دور قطري “مشبوه”: نصرالله يقطع الطريق على الدوحة… “اللعب بالنار” ممنوع!

نصرالله قطع الطريق على الدوحة… فكيف الردّ؟

بقدر التساؤلات المحيطة بالموقف السعودي في مسألة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، بقدر اللغط السائد حول الدور القطري “المشبوه”، بالنسبة للبعض،خصوصا مع دخول “الصراع” حلبة أجهزة الاستخبارات التي أكثرت من استخدام الساحة الاعلامية لتمرير رسائلها وإيصال مطالبها.

ضبابية زادت من نسبتها ما تردد من معلومات عن طبيعة ومهام أعضاء الوفد القطري الموجود في لبنان، وغموض هويات من ضمنهم، خصوصا انه لم يوفر مقرا او شخصية، الا وقام بزيارتها، وسط اصرار اعلامي على الهوية الأمنية للوفد، ما يخالف التحركات القطرية عادة، التي تعتمد في تسويق مبادراتها على انواعها، على دبلوماسيي وزارة الخارجية. فلماذا الاستثناء هذه المرة؟

بالنسبة لمصادر معنية، ثمة اكثر من قطبة مخفية تحيط بالتحرك القطري، حتى أن أحد الدبلوماسيين العرب في بيروت تعجب من المعلومات التي تسوق عن دور الدوحة، والذي يتناقض تماما مع المعطيات التي يملكها عن اجتماع “خماسي باريس” والاتصالات بين دوله،حول الوضع اللبناني وتسوياته.

وتتابع المصادر بأن التحرك القطري “المستقل” نوعا ما، له أهداف أبعد من ملف الانتخابات الرئاسية، وقد يكون مرتبطا بمصالح اقتصادية بحتة، وبملف ترسيم الحدود البحرية الذي سبق وانجز،وحازت نتيجته الدوحة بالتعاون مع باريس على حصة موسكو في “الكونسورسيوم” النفطي، مع شركة ايني الإيطالية.

الحجة الاقتصادية لم تقنع سياسيا “معتقا” عايش فترة الـ ٢٠٠٨ وما نتج عنها من اتفاق دوحة بعد السابع من أيار، معتبرا ان قطر التي دخلت في صراع مع دول الخليج لسنوات، اقفل “بتسوية على زغل”، لن تبلع بسهولة إلغاء مفاعيل هذا الاتفاق والعودة إلى الاتفاق الام، اي اتفاق الطائف، وهو احد أبرز الشروط الأميركية – السعودية الموضوعة على اي رئيس جديد.

وكشف السياسي ان الوفد القطري إلى جانب لقاءاته مع شخصيات وقيادات لبنانية، حرف الكثير من محاضر جلساتها، والتي يبقى كلام مجالسها بالأمانات، أجرى سلسلة لقاءات بعيدة عن الإعلام مع دبلوماسيين من بلدان مؤثرة في القرار اللبناني، خرج غالبيتها بنتائج غير مشجعة، لا تصب في المسار الذي يعمل عليه قطريا، إذ ثمة قناعة ان الاولوية الدولية راهنا هي للمسار الفرنسي، رغم بعض العقبات الشكلية التي تعترضه، معتبرا ان المسعى القطري يشكل قنبلة دخانية حاليا، تسمح للفرنسيين بإنجاز المتبقي من مهمتهم.

لكن هل يعني كل ذلك أن قطر “تضيع وقتها”؟ يسارع السياسي الى التأكيد أن الأمر ليس كذلك، الدوحة تعمل على إنجاز البنية التحتية للمشروع البديل في حال استجد ما ليس في الحسبان وسقطت المبادرة الفرنسية بضربة أمنية قاضية، قد تعيد عقارب الساعة إلى أيار ٢٠٠٨،ما يسمح لها باستنساخ “الدوحة” وتطويره ” لدوحة٢”، وهي في سبيل ذلك قد باشرت بإنشاء “جبهة” سياسية – اعلامية، بعدما رصدت موازنة مالية في سبيل ذلك.

وختم السياسي بالقول ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حسم الخيارات والمسارات للجميع في كلامه يوم الجمعة، راسما الخطوط وحدود التحرك، معلنا بصراحة تموضع الحزب، في رسالة واضحة على ما يبدو موجهة للدوحة لوقف “الحرتقة”، وللرياض للسير قدما في انعطافتها التي بداتها مع توقيع الاتفاقين مع كل من طهران ودمشق، ذلك انه بالنسبة لحارة حريك “اللعب بالنار” ممنوع، واي مخاطرة غير محسوبة ومحسومة النتائج غير واردة، وان بضمانات دولية.

ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة