“حلق” المرأة من المهد الى اللحد: هل هو فعلا “حظ” يجلب العريس؟

ثقب الاذن واحدة من العادات التي اتبعها العرب، وشاعت لدى كل فتاة بشكل عام. وكان الاهل يسارعون الى ثقب اذن فتاتهم دون ان يعرفوا السبب، ومضت فترة طويلة، هذه العادات الشائعة. في الستينات وحتى سنوات قليلة مضت، خف التهافت على عادة ثقب الاذن، ومن ثم عادت هذه العادة الى الظهور مجددا حتى باتت اليوم موضة العصر، واصبح الحلق من كماليات المرأة. وبعض الاساطير غير الصحيحة يعيد هذه العادة الى زمن بعيد حيث شاعت في ايام المماليك والفنيقيين. «الديار» وجهت السؤال الى السيد روي هنري مقصو كونه في حقل الصياغة حيث زادنا مع زوجته جيسي ميشال طراف عن ان عادة الحلق ولدت صدفة حين وضعت احدى الفتيات قطعة نقود في اذنها وربطتها بخيط بقصد اللعب، وكانت الفتاة ابنة ملك، ووحيدة ابويها، وحار الملك كيف يدخل السعادة الى قلب ابنته، فعقد لمن يرشده الى طريقة صحيحة، وكانت الفائزة «قابلة الملكة التي اوحت بهذه الفكرة، فكرة ثقب الاذن التي نمت مع الايام وعمت جميع الدول المتقدمة والمتأخرة، فيما انحصرت عادات اخرى كوضع الخلخال في الارجل، وثقب الانف والرسم على الوجوه والايدي، وتضيف جيسي طراف وتعددت الروايات والاساطير عن ثقب الاذن، ولكن المصادر والمراجع الرسمية لم تأت على ذكر هذه العادة بشكل واضح ومفصل، وبقيت الروايات والاقاصيص حولها متنوعة ومتعددة وتتابع جيسي طراف البعض قال انها للزينة والبعض وصلها بقضايا طبية قديمة واعتبرها ارثا من الطب العربي. وهناك من يعتقد بانها تجلب الحظ والسعادة، وتبعد الحسد والغيرة، لهذا نرى ان حلق الاطفال يضم في داخله حبة زرقاء.

ويتابع Roy Makso كونه في حقل الصياغة بعدما شاعت موضة الحلق الكبير لجأنا الى بعض الموديلات عند الاميرات وطورناها. اخذنا من الفراعنة والمماليك وغيرهم. عدنا مئات السنين الى الوراء بعدما حرنا كيف نرضي المرأة وذوقها. وقالت شادية الياس الاشقر استاذة جامعية وسكرتيرة تنفيذية في دار الصياد سابقا الحلى للزينة والحلق تزين المرأة اذنيها وانها ارث عن احد الملوك وكانت بناته اول فتاة وضعت حلقا في اذنيها. ودرجت هذه العادة وظلت سائدة. وتشير شادية الاشقر الى ان اعتقادا ثانيا كان يسود ايضا هو ان الحلق يجذب الحظ السعيد الى الفتاة والعريس المناسب وفي سن مبكرة وبقدر ما كان الحلق كبيرا كان الاعتقاد يكبر بان الحظ سيكون اوفر. ويروي لنا السيد انطوان الياس الاشقر تاجر عن جدته انه عندما ولدت ابنتها البكر حملت ليرتين ذهبيتين وقصدت الصائع لتصنع لها حلقا كان اكبر حلق بربع ليرة ذهبية وكان في اعتقادها انها اذا صنعت حلقا بليرة ذهبية، يكون حظها احسن كانت هذه معتقدات وتقاليد: اما اليوم فاصبحت خرافات.

موضة الحلق لا تزال سائدة اليوم وبشكل اوفر، وتعددت الموديلات وتغيرت الاشكال، وازدادت واجهات الصاغة بالاجمل منها وكل حلق احلى من الاخر، وقالت جيسي طراف اليوم تغيرت ثقب الاذن ولى زمن الابرة المحمية وحل محله زمن الآلة الحديثة، والمرأة منذ مئات السنين تتزين بالحلق. ولا تنتزعه من اذنيها حتى عندما تخلد الى النوم، كانت الحلى تدفن مع الميت، وهكذا يبقى الحلق في الاذن من المهد الى اللحد، ويقول Roy مقصو ومن الروايات يقال ان جدّا ضرب الخادمة في بيته وطردها لانها ثقبت اذن ابنتها. لانه اعتبر عملها هذا تطاولا على المقامات العائلية. ولان هذه النعمة يجب الا تتمتع بها العائلات العريقة والكبيرة حتى باتت اليوم موضة العصر.

الديار

مقالات ذات صلة