“النفسية بدها نادر”: “إذا دقت علقت”!

هو “بطل” بكل ما للكلمة من معنى.. في الزمن الأصعب على الشباب اللبناني.. “ما ضب الشنتة وحمل حاله وفل”.. فكّر، خطّط وبدأ بالتنفيذ.. ويوم تلو آخر بدأ الحلم يتحول إلى حقيقة.. وبدأ الأمل يُشرق من عتم ليل الظالمين في هذا البلد المسكون بخطايا سياسييه..

البداية من حساب على انستغرام.. nader.gentlemenlab تضمّن فيديوهات يُعرف فيها شاب عمّا نعتبره في مجتمعنا العربي “تابو” و”للنساء فقط”.. ألا وهو العناية بنظافة وإطلالة وإشراقة الشباب.. مهما كانت أعمارهم..

https://www.instagram.com/nader.gentlemenlab/

حشرية ولكن!!
الحشرية دفعتني إلى التبحّر.. فوجدتُ ما استغربته بادئ الأمر.. وحتى لظننتُ أنّ “المُخنثين” فقط يقومون بما أشاهده وأسمعه.. ولكن كرّت سُبحة الأيام.. واستمر فأر حشريتي يدفعني إلى المتابعة.. أنامل شبابية تدعو إلى النظافة والترتيب والاهتمام بالنفس.. أو أقلّه “دلّع نفسك ونفسيتك”.. ولو من فترة إلى أخرى..

رفعتُ سمّاعة الهاتف واتصلتُ رغم ارتباكي و”تأتأتي”.. فإذ بصوت لبق يُحادثني وكأنّنا على معرفة سابقة.. ارتحتُ وبدأتُ بطرح الأسئلة.. حتى ضيّعتْ الإجابات كل “وساوسي”.. وحدّدتُ موعد لقاء مُدّته ساعتين من الزمن..

حافي القدمين
وفي الموعد المرتقب.. وبينما كُنتُ لا أزال مرتبكاً.. كونها المرّة الأولى التي أُقدِم فيها على التجربة.. وما سأجدُ هناك؟.. وكيف ستكون الأجواء؟.. كلها أسئلة كانت تدور ببالي.. حتى وصلتُ إلى السان تيريز – الحدث.. وفي ظل عتمة الليل.. شاب عشريني وسيم الطلّة استقبلني بابتسامة عريضة..

المكان تقلّل الصور والفيديوهات من حقه وقيمته.. ترتيب على أعلى مستوى.. النظافة دفعتني إلى السير “حافي القدمين”.. والاستقبال أكثر من راقٍ.. أطلب يحضر على الفور.. فكان الشاي الأخضر لتهدئة ما تبقّى من اعصابي..

ثقافة وعلوم
وبدأنا السمر كأنّنا صديقان منذ زمن بعيد.. كسر بأسلوبه المتميّز حاجز توتّري.. استفزَّ فضولي بخصوص جولة في المكان.. فراح يشرح هذا وذاك وذلك.. فاكتشفُ أنّه مثقّف وعلى مستوى جامعي من العلم والشهادات.. بل ومرخّص له منح شهادات باختصاصات العناية بالبشرة والتجميل نساءً ورجالاً.. وصولاً إلى جلسات التدليك على أنواعها.. والأجمل أنّه يقوم بتركيب كل أنواع الأملاح والمراهم التي يستخدمها في جلساته..

أكاد أجزم كانت “ليلة من ألف ليلة”.. وصلتُ عند الثامنة والربع مساءً.. وغادرتُ عند 12:30 ما بعد منتصف الليل.. ليس لأنّني ارتحتُ للقاء نادر وفريق عمله “حسين، عباس وعبد” فقط.. بل لأنّه زرع في داخلي معنى للإرادة الصلبة والإصرار.. دفعني إلى اليقين بالمعنى الحقيقي لصراع الحياة المستمر.. وعدم البكاء على الأطلال.. بل الإيمان بأنّ الغد أفضل..

الأسعار للكل
همّه السمعة الطيّبة.. خاصة أنّ الأسعار في متناول الكل.. بل وهناك Packages Memberships.. ولكن الأهم تواضعه وبساطته بالتعامل مع الزبائن والموظّفين ما يجعله يمتلك قلوبهم.. وطيب معشره يأنس له الآخرون خاصة عند تدليك القدمين أو تقليم أظافرها.. قاطعاً شعرة الخجل ببلسمة الكلام..

https://www.instagram.com/p/CsD5ZgUIMa-/

“النفسية بدها نادر”
و”النفسية بدها نادر”.. سمعتها كثيراً في الفيديوهات أو من الزبائن الآخرين.. إلى أنْ جرّبت بذاتي وكياني وكينونتي.. تيقنتُ من أنّ نادر بلسم للنفسية بحد ذاته.. وعلى قول المثل “إذا دقت علقت.. واللي جرّب غير اللي سمع وشاف”.. والنصحية كانت بجمل.. جرّبوا ولن تندموا.. لأنّ ما ستنالونه بين يدي نادر وفريق عمله.. يُضاهي أرقى وأعرق مراكز العناية بالإطلالة الشبابية.. وخصوصاً العرسان “جرّبوا.. لا الجيبة بتخسر.. ولا ليلة عرسه بتوّر ضرسه”..

مازن ن.

مقالات ذات صلة