«صاعقة.. وصادمة توقعات سفير خليجي في باريس»: فوضى دموية تسبق انتخاب الرئيس!
«صاعقة، وصادمة، توقعات سفير خليجي في باريس». لبنان على أبواب فوضى، والله يستركم من فوضى دموية تنتهي بتدخل الجيش، ما يجعل من الضروري انتخاب الجنرال جوزاف عون رئيساً للجمهورية» !!
واثق مما يمكن أن يحدث». لا رئيس من المنظومة الحالية. هذا رأي دول عربية فاعلة، ولا نتصور أن الايرانيين سيعارضون ذلك، وهم الذين يعلمون أن الفوضى تؤثر سلباً، على حضورهم الجيوسياسي في لبنان».
القرار تم ابلاغه الى جهات سياسية لبنانية». لكن المشكلة عندكم غياب الشفافية. السياسة تمارس بطريقة السحرة، أو عن طريق الشعوذة. كلام في الضوء، وكلام آخر في الظل. المرشحون من أهل السياسة ليسوا أكثر من أوراق لمناورات بهلوانية، حتى لتبدو الفوضى، بتداعياتها الخطيرة، السبيل التكتيكي للخروج من عنق الزجاجة».
السفير قال «حين أرى وجوه بعض ساستكم على الشاشة أرى فيها وجوه القراصنة، لا وجوه عرابي المافيات الذين لهم قوانينهم، وحتى آليات الضبط في الظروف الحرجة. انهم يتعاملون مع الدولة كما التعامل مع سفينة استولوا عليها، ولم يتركوا قطعة من الخشب الا ونقلوها الى قصورهم، دون أن أنفي الدور الأميركي في الانفجار المالي الذي حصل عندكم. الأميركيون زرعوا عيونهم في شقوق الجدران، وكانوا ينتظرون انتخاب الجنرال ميشال عون ليفتحوا أبواب الخراب على مصراعيها» .
تأكيد بأن الأميركيين، واصدقاءهم من العرب، «لا يريدون رئيساً يعتبرونه ظلاً لـ»حزب الله» في قصر بعبدا. ولا شك أن هناك داخل الاستبلشمانت من يرى أن يبقى لبنان في هذه الحال من الاجترار السيزيفي ريثما يتبلور مصير المشهد الشرق أوسطي».
هنا الكلام عن « السلطة الحالية في اسرائيل، بالجنون التوراتي في الاقتلاع والترحيل. العربي التائه بدلاً من اليهودي التائه. الى أين يرحل الفلسطينيون ؟»
حين نسأل عن الموقف السعودي، يجيب «الأولوية لدى السعوديين هي معالجة الصراع في اليمن، لينشغلوا الآن بالصراع السوداني، وهم الذين يتوجسون من «الفوضى الصومالية» في السودان وانعكاس ذلك على أمنهم بسبب القرب بين الشواطئ السعودية والشواطئ السودانية التي قد تستخدم لتهريب الارهابيين الى المملكة» !
«السعوديون يفضلون البقاء على مسافة من الغرنيكا اللبنانية. لكنهم يفضلون رئيساً لا ينتمي الى أي فريق من فريقي الصراع اللذين يفترض أن يتنازلا، كضرورة وجودية، لمصلحة مرشح ثالث».
نقول له أنت في باريس. لا بد أنك على بيّنة من الكثير من الخفايا الفرنسية. أين هو الاليزيه من الأزمة اللبنانية، ولماذا مال الى معادلة (سليمان فرنجية ـ نواف سلام) التي ارتطمت بالكثير من اللاءات؟ أجاب «ما لمسته أن الفرنسيين يخشون من سيناريو ما يفضي الى زوال الدولة اللبنانية كـ «بوابة فرنسية» الى الشرق الأوسط، أو لتغيير بنيتها الدستورية أو الديمغرافية، كأرض للاستعمال في حل المسألة الفلسطينية، وحتى المسألة السورية».
يقول أن الفرنسيين «يعتبرون أن لبنان، بتركبيته الفسيفسائية، وبالتناقض بين الثقافات، وبين الانتماءات (وبين الولاءات)، رقم صعب في خارطة الشرق الأوسط. وفي لقاءاتي في الكي دورسيه نوع من الارتباك في التعاطي مع ذلك الوضع، فالجميع في لبنان ضد الجميع. الشيء الذي تتفق عليه الأطراف كافة هو خراب البلد لأن كل طرف يخفي وراء مواقفه تصوراً معيناً للنظام البديل».
لافت قول السفير الخليجي «لا أدري لماذا يتصارع زعماء المسيحيين ما داموا يعلمون أن أياً منهم لن يصل الى القصر الجمهوري. دائماً ما نتساءل مع الزملاء العرب هنا في باريس ألا يخشون من أن تجرهم الأحداث وراءها، وهو ما يمكن أن يحدث فعلاً، خصوصاً وأن اثارة مسألة النازحين، وأتصور أن ذلك حدث بايعاز خارجي، لا بد أن تحدث هزات من الصعب التكهن بطبيعتها».
في الختام، أي فوضى تنتظرنا ؟ لا معطيات محددة لدى السفير الخليجي «أنت تعلم، كلبناني، أن هناك ألف باب وباب لاحداث الفوضى في بلدكم …»
ألف باب وباب للفوضى . أما من باب واحد للخلاص ؟!
نبيه البرجي- الديار