الرئاسة اللبنانية بجدول القمة العربية.. والتحضير لإجتماع خماسي جديد في الدوحة!
يراهن ديبلوماسيون مهتمون بالملف اللبناني، بما يمكن أن يخرج عن القمة العربية في المملكة العربية السعودية، تجاه المسألة اللبنانية. ينقسم الرهان إلى قسمين، قسم علني قد يُدرج في البيان الختامي للقمة، والذي سيركز على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية والالتزام ببرنامج الإصلاحات. والقسم الثاني ضمني، يتعلق بما سيبحث على هوامش القمّة في لقاءات بين مسؤولين من دول متعددة.
بعض الديبلوماسيين يراهنون على ما هو أكثر من ذلك في البيان الختامي للقمة، من بينهم الفرنسيون، الذين قالوا أمام بعض المسؤولين اللبنانيين بأنه لا بد من انتظار بيان القمة الذي سيخرج بمحددات واضحة، ستعطي إشارات إيجابية كثيرة. من يسمع هذا الكلام من الفرنسيين يعتبر أن الإيجابية تتطابق مع وجهة نظرهم أو طرحهم السياسي.
فرنيا والقمة والأسد
من هنا، ثمة من يذهب إلى ربط هذه التوقعات بالصورة التي ستكون عليها القمة العربية، لا سيما في ضوء الحركة السعودية الأخيرة في لبنان، برفع الفيتو عن كل المرشحين، وترك الباب أمام اللبنانيين لاتخاذ القرارات التي يرونها مناسبة.. وفي ضوء زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى هناك. إذ تشير المعلومات إلى أن الرجل سيزور الرياض قبل يومين من القمة لعقد لقاءات مع المسؤولين السعوديين، والمشاركة باجتماعات القمّة فيما بعد.
قد تكون لقاءات الأسد عنصراً مساعداً للرؤية الفرنسية في لبنان، انطلاقاً من الدعم المفترض من قبله للمرشح سليمان فرنجية. وبالتالي، فإن مسار التقارب في المنطقة لا بد له أن ينعكس على الساحة اللبنانية. بناء عليه، هناك من يربط هذه التطورات كلها بالاهتمام الفرنسي في لبنان، على قاعدة أنه اهتمام بما هو أوسع، خصوصاً التقارب مع إيران. وهو ما يتحقق من خلال تفاوض مستمر في سبيل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين في إيران، والذين أطلق سراح إثنين منهم قبل أيام. كما الاحتفاظ بموطئ قدم على الحوض الشرقي للبحر المتوسط، ربطاً بالاستثمار الفرنسي في مرفأي بيروت وطرابلس، على طريق المشاركة اللاحقة في عملية إعادة الإعمار في سوريا أيضاً.
5+واحد في الدوحة
يفسّر كثيرون أن الحركة السعودية الأخيرة على الساحة اللبنانية، طالما أنها لم تعلن دعم أي طرف، تخدم ترشيح سليمان فرنجية. فيما هناك وجهة نظر أخرى تقول إن السعودية أرادت التخفف من كل الأعباء، ورمي الكرة في ملعب اللبنانيين من دون التدخل، مع تحفيز على وجوب الاتفاق على مرشح آخر، وبذلك تقول للجميع إنها لم تضع فيتو على سليمان فرنجية، ولكن لا توافق لبنانياً حوله. وبالتالي، لا بد من السعي إلى اتفاق على مرشح ثالث.
بالقمة العربية ومن دونها، فإن اللاعبين الأساسيين حتى الآن على الساحة اللبنانية هم أميركا، إيران، والسعودية. فيما النظام السوري يمكن أن يكون رافداً للإيرانيين أو للسعوديين أو نقطة تقاطع فيما بينهم. وبحال حصلت نقطة التقاطع على فرنجية، فإن الديناميكية الداخلية ستبقى قادرة على التعطيل. هنا لا بد من البحث عن عناصر أخرى، ففيما حاولت فرنسا أن تلعب دور الوسيط الذي تعرقلت وساطته أكثر من مرة، تبقى الحاجة للنظر إلى موقف الولايات المتحدة الأميركية، والذي لا يمكن أن ينفصل عن الدور الذي تضطلع به قطر من خلال جولات الاستطلاع التي قامت بها، تحضيراً لتكوين رؤية واضحة حول الوضع اللبناني. وبالنظر إلى موقع قطر بالتواصل مع غالبية القوى، لديها قدرة على لعب دور أساسي يتقدّم على الآخرين، انطلاقاً من التنسيق معهم. وهذا ما قد يتفعّل بعد القمّة العربية، خصوصاً في ظل المعلومات التي تشير إلى التحضير لعقد اجتماع خماسي جديد في الدوحة، يمكن أن يؤدي إلى اتفاق أوضح وأمتن من نتائج اجتماع باريس في 6 شباط 2023، مع الإشارة إلى أن اجتماع الدوحة وعندما يُعقد سيكون عبارة عن إجتماع 5 زائد واحد (أي إيران) والتي تشير المعلومات إلى أن الملف اللبناني سيكون حاضراً في مداولات بينها وبين السعودية، بعد القمة العربية.
منير الربيع- المدن