الحزب مستعد لـ”الصبر” طويلا للفوز بالرئاسة!
في سلسلة مواقف حزب الله من الملف الرئاسي والتي تحمل في معظمها دعواتٍ الى الحوار والتفاهم، واللذين يريدهما الحزبُ على الأرجح لإقناع خصومه بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، برز كلامٌ لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، حمل ما يؤكد ان الحزب فعلا، لا يريد إلا مرشحه هو، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
فقد اكد رعد ان “قد يطول الوقت حتى يستوعبوا الحقيقة لكن هذا شأنهم لأنّ الاستحقاق الرئاسي واختيار الرئيس له علاقة برسم مسار البلد الاستراتيجي، لا يمكن أن يحصل تسامح وتساهل في اختيار الشّخص الذي يُشكّل ضمانة لهم ولأمنهم ولسيادتهم ومصالحهم، موضحًا أنّنا نصبو ونصبر من أجل الشخص الذي لا يُدار من قبل الأعداء على الهاتف”.
الحزب اذا سـ”يصبر” من اجل ايصال مَن يراه هو مناسبا للرئاسة، ومَن يرتاح اليه “استراتيجيا”، وهو مستعد لأن ينتظر طويلا لتحقيق هذا المكسب، كما أعلن رعد نفسه.
رب قائل إن الحزب لا يحصر نفسه هنا بفرنجية ولا يقصد رئيسَ المردة حصرا، وانه منفتحٌ على خيارات واسماء اخرى.. إلا ان حديث نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم منذ ايام عن “فرنجية او الفراغ”، ورفضَ رعد التنازل عن فرنجية، حيث قال “إنّهم يقولون لنا أسقطوا مرشحكم وتعالوا لنتفاهم”، وكأنها “تهمة” يوجّهها الى خصومه، المعطوفَين الى تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان “لا خطة “ب” لدينا ومرشحنا هو فرنجية”… كلّها عوامل تؤكد ان الحزب في صدد عملية شلّ طويلة الامد للاستحقاق الرئاسي، الى ان يضمن وصول رئيس المردة الى بعبدا.. وسياسةُ الصبر الطويل الأمد الذي انتهجه ابان انتخاب الرئيس ميشال عون والتي يستخدمها الحزبُ ورعاتُه الايرانيون ايضا، أكان في العسكر والحروب او في التفاوض، سيعتمدها الحزب اليوم مع فرنجية، وهو مستعد لأن ينتظر طويلا حتى ينتصر في معركة الرئاسة التي يعتبرها “استراتيجية” ومفصلية بالنسبة اليه والى سلاحه ومصالحه وموقع لبنان ودوره في المنطقة..
لا تفسير آخر لكلام رعد عن “الصبر”.. لكن هل اللبنانيون قادرون اليوم على الصبر وقد بات اكثر من نصفهم يعيش تحت خط الفقر؟! تختم المصادر.
لارا يزبك- المركزية