علاج واعد لآلام أسفل الظهر المزمنة!

يلوح في الأفق أمل جديد لمن يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة بعد تجربة مبتكرة تجمع بين الأساليب النفسية والجسدية، التي تمكن المرضى من التعامل مع الألم والحركة، مما أدى إلى انخفاض كبير في الحالة ومشاكل التنقل ذات الصلة.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 80% من البالغين سيعانون من آلام أسفل الظهر خلال حياتهم، مع زيادة انتشارها مع تقدم العمر، وبالنسبة لحوالي ربع الأشخاص، يتحول إلى حالة مزمنة محبطة، تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر ويمكن أن تستمر لسنوات.

هذا وتم وضع علاج جديد يُعرف باسم العلاج الوظيفي الإدراكي CFT في تجربة سريرية لما يقرب من 500 مشارك يعانون من آلام الظهر المزمنة عبر 20 ممارسة للعلاج الطبيعي، وكشفت نتائج التجربة أن أولئك الذين يتلقون CFT، والتي تضمنت سبع جلسات فردية مع أطباء مدربين تدريباً خاصاً على مدى 12 أسبوعًا، وزيارة معززة بعد ستة أشهر، أفادوا بتحسن كبير في الحركة ومستويات الألم، والتي استمرت لفترة طويلة بعد العلاج.

طور البروفيسور بيتر أوسوليفان من مدرسة بيرث كورتين للصحة في أوستراليا، الطريقة العلاجية الجديدة التي تتخذ نهجًا جسديًا ونفسيًا، حيث يتم تسليح الألم المزمن بالأدوات اللازمة لإدارة حالتهم بثقة ومهارات التحرك بطرق تقلل من الإعاقة. وقال: «يرتكز العلاج الجديد على الخصائص الفردية للشخص، الذي يعاني من آلام الظهر المزمنة، من خلال معالجة مخاوفه وقيود حركته تحت التوجيه الماهر لأخصائي علاج طبيعي مدرب، وهو أسلوب مختلف عن الأساليب التقليدية الأكثر سلبية بما يشمل التدليك للجسم والعمود الفقري، والأدوية والحقن، لأنه يجعل الشخص مسؤولاً عن حالته، ويساعده على فهم العوامل التي تساهم في آلامه، وبناء السيطرة والثقة في جسده من أجل العودة إلى الأنشطة القيمة». وأضاف أنه «كان من النادر والمثير اكتشاف أن الانخفاض الكبير في الألم والضيق الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص، الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة، استمر لمدة عام كامل».

ووفقًا للدراسة التي أجراها باحثون في جامعات كيرتن وموناش وماكواري في أستراليا، كان أكثر من 80% من المرضى الذين تلقوا العلاج الوظيفي الإدراكي CFT سعداء بالنتائج، مشيرين إلى الفوائد النفسية للتمكين من التحرك بثقة جديدة. وقال بيتر كينت، الأستاذ المساعد في كلية طب جامعة كيرتن والباحث الرئيسي في الدراسة، إن آلام أسفل الظهر هي السبب الرئيسي للإعاقة في جميع أنحاء العالم، حيث تساهم في فقدان إنتاجية العمل والتقاعد المبكر في جميع أنحاء العالم»، مضيفًا أن «النتائج المثيرة للعلاج الوظيفي الإدراكي تمنح الأمل لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من آلام الظهر. كما أنه يوفر خارطة طريق واضحة للأطباء والخدمات الصحية وواضعي السياسات حول كيفية تقليل العبء المتزايد لآلام الظهر المزمنة من خلال نهج عالي القيمة ومنخفض المخاطر بناءً على أفضل الأدلة العلمية «.

وأشار مارك هانكوك، من جامعة ماكواري والذي قاد تجربة العلاج الجديد في سيدني ويقوم حاليًا بتدريس مبادئ العلاج للطلاب، إلى أن الأمر استغرق خمسة أشهر من التدريب المكثف لتدريب 18 ممارسًا شاركوا في التجربة السريرية، موضحًا أن الآثار الإيجابية والفوائد لـ80% من المرضى استمرت لفترات تتراوح ما بين عام وثلاث أعوام.

إلى ذلك، يعتقد الباحثون أن هذا النهج العلاجي، الذي يعالج الجانب النفسي للحالة المزمنة وكذلك التعامل مع المشاكل الجسدية الفردية، له فائدة كبيرة أخرى. وأعرب الباحث المشارك في الدراسة، البروفيسور تيري هينز، أستاذ في جامعة موناش، عن توقعه بأن تسهم النتائج في تحقيق آثار إيجابية في الكفاءة الاقتصادية من حيث الرعاية الصحية ومعدلات الانفاق على مستوى العالم لأن آلام أسفل الظهر تمثل عبء اقتصادي بسبب فقدان انتاجية العاملين والتقاعد المبكر في جميع أنحاء العالم.

الديار

مقالات ذات صلة