تحوير الموقف السعودي: الحقيقة في مكان آخر!
تضاربت المعلومات حول اللقاء الصباحي الذي جمع السفير السعودي وليد البخاري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في اليرزة امس. كل فريق سياسي حاول تسييله في حساباته الرئاسية. فبينما لم ير المعارضون في توجه فرنجية الى السفارة نقطةَ لصالحه، ذهب فريق 8 آذار وإعلامه، الى حد وضع كلام في فم الدبلوماسي السعودي فحواه: لا نمانع انتخاب فرنجية رئيس جمهورية لا بل نرحب به، متحدثا ايضا عن “تبدّل في موقف الرياض. فهي أسقطت نهائيا الفيتو التي كانت تضعه في السابق على فرنجية ولم تعد تعترض على انتخابه”.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، ما يتم التسويق له ليس الا من باب الحرب النفسية على الفريق الآخر ومن باب البروبغندا الاعلامية لمحاولة تعويم مرشّح حزب الله وحظوظِه الرئاسية. ويريد الممانعون من هذه الحملة المضخّمة ان تؤثّر على المترددين وسيما على السنة المستقلين.
فبعد ان استقبل تكتل الاعتدال الوطني امس في الصيفي السفير البخاري، يمكن القول ان البيان المقتضب الذي صدر عن التكتل لناحية “التعهد بعدم تعطيل النصاب ودعم اي مرشح يؤيد الطائف وافضل العلاقات مع العرب ومع السعودية”، وضع رِجلا من رِجليّ التكتل في خندق فرنجية، على اعتبار انه مع الطائف.. اما الرِجل الثانية، فقد يضعها التكتل في ضوء ما تضمّنه لقاء البخاري – فرنجية من محادثات، ولهذه الغاية يكثّف الممانعون ترويجَ معطيات عن ان اللقاء كان ممتازا.
لكن الحقيقة في مكان آخر، وفق ما تقول المصادر. فالموقف السعودي لا يزال ذاته. اساسا، لم تكن المملكة تضع فيتوهات على احد ولم تقل “لا” لاي شخص يوما. وجلّ ما تُردده: اتفقوا على مرشح ونحن سننتظر اداءه لنقرر في ضوئه ما اذا كنا سنتعاون معه ام لن نتعاون. اما فتحُ البخاري ابواب السفارة لفرنجية، فلا يعني شيئا. فكما تستقبله، هي تستقبل غيره، وكما يزور البخاري معراب فهو يزور ايضا عين التينة. فالمملكة ليست منحازة الا لما يتفق عليه اللبنانيون.
لكن في ظل الاجواء المتضاربة التي تتجاذب الموقف السعودي، تدعو المصادر الى ترقّب ما سيفعله الحزب التقدمي الاشتراكي. فاذا بقي على دعوته الى رئيس توافقي لا صدامي- وهو على الارجح سيبقى – فذلك يعني ان اي شيء لم يتغير في المعادلة الرئاسية لا اقليميا ولا داخليا. ذلك ان كليمنصو تولي اهمية كبرى لعدم استفزاز الرياض “انتخابيا”. واذا لم تقل المملكة “نعم” صريحة لفرنجية، فإن رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط من المستحيل ان يؤيده، اللهم الا اذا أمّن غطاء مسيحيا لترشيحه، تختم المصادر.
لارا يزبك- المركزية