جنبلاط حيّر الحلفاء والخصوم…عبر تهكمه المعهود؟

لا تزال القوى السياسية تعيش حالة صدمة، فكل رهاناتها على تدخلات خارجية تحديداً من الممكلة العربية السعودية سقطت، وعليها الآن أن تحل أزمة الاستحقاق الرئاسي بنفسها. وللمرة الأولى منذ العام 1970، يبدو أن العملية الديموقراطية هي التي ستنتج رئيساً، على عكس ما جرت العادة أن يكون الرئيس منتخباً قبل الجلسة النيابية، اذ أن السيناريو متجه نحو حصر الترشيحات باسمين، الأول هو رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، الذي قد يكرر إذا انتخب ما حصل في عملية انتخاب جده، أو قد يكون الحظ من نصيب الاسم الثاني الذي تتواصل قوى المعارضة مع “التيار الوطني الحر” للتوافق عليه، ويبدو أن أسهم الوزير السابق جهاد أزعور هي المتقدمة.

في هذه الأثناء، أدّت تغريدة نشرها رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، الذي تنتظر القوى السياسية المختلفة موقفه الذي يرجح أن يفصح عنه في المقابلة التلفزيونية المنتظرة غداً الاثنين، إلى سيل من التعليقات والتفسيرات المختلفة، اذ قال: “متى سيخرج المنقذ المنتظر نسر الاصلاح وحبيب الجماهير من صندوق الاقتراع بعد تصويت نواب الأمة الأبرار ومباركة سفراء السند والهند ويعلو شاهقاً حتى يلامس الشمس والثريا حاملاً الأرجوان من صندوق النقد شاهراً صولجان العدل والملك متى يا قوم متى؟”. وأرفق التغريدة بفيديو لنسر يصطاد سمكة في البحر.

جنبلاط حيّر الحلفاء والخصوم، فهل هو يسأل أم يعطي الاجابة عبر تهكمه المعهود؟

ومن المرجح أن لا تكون الطبخة الرئاسية قد استوت بعد، فرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يبدو أنه ينتظر العروض المقدمة له، تحديداً من “حزب الله”، وليس في وارد السير بأزعور قبل أن يتشاور مع الحزب، كي يحافظ على العلاقة معه، علماً أن الحزب بدا وعلى لسان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أنه يرفض أزعور، بل يعتبره مشروعاً خارجياً سينفذ سياسات الخارج، التي ستتناقض مع مصالح الحزب، حتى لو أن حليفه رشحه. لا يبدو أن الحزب مرتاح لأزعور، وهذا ما لمّح إليه رعد في احدى المناسبات الشهر الماضي، قائلاً: “هناك خبر مرّ في الصحف كخبرٍ عابر ولم يتطرق اليه البعض وهو أن الادارة الأميركية غيّرت وجهة نظرها تجاه مرشّح الرئاسة في لبنان وهي لا تُفكّر في شخصيات ممن اعتاد عليها الجمهور اللبناني بل تفكّر في شخصية لها خلفية إقتصادية .”

وسأل رعد يومها: “ماذا يعني لديه خلفية إقتصادية؟ يعني أن البنك الدولي يستطيع أن يتفاهم معه، كما صندوق النقد الدولي لكن لمصلحة من؟ لمصلحة التعليمات والتوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الاستكباريون للعالم من خلال هذه المؤسسات الإقتصادية الدولية”.

في كل الأحوال، إن تم الاتفاق على أزعور، حتى ولو لم يصبح رئيساً، يكون باسيل سجل هدفاً في مرمى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، كون أزعور هو مرشح باسيل أساساً، حتى لو أن الأخير استقى ترشيحه من الأميركيين.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة