تفجير دمشق: “داعش” أم تصفية تجار المخدرات؟
تبنى تنظيم الدولة الإسلامية تفجير مركبة بعبوة ناسفة داخل مركز للشرطة في دمشق الأربعاء، ما تسبّب بمقتل ضابط برتبة مقدم وإصابة أربعة عناصر من الشرطة، وفق حصيلة رسمية.
وأورد التنظيم في بيان تناقلته حسابات جهادية على تطبيق “تلغرام”: “تمكنت مفرزة أمنية لجنود الخلافة من زرع وتفجير عبوة ناسفة على آلية داخل مركز للشرطة” في منطقة برزة.
وتضاربت روايات النظام حول التفجير، ففي حين أكدت وزارة داخلية النظام أن مركبة شرطية انفجرت صباح الأربعاء، ضمن حرم قسم شرطة برزة في دمشق، ما أدى إلى إصابة ضابط وأربعة عناصر إصابات متفاوتة، قالت وكالة أنباء النظام “سانا” إن الحادثة ناجمة عن انفجار سيارة خاصة.
إلا أن مصادر لل”المدن” شككت برواية النظام حول الانفجار ورأت أنه يأتي ضمن سلسلة خطوات بدأها النظام بهدف تصفية بعض الشخصيات المتورطة بإنتاج وتهريب المخدرات (الكبتاغون)، تماشياً مع المطالب العربية منه بعد إعادته إلى الجامعة العربية.
ولا يرى رئيس فرع الإنتربول المنشق عن النظام العقيد مفيد عنداني أي خلفية أمنية للتفجير، مؤكداً ل”المدن” أن الانفجار استهدف أحد أبرز أعمدة تجارة وتصنيع المخدرات، وهو جهاد بركات صهر عائلة الأسد.
وما يؤكد ذلك من وجهة نظره، أن الانفجار كان قريباً من منزل بركات الملاصق تماماً لمركز شرطة برزة من الجهة الغربية، مشيراً إلى أن “بركات هو أحد المطلوبين عربياً، نظراً لإشرافه على تصنيع الحبوب المخدرة” إلى جانب أن اسمه مدرج على لوائح العقوبات البريطانية الأخيرة.
ولم تُعرف بعد ملابسات الحادثة، وقالت “سانا” إن التحقيقات جارية لمعرفة مصدر الانفجار، من دون أن تذكر ما إذا كان قد تم وضع المتفجرات في السيارة.
وفي رأي عنداني، لا يمكن فصل التفجير الأخير عن حادثة مقتل تاجر المخدرات مرعي الرمثان في ريف السويداء قبل يومين، ويقول: “النظام يمارس الانتهازية، فهو من جهة لا يتوانى عن التخلص من الشخصيات التي باتت تشكل مصدر تهديد، والتي صنعها هو بنفسه، وذلك في سبيل إظهار “جدية” بملف مكافحة المخدرات، ومن جهة يريد ثمن وقف تهريب المخدرات من الدول العربية”.
وبمتابعة حسابات بركات على وسائل التواصل الاجتماعي، تبين أنه لم يصب بالانفجار، حيث رصدت “المدن” تغريدة جديدة له بعد الانفجار بساعات.
ويقدم بركات نفسه أنه خريج الكلية الحربية، ويحاضر في جامعة “البعث” في حمص، غير أن معلومات “المدن” تؤكد أن بركات المتزوج من انتصار بديع الأسد، متهم بتزوير شهادة جامعية.
وتتهم المعارضة بركات بارتكاب مجازر في مدينة حمص، حيث كان يقود ميليشيا “مغاوير الثورة”، قبل أن تُحل بأوامر من العميد سهيل الحسن المعروف ب”النمر”.
وفي السياق، نعت وسائل إعلام الرائد في الشرطة مهند فندي جادالله، الذي ينحدر من محافظة السويداء، مبينة أن الضابط قتل متأثراً بجراحه نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون داخل سيارة بالقرب من قسم شرطة برزة.
المدن