ما تأثير الصوم المتقطّع في مرضى السكّري: إيجابياته وسلبياته؟؟
لا شكّ في أنّ نظام الصوم المتقطّع الغذائي أصبح منتشراً بشكلٍ كبير عالمياً وبين مختلف الأشخاص، بما فيهم مرضى السكّري النوع 2. لكن كيف يقيّم الخبراء إيجابياته وسلبياته؟
يعتمد الصوم المتقطّع على نهجين أساسيين: الأكل محدود الوقت أو التناوب بين الأكل العادي والصوم. يهدف الأول إلى تناول الطعام في غضون 8 ساعات، ثمّ الامتناع عنه لمدة 16 ساعة المتبقية من اليوم. أما الثاني فيدعو إلى الأكل بشكلٍ عادي لـ5 أيام، وتخصيص يومين غير متتاليين لتقييد الطعام والاكتفاء بـ500 سعرة حرارية أو أقل.
أظهرت الدراسات التي أُجريت على القوارض أنّ التغذية المقيّدة بالوقت تخفض وزن الجسم، وتحسّن السيطرة على نسبة السكّر في الدم، وتقلّل من مستويات الإنسولين، وتخفّض ضغط الدم، وتَقي من ارتفاع نسبة الدهون في الدم، وتحسّن علامات الالتهاب، وتُبطئ نمو الورم، وتُطيل العمر.
لكن رغم ذلك، إنّ طريقة تأثير الصوم المتقطّع بالضبط على الأشخاص عموماً، ومرضى السكّري خصوصاً، هي أقل وضوحاً. وفي ما يلي بعض الإيجابيات المُحتملة، وفق اختصاصية الغدد الصماء د. آيمي روزبرغ، من الولايات المتحدة:
– دعم التحكّم في الوزن: بالنسبة إلى مرضى السكّري الذين يريدون خسارة الوزن، قد يبدو الصوم المتقطّع وسيلة قوية لتحقيق هذا الهدف. لكن من غير الواضح ما إذا كان الصوم المتقطّع أفضل في فقدان الوزن من مجرّد تقييد السعرات الحرارية. عند مقارنة نمطَي الأكل، إنّ الصوم المتقطّع ليس أكثر فعالية من تقييد الكالوري المعتدل لإدارة الوزن. تختلف الوسيلة الأفضل من شخص لآخر، لذلك من المهمّ أن يدرك كل إنسان أي نمط أكل هو الأنسب له.
– تحسين حساسية الإنسولين: وجد بحث نُشر عام 2018 في «Cell Metabolism» أنّ التغذية المقيّدة بالوقت قد تحسّن حساسية الإنسولين لدى الرجال المصابين بمقدمات السكّري، حتى بدون فقدان الوزن. لكن رغم ذلك، إنّ الصوم المتقطّع هو مجرّد أداة واحدة من بين التدخلات العديدة التي قد تُفيد مرضى السكّري. يمكن لأولئك الذين يعانون من مقاومة الإنسولين اتّباع هذا النظام الغذائي كجزء من خطة أكثر شمولاً لخفض مجموع الكالوري إذا لزم الأمر، والنوم لساعات جيّدة، وممارسة الرياضة لوقت كاف، وإدارة عوامل الخطر الأخرى.
أمّا بالنسبة إلى سلبيات هذه الحمية المُحتملة والأكثر خطورة بالنسبة إلى مرضى السكّري، خصوصاً في حال عدم استشارة الطبيب أولاً لوضع الخطّة المناسبة والالتزام بإرشادات اختصاصية التغذية، ففي ما يلي أبرز ما كشفته د. روزبرغ:
– نقص سكّر الدم: يمكن أن يؤدي الصوم إلى انخفاض نسبة السكّر في الدم في بعض الحالات نتيجة مرور فترة زمنية طويلة من عدم وصول الوقود إلى مجرى الدم. تهدف أدوية السكّري إلى خفض معدل السكّر في الدم. إذا تمّ اتّباع الصوم المتقطّع مع هذه العقاقير، من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى نقص كبير في سكّر الدم.
– … أو ارتفاعه: يؤدي عدم الأكل لفترة طويلة إلى الشعور بجوع شديد يدفع إلى استهلاك المأكولات الغنيّة بالطاقة مثل السكّر والكربوهيدرات المكرّرة. تميل هذه الأخيرة إلى رفع مستويات سكّر الدم كثيراً وسريعاً، ما يؤدي لاحقاً إلى مضاعفات عند مرضى السكّري.
– العبث في الترطيب: إنّ الأشخاص الذين يتناولون فئة معيّنة من الأدوية لإدارة السكّري قد يتعرّضون للجفاف بسرعة كبيرة، بما أنها تستنفِد الجسم من الملح والمياه.
– نقص المغذيات: يمكن للصوم المتقطّع طويل الأمد أن يسبب سوء التغذية لأنّ تقليل الوقت المخصّص للأكل خلال اليوم قد يؤدي إلى خفض كمية العناصر الغذائية المستهلكة.
الجمهورية