلة المقبلة بانفتاح كبير، ولا سيّما العلاقات العربية والدولية التي تطوّرت كثيراً في السنوات الأخيرة.
– رابعاً: على الصعيد الدولي والإقليمي: يواكب الحزب التغيّرات والتطوّرات الدولية والإقليمية بارتياح شديد، ويؤكّد المسؤولون فيه أنّ هذه التطوّرات ساهمت في التخفيف من الضغوط على الحزب وحلفائه، وخصوصاً على الصعيدين الإيراني والسوري، ويتوقّعون أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الانفتاح بما يريح الحزب أكثر.
– خامساً: الملفّات اللبنانية الداخلية: يولي المسؤولون في الحزب معظم الملفّات الداخلية اهتماماً كبيراً، سواء ما يتعلّق منها بالوضع التنظيمي الداخلي أو البيئة القريبة من الحزب أو ما يهمّ اللبنانيين جميعاً. خصوصاً الملفّات المعيشية والمالية والكهرباء وملفّ النازحين السوريين. وهم يعملون على وضع حلول جذرية لهذه الأزمات بالتعاون مع الأطراف الداخلية والقوى الإقليمية. وإن كانوا يؤكّدون أنّ الأولويّة للإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتطبيق خطة الإصلاح لأنّهما المدخل الوحيد لمعالجة كلّ الأزمات من خلال إعادة الثقة بالمؤسّسات الرسمية.
– سادساً: الحوارات الداخلية: يدعم الحزب كلّ المبادرات الحوارية الداخلية، ويشارك مسؤولوه المعنيّون بهذا الأمر في العديد من اللقاءات الحوارية الجارية، ويجرون تواصلاً مهمّاً مع البطريركية المارونية وكلّ المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية والعديد من مكوّنات المجتمع المدني والقوى المستقلّة، ولم يعد الحزب يعتمد فقط على التحالفات المركزية مع القوى السياسية.
– سابعاً: في ما يتعلّق بالدور المقاوم للحزب ومواجهة الكيان الصهيوني، يستمرّ الحزب بتطوير بنيته العسكرية وقدراته اللوجستية كي تكون قادرة على مواجهة أيّ عدوان صهيوني. ويتابع التنسيق والتعاون مع كلّ القوى المقاوِمة ويراقب ما يجري في الكيان الصهيوني، سواء على صعيد الواقع الداخلي للكيان وصراعاته أو المعركة الكبرى التي يخوضها الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة ضدّ الجيش الإسرائيلي. والمسؤولون في الحزب مطمئنّون للتطوّرات الجارية وأصبحوا أكثر قناعة بأنّ النصر في هذا الصراع لم يعُد بعيداً.
في الخلاصة قيادة الحزب اليوم أكثر اطمئناناً للتطوّرات الجارية داخلياً وخارجياً، وهي تخوض كلّ معاركها بعقل بارد وتنتظر المزيد من الأخبار الإيجابية مستقبلاً.
قاسم قصير