الكبد خطّ الدفاع الأول عن أيّ سمّ: هذه هي المواد الغذائية التي تدعم وظائفه!
يُعتبر الكبد خطّ الدفاع الأول عن أيّ سمّ قد يحاول شقّ طريقه إلى الجسم. لكن كيف يمكن الحفاظ على صحّته وتعزيز وظائفه من خلال النظام الغذائي؟
قالت اختصاصية التغذية كيم ياويتز من الولايات المتحدة إنّ «كل ما يأكله الإنسان يمرّ عبر الكبد. إنّ الأشياء الجيّدة، مثل المأكولات، تُقسّم إلى طاقة ومغذيات، ثمّ توزّع في كل أنحاء الجسم أو تُخزّن لاستخدامها لاحقاً. أمّا المواد السيّئة، كالسموم، فيتمّ تنقيتها من الدم لإخراجها عبر البول أو البراز».
وشرحت أنّ «هناك الكثير من الأمور التي تجعل المأكولات صديقة للكبد. على سبيل المثال، إنّ الأطعمة المضادة للالتهاب أو للأكسدة مفيدة جداً له. كذلك الأمر بالنسبة إلى تلك الغنيّة بالألياف والتي تدعم الوزن الصحّي. أمّا في المقابل، تُعتبر المأكولات فائقة التصنيع التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفروكتوز سيّئة جداً للكبد لأنها تدفع خلايا الكبد إلى إنتاج دهون غير صحّية. ويؤدي تراكم هذه الأخيرة إلى التهاب الكبد وتعرّضه للإصابة».
وأضافت: «من الناحية النظرية، إنّ النظام الغذائي المكوّن من 50 في المئة من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والبقوليات، و30 في المئة من الدهون الصحّية كالأفوكا وزيت الزيتون، و20 في المئة من الدجاج والسمك الغنيّ بالأوميغا 3 يُعدّ المزيج الأمثل».
وأكّدت أنّ «أفضل الوسائل لحماية الكبد تشمل التقيّد بغذاء متوازن، وممارسة الرياضة، والحفاظ على معدل وزن صحّي».
ورغم عدم وجود طعام معيّن من شأنه تحسين صحّة الكبد بطريقة سحرية، إلّا أنّ خبيرة التغذية دعت إلى إيلاء أهمّية للمواد الغذائية التالية:
– القهوة: رُبط استهلاك القهوة بتحسين أنزيمات الكبد، خصوصاً عند الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض الكبد. ولقد أظهَر المصابون مُسبقاً بهذه المشكلات الصحّية تحسّناً في معدلات الإصابة بالتليّف الكبدي، وسرطان الكبد، والوفيات الإجمالية عندما شربوا 3 أكواب أو أكثر من القهوة في اليوم. من الناحية المثالية، يجب شرب القهوة السوداء التي تحتوي على الكافيين لتجنّب السعرات الحرارية الزائدة التي تأتي من الكريما والسكّر. وفي حال عدم تقبّل مذاق القهوة، قد يكون الشاي الأسود مفيداً أيضاً للكبد، رغم أنه لا يملك التأثير ذاته.
– المكسّرات: من الشائع ربط فوائد المكسّرات تلقائياً بصحّة القلب، لكنّ إيجابياتها لا تتوقف عند ذلك! إنها تحتوي على الدهون الصحّية ومضادات الأكسدة، وقد تبيّن أنها تساعد على خفض معدل انتشار مرض الكبد الدهني لدى الرجال.
– زيت الزيتون: يُعتبر مصدراً جيداً للدهون الأحادية غير المشبّعة التي تحسّن مستويات الكولسترول والتريغليسريد، فضلاً عن احتوائه على مضادات الأكسدة التي تبيّن أنها تحمي من التهاب الكبد.
– الفطر: يرجع تأثيره الإيجابي في الكبد إلى محتواه العالي من مضادات الأكسدة. ولقد أظهرت دراسة أُجريت عام 2020 أنّ الأشخاص الذين تناولوا الفطر 4 مرّات أسبوعياً على الأقل انخفضَ لديهم احتمال الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي بنسبة 24 في المئة مقارنةً بالذين نادراً ما يأكلونه.
– الكركم: في النماذج الحيوانية، تبيّن أنّ مادة «Curcumin» الموجودة في الكركم مفيدة للكبد، رغم ندرة البيانات التي توضِح أي تأثير إيجابي في البشر.
– اللبن: ليست كل أنواع اللبن متشابهة، بحيث أنّ بعضها قد يكون مليئاً بالسكّر. يُنصح باختيار اللبن الذي يحتوي على البروبيوتك ويخلو من السكّر المضاف. ولقد تبيّن أنّ الكولسترول العالي يعزّز الالتهاب في الكبد. غير أنّ اللبن قد يحمي من تلف الكبد بفضل البروبيوتك التي تساهم في تفكيك الكولسترول السيّئ.
– المياه: إنها تساعد على عمل نظام التنقية في الجسم بسلاسة. ولقد كشفت دراسة صدرت عام 2021 أنّ الرجال الذين شربوا ما لا يقلّ عن 8 أكواب من المياه يومياً، كانوا أقل عرضة لمرض الكبد الدهني غير الكحولي مقارنةً بنظرائهم الذين لا يَحتسون كمية جيّدة من المياه.
سينتيا عواد