الغارة الأردنية أصابت الحلقة اللبنانية في تهريب المخدرات… فمن هو الرمثان؟

شنّت الطائرات الحربية الأردنية على نحو مفاجئ غارتين جويتين فجر الاثنين، استهدفت إحداها منزل تاجر المخدرات المعروف مرعي رويشد الرمثان في قرية الشعاب القريبة من الحدود الأردنية- السورية في ريف السويداء، ما أدى إلى مقتله مع زوجته وأطفاله الستة.

من هو الرمثان؟
يعتبر مرعي الرمثان (45 عاماً) صاحب الميلشيا الأقوى التي تنتشر في بادية السويداء، والتابعة للمخابرات العسكرية، والتي ينحدر معظم أفرادها من عشيرة الرمثان التي تقطن في قرية الشعاب البعيدة نحو 20 كيلو متراً عن الحدود الأردنية- السورية.

وشكّل انتشار العشيرة على جانبي الحدود السورية- الأردنية، والذي يعتبر الرمثان الزعيم الفعلي لها، نقطة انطلاقة له لتشكيل شبكة تعمل على تهريب المخدرات من سوريا إلى داخل الأردن، بالتعاون مع أفراد عشيرته المنتشرين على جانبي الحدود.

رجل حزب الله الأول
تلك الشبكة، جعلت منه محط أنظار كبار الضباط في الفرقة الرابعة لاستخدامها في عملية تهريب المخدرات نحو الأردن، كما جعلت منه محط أنظار حزب الله اللبناني، إذ بدأ بالتنسيق مع الرمثان لنقل المخدرات من لبنان ومنها إلى دمشق ثم إلى قريته الشعاب، حيث يتم تخزينها في القرية التي تتمتع بتضاريس جغرافية مناسبة لذلك، قبل أن يتم تهريبها نحو الأردن، بالتعاون مع أفراد العشيرة على جانبي الحدود.

ونجح الرمثان خلال تلك المدة، بنقل عشرات الشحنات من الحبوب المخدرة من نوع “كبتاغون” إضافة إلى مادة الحشيش وأحيانا أسلحة حربية، إلى الداخل الأردني، بينما تم اعتراض شحنات أخرى وإحباط إدخالها بواسطة حرس الحدود الأردني، كان أبرزها العملية التي قُتل على إثرها 4 من أفراد عشيرته في نيسان/إبريل 2022.

هدف أردني
وشكّل نجاح الرمثان في تهريب تلك الشحنات إلى الأردن، نقطة تحول في حياته، جعلت منه الرجل الأقوى من بين عدد من قادة الميلشيات الأخرى المنتشرة في السويداء والتي تعمل لصالح الأمن العسكري والفرقة الرابعة في عمليات تهريب المخدرات أيضاً، حيث أصبح ينسق أمنياً بشمل مباشر مع رئيس شعبة المخابرات العسكرية كفاح ملحم.

إضافة إلى ذلك، أصبح يتمتع بنفوذ وثراء واسعين، مكنته من شراء العديد من العقارات والشقق السكنية في العاصمة دمشق ومحافظة السويداء.

لكن مع دخول شبكات أخرى من ميلشيات تابعة للنظام بقوة على خط تهريب المخدرات خصوصاً في درعا، وبنسبة أقل في السويداء مع بداية عام 2022، بدأ الامتعاض الأردني يتعاظم من عمليات التهريب الممنهجة التي تستهدف حدوده، وبدأ يسلط الضوء إعلامياً على تلك الشبكات والقائمين عليها، وكان اسم مرعي الرمثان، أبرزهم.

كما وضعت محكمة أمن الدولة الأردنية الرمثان على قائمة المطلوبين الأبرز للسلطات الأردنية منتصف 2022، وتمت محاكمته غيابياً بتهمة استهداف أمن الأردن.

المدن

مقالات ذات صلة