بعد قرار فصلها من القضاء: عون تقتحم قصر العدل

صباح اليوم الخميس، صدر قرار عن المجلس التأديبي للقضاة، برئاسة القاضي جمال الحجار، قضى بصرف النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون من الخدمة. صدمة قضائية وسياسية سيكون لها تداعيات لمدة طويلة.
فور تبلغها بالقرار، انطلقت عون من منزلها، ليلاقيها مجموعة من الناشطين والمحامين والأنصار، في قصر العدل، لتدخل إليه متوجهة على الفور نحو مكان تواجد الوفود الأوروبية، ولتقتحم جلسة استجوابهم لشقيق حاكم مصرف لبنان، رجا سلامة، مستنجدة بهم وإبلاغهم بقرار فصلها من القضاء اللبناني.

ماذا فعلت؟
قرار فصلها نهائياً عن الخدمة القضائية، أدخلها بحالة عصبية غاضبة، داخل قاعات قصر العدل، فارتفع صراخها أمام القضاة مرددة “ماذا فعلت! ماذا فعلت!”.

وعون معروفة بأنها الشخصية المثيرة للجدل بسبب طبيعة عملها القضائي، وبسبب قراراتها “المتهورة” والمتمردة في بعض الأحيان. وفي واقع الأمر فإن قرار إحالتها إلى المجلس التأديبي في عام 2022، أتى نتيجة مجموعة من “المخالفات” التي قامت بها عون سابقاً. ومن ضمنها: سفرها إلى فرنسا من دون إذن، طلبات الرد الموجهة ضدها، رفضها التبلغ بموعد محاكماتها وتخلفها الدائم عن حضور هذه الجلسات، إضافة إلى عدم إلتزامها بقرارات المدعي العام التمييزي، القاضي غسان عويدات الصادرة بحقها، وتصريحاتها الإعلامية المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويمكن القول أن عون كانت تتوقع أن تصدر عن المجلس التأديبي اليوم إجراءات مشددة بحقها. لذلك طالبت من مناصريها، مساء أمس، التضامن معها خلال هذا اليوم أمام قصرالعدل. فيما المؤكد منه، أنها لم تتوقع أبداً أن يتم فصلها. لذلك فإنها فقدت صوابها تقريباً داخل قصر العدل ببيروت.

اقتحام الطابق الخامس
عند الحادية عشر صباحاً، وصلت عون برفقة مجموعة من المحامين التابعين للتيار الوطني الحر، وتزامناً مع إبلاغها بقرار فصلها، نفذت جمعية “أموالنا لنا” وقفة تضامنية أمام قصر العدل، اعتراضاً على قرار إخراجها من القضاء اللبناني.

وفي الداخل، سيطر عليها الغضب والاستياء، واستمرت بالصراخ على الجميع من دون استثناء لفترات طويلة. ونتيجة حالة “الارتباك” التي كانت عليها، راحت تتحرك بين طوابق قصر العدل من دون معرفة الوجهة المحددة، لتقرر بعدها اقتحام قاعة استجواب رجا سلامة!

في الطابق الخامس، تسيطر الإجراءات الأمنية المشددة على مداخله ومخارجه، لسبب واحد فقط، وهو المرحلة الثالثة من التحقيقات الأوروبية. هذه الإجراءات لم تمنع عون الغاضبة من الاقتراب، بل دفعت الباب الزجاجي بقوة رغم توزع العناصر الأمنية وراء الباب، وأكملت سيرها بسرعة لافتة من دون توقف، ولم تعط أي اهتمام لأصوات أمن الدولة الذين طلبوا منها عدم الدخول إلى القاعة، ففتحت الباب بقوة وبدأت بالصراخ أمام الوفود الأوروبية والقاضي شربل أبو سمرا، وأمام “المشتبه به” رجا سلامة، ليُطلب منها الإلتزام بالهدوء ودخول القاعة لمناقشة هذا الأمر.

استئناف القرار
تعتقد عون أن استنجادها بالقضاء الأوروبي لن يكفي، وفور خروجها من قاعة استجواب سلامة، وقفت قليلاً مع المحامين الذين تعمدوا إقناعها بضرورة السيطرة على أعصابها، لتصرخ فجأة بهم، وترمي بعض الأوراق على الأرض قائلةً “أتركوني وأبعدوا عني هذه الأوراق الآن”، لتقرر بعدها أن “الوزير” هو القادر على حل المسألة، فتوجهت إلى هنري الخوري قبل أن تغادر إلى منزلها، بعد إنجاز إجراءات الاستئناف ضد قرار فصلها.

وعليه، لن ينفذ قرار المجلس التأديبي بفصلها إلى حين البت باستئنافها لهذا القرار. ويمكنها أن تستمر بعملها القضائي بشكل عادي إلى حينه.

المدن

مقالات ذات صلة