تقدم الخيارات الايجابية تجاه فرنجية يقلق سمير جعجع والخصوم!
ثمّة خلاصات يمكن إستنتاجها من حراك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري أمس، والذي زار بعد عودته الى بيروت مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أبرزها:
أولا: أن السعودية ليس لديها فيتو على أي مرشح رئاسي.
ثانيا: تأكيد السفير البخاري على أننا “نريد رئيسا يتفق عليه اللبنانيون ويقوم بالعملية الاصلاحية”، ما يعني أن السعودية تنظر الى البرنامج وليس الى الشخص، وبما أن المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل إلتقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في أحد فنادق باريس وهو المرشح الوحيد الذي تمت دعوته الى فرنسا، وإستمع الى رؤيته وخططه في حال أصبح رئيسا للجمهورية ونقل ذلك الى السعوديين، ومن ثم أبلغ فرنجية أن الموقف السعودي إيجابي، وكذلك تم إبلاغ الرئيس نبيه بري بذلك، فهذا يعني أن لا فيتو سعوديا تجاه فرنجية الذي قد ترضي رؤيته وتطلعاته المملكة.
ثالثا: الاستعجال السعودي لاتمام هذا الاستحقاق، حيث دعا البخاري من عين التينة الى الاسراع في إنتخاب الرئيس، من دون أن يخوض في الأسماء مع علمه المسبق أنه يزور المرجعية السياسية الأكثر تمسكا بسليمان فرنجية.
رابعا: دعوة البخاري من معراب كل طرف الى أن يتحمل مسؤوليته، وذلك في رسالة واضحة الى من يعنيهم الأمر بأن المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان لا تحتمل تصفية حسابات.
كل ذلك، يؤكد أن الكرة الرئاسية باتت داخل ملعب التيارات السياسية في لبنان والتي عليها أن تحسم أمرها سريعا تجاه هذا الاستحقاق، خصوصا أن الدول الراعية أو تلك التي تريد تقديم الدعم والمساعدة غير مستعدة لإنتظار تسوية الخلافات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بعدما تبين للجميع أن الأزمة الرئاسية ليست إسلامية ـ مسيحية، وليست إسلامية ـ إسلامية، وليست مسيحية ـ مسيحية، بل هي على وجه الخصوص مارونية ـ مارونية وهذا ليس مستغربا حيث وعلى مدار التاريخ اللبناني يتفنن الموارنة في قطع طرقات قصر بعبدا على بعضهم البعض خلال كل إستحقاق رئاسي.
تشير المعلومات الى أن لقاء السفير البخاري مع الرئيس بري كان إيجابيا جدا، وقد قد رأت مصادر مواكبة أن بري كان مرتاحا جدا في لقائه أمس الأول مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي جاءت زيارتها لتدحض كل ما تم تسويقه إعلاميا عن رسالة تهديد أميركية للرئيس بري وإتهامه بتعطيل الاستحقاق الرئاسي.
وتعتبر هذه المصادر أن الايجابية في اللقائين مع البخاري وشيا يعزز حظوظ سليمان فرنجية الذي كان مرشح أميركا والسعودية منذ العام 2005، وقد ظهر ذلك جليا في العام 2015، قبيل إنتخاب ميشال عون رئيسا.
وتلفت هذه المصادر الى أن سقوط الفرضيات السلبية أميركيا وسعوديا، وتقدم الخيارات الايجابية يقلق سمير جعجع الذي يتردد في تأمين نصاب أي جلسة رئاسية خوفا من إمكانية أن ينجح الفريق الداعم لفرنجية في جمع 65 صوتا أو أكثر، لذلك فهو يلجأ الى التعطيل الذي لا يمكن أن يدوم طويلا في ظل إستعجال السعودية على إنتخاب رئيس علّه يستطيع المشاركة في قمة الرياض والتي تريدها إستثنائية ومكتملة العناصر وكاملة المواصفات.
واللافت، أن أكثر ما بات يُزعج جعجع هو أن كلامه عن ضرورة قطع الطريق على وصول مرشح الممانعة الى قصر بعبدا لم يعد يجد الصدى المطلوب لا داخليا ولا خارجيا، بإعتبار أنه عندما تتصالح السعودية مع إيران، وتتبادل فتح السفارات مع سوريا، وعندما يُستقبل الرئيس بشار الأسد في الامارات العربية المتحدة بـ21 طلقة مدفعية تكريما وترحيبا، تسقط كل مصطلحات الممانعة وأخواتها من القاموس السياسي وتصبح ممنوعة من الصرف!..
عسان ريفي- سفير الشمال