الموقف السعودي لم يُقنع جنبلاط… وتوافق بين بري و«الإشتراكي» على النتيجة!
منذ ما قبل عودة السفير السعودي وليد بخاري إلى لبنان، كانت مواقف العديد من القوى المعارضة المتحالفة مع الرياض واضحة، لناحية رفض الذهاب إلى أي تسوية من الممكن أن تقود رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، وهو ما تأكد أيضاً بعد المواقف التي عبّر عنها هؤلاء بعد هذه العودة، لكن الأهم هو موقف رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، الذي يعبر حقيقة عن الواقع الذي تركته الرسائل السعودية المستجدة.
في هذا الإطار، تظهر حالة من الغموض الكبير، يعبّر عنها بالإعلان المباشر من قبل السفير السعودي عن عدم وجود «فيتو» على أي مرشح رئاسي، مقابل عدم سعي الرياض إلى إقناع أي من حلفائها بالتصويت لصالح فرنجية أو غيره من المرشحين، الأمر الذي دفع جنبلاط إلى التروي في التعبير عن موقف حاسم، بإنتظار إتضاح الصورة أكثر، مع تشجيعه خيار الذهاب إلى التوافق بأسرع وقت ممكن، خوفاً من حصول أي تطورات سلبية.
ما تقدم يقود إلى معادلة واضحة بالنسبة إلى جنبلاط، فهو لن يذهب إلى دعم فرنجية من دون حصول الأخير على غطاء من مكون مسيحي أساسي، خوفاً من تداعيات ذلك على الواقع في منطقة الجبل، كما أنه لن يغامر في أي موقف من هذا النوع، قد يكون ناتجاً عن سوء فهم لحقيقة موقف الرياض.
لم ينفع موقف السفير السعودي بتغيير مقاربة جنبلاط للملف الرئاسي، فهو بحسب مصادر سياسية متابعة، قد استبق جولة السفير البخاري الأخيرة بموقف جديد عنوانه «التبني» العربي للمرشح الرئاسي، فبالنسبة الى الحزب «التقدمي الإشتراكي» لا يمكن لأي رئيس أن ينجح في اخراج لبنان من أزمته ما لم يكن حاصلاً على دعم عربي مباشر، وبالتالي فإن جنبلاط قرأ بموقف السفير السعودي الأخير موقفاً مشابهاً لموقفها عام 2016 ، وهو ما لن يجعله يغيّر من طريقة تفكيره الرئاسية التي تقوم على ضرورة التوافق على إسم الرئيس قبل انتخابه.
وبحسب ما تكشف المصادر، فإن رئيس الحزب «التقدمي» أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري بهذه المقاربة خلال زيارته الاخيرة الى عين التينة، وسمع جنبلاط كلاماً واضحاً من بري بأن ليــس المطلوب إيصال فرنجية بمعزل عن الدعم العربي، خاصة أن بري هو الأوضح بشأن ضــرورة عودة العرب الى لبنان بعد عودتهم الى سوريا، فلبنان بحاجة ماسة الى الدعم العربي، والرئيس المقبل يجب أن ينطلق من هذه المقاربة.
بحسب المعلومات، فإن بري وجنبلاط متوافقان على النتيجة، في ظل وجود خلافات على كيفية الوصول اليها، لكن ما هو ثابت هو أن موقف «الإشتراكي» لم يتغير بشكل كامل بعد الرسالة السعودية الاخيرة، علماً أنه بحسب المصادر فإن انعكاس الموقف السعودي في لبنان يكون عبر «الاشتراكي» اولاً.
من هنا، سيحاول جنبلاط البحث عن كامل المعطيات حول الموقف السعودي وحقيقته للبناء على الشيء مقتضاه، وهو حتى ذلك الحين لن يدعم فرنجية، ولن يسير بمحاولات التوافق بين المعارضين على أسماء مرشحين، بمعزل عن الحوار مع الثنائي الشيعي.
محمد علوش- الديار