بيروت «عاصمة البوتوكس»: السياحة التجميلية و«الفريش» دولار في لبنان!
السّياحة التّجميلية تؤمّن «الفريش» دولار في لبنان: 20 ألف عملية
40 مليار دولار تصرف منها 10 مليارات في الشرق الاوسط
لا تزال السياحة التّجميلية، مصدرا مهما للفريش دولار من خلال مجيء عدد من السياح العرب إلى لبنان، لإجراء عمليات تجميلية نظرًا للسمعة الطيبة التي يتمتع بها هذا القطاع. وشاهدنا جميعًا أعمالًا تلفزيونية وسينمائية عربية يذهب شخصٍ فيها إلى لبنان ليعود بمظهرٍ أصغر بكثيرٍ، سواء من ناحية عمليات التجميل، أو الشفط أو النّحت أو زراعة الشعر أو شدّ الجلد ومعالجة التّجاعيد، وما إلى ذلك.
ودائمًا ما تؤكّد السّينما العربيّة، على كون لبنان مركزًا للجمال، سواء فيما يخص السياحة العلاجية بها أو مظهر مواطنيها الأصليين، وكيف يبدون دائمًا في حالة جمالٍ، وترتيبٍ وإشراقٍ.
وبالفعل، فإن لبنان ليس فقط معروفًا بالجمال والعمليات التّجميليّة، بل أنه ينافس الدول الغربية في جودته، ويعتبر نقطة إنطلاق لعمليات التجميل في العالم العربي وإنتشارها.
بيروت «عاصمة البوتوكس»
صحيح أنّ لبنان يعاني منذ أكثر من 3 سنوات من أزماتٍ إقتصاديةٍ متعددةٍ إلا أنّ الإقبال على عمليات التجميل لم يتوقف بل لا يزال قائمًا ويستقطب العديد من المغتربين اللبنانيين والسياح العرب، ويكاد يكون القطاع الوحيد الذي يشهد إنتعاشًا في ظل التدهور الحاصل.
وقد كشف العديد من الإحصاءات سابقًا أن عدد عمليات التجميل التي تجرى سنويًا في لبنان، تتراوح ما بين 19 و20 ألف عملية. وبناءً على هذه الأرقام، إحتل لبنان المرتبة الثانية في العالم بعد البرازيل بالنسبة إلى عدد السكان، في نسب الجراحات التجميلية.
كما أنّ شهرة أطباء التجميل اللبنانيين التي وصلت الشرق والغرب شجعت النساء في الخليج والأردن وسوريا، على إختيار عيادات ومستشفيات لبنانية للقيام بعملياتٍ تجميليةٍ.
يتميّز لبنان بعمليّة تجميل الأنف، جراحة الأنف بالليزر، عمليّة زراعة الأسنان، عمليّة زراعة الشعر، عمليّة شفط الدّهون، وعمليّة شدّ البطن.
إشتهرت النجمات والفنانات اللبنانيات مؤخرًا، أكان في مجالات الغناء والتمثيل والفنون بشكلٍ عامٍ، بمظهرهن المميز. ويشير الكثير منهن إلى خضوعهنّ لعمليات تجميلٍ. وهو ما جعل الفتيات بشكلٍ عامٍ يأخذنهن قدوةً لهن ويرغبن في تحقيق جمال يتنافس مع جمال النجمات. الأمر الذي زاد من نسبة إجراء عمليات التّجميل في لبنان. وتطورت جراحات التجميل في لبنان، وإستثمرت المراكز الطبية الخاصة بكثافةٍ في مراكز التجميل الخاصة التي تتنافس على مستوى العالم.
كما ويتمتع الأطباء في لبنان بالحس الشرقي من الجمال، والذي يساعد المريض العربي للوصول إلى النتيجة المرجوة على وجه التحديد.
ووفقًا للبحوث التي أجراها البنك الدولي، فإنّ حقل السياحة العلاجية يزن 40 مليار دولار في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 10 مليار دولار لمنطقة الشرق الأوسط ولبنان، التي تعتبر منصة إقليمية للرعاية الطبية، وتمثل الجراحة التجميلية أكثر من 70٪ من السياحة العلاجية فيها.
زراعة الشعر
يقول إدمون للدّيار، إنّه «خضع لعمليّة زراعة شعر، منذ فترةٍ قصيرةٍ على الرغم من الضائقة الماليّة وحال البلاد». ويفسّر:» صحيح أنّ الأزمة الإقتصادية عصفت بلبنان، لكنّ الترتيب والجمال يبقيان حاجة أساسيّة بالنّسبة للعديد من الناس، وأنا واحد منهم. ولأنّ شعري بدأ يتساقط منذ فترةٍ، خضت هذه التجربة بكلّ حماسٍ».
ويضيف:» قمت بإجراء هذه العملية لمدّة يومٍ كاملٍ (تقريبًا 9 ساعاتٍ مع الإستراحات) مقابل مبلغ لا يتعدّى الـ 800 دولار، في «سانتر» في بيروت. ومع كل بداية شهر، أعاود زيارتي إلى هناك لإجراء حقن البلازما الغنيّة بالصفائح الدّمويّة في مناطق في فروة الرأس التي تحتاج إلى زيادة نمو الشعر. وبعد 5 زياراتٍ مجانيّة، أخضع للمزيد (لو كنت بحاجة) مع تكلفة لا تتعدّى الـ10 دولار في الجلسة الواحدة، لمدّة شهرين إضافيتين مثلًا. وطبعًا التكاليف والعملية تختلف من شخصٍ لآخر حسب فروة الرأس وبصلة الشعر».
ويختم:» لستُ الوحيد الذي يدخّر القليل من المال ويصمّده من أجل الإعتناء بمظهره. والمواطن اللبناني لو مهما ضاقت به الأحوال، سيبقى مرتبًا، أنيقًا وجميلًا».
يجزم احد الجراحين في طب الأسنان، ، أنّ «عمليّة زراعة الأسنان التجميلية، لها دور وظيفي مهم إلى جانب الجمالي، وهي ضرورية لصحة الأسنان، إلّا أنّها باتت للبعض من الكماليّات نتيجة الوضع الإقتصادي الصعب».
ويؤكّد في حديثه للدّيار:» أنّ تكلفة عمليات زراعة الأسنان، تختلف بحسب الأنواع والماركات وجودتها، ونخفض التكاليف في حال لم يكن هنالك زراعة عضم، ولكن بإختصار يمكننا إحستاب هذه العملية ما بين الـ800 دولار والـ1500 دولار أميركي للسن الواحد. وما يحاول العديد من الناس القيام به، هو إعتماد «التقسيط».
وعن سؤال ما إذا هذه العملية لا تزال تجرى كالسابق، يشير الخوري إلى أنّ «الناس إعتادت على الدفع بالدولار، في كل القطاعات. وأنّ أغلبية الناس، على حدّ تعبيره، تتقاضى راتبًا (ولو في قسم منه) بالدولار، لذلك بإستطاعتها الإهتمام بصحّتها وإجراءعمليات زراعة الاسنان.
الديار