نائب رئيس المجلس لا يهوى الانتكاسات: ماذا يفعل الياس بو صعب؟
من دون سابق إنذار، تحرّك نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. ترتيب الزيارات جاء متقَناً: البداية كانت من عند «حزب الله»، وكرّت السُبْحة، بكركي، معراب، وأمس الصيفي.
بدايةً، تحرُّك بو صعب لم يأتِ من خلفيته كعضو في «تكتل لبنان القوي»، بل بصفته نائباً لرئيس مجلس النواب، يعني أنّ جولته «الاستطلاعية» هي بدلٌ عن ضائع للحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، ولم يوفَّق في عقدِه.
لكن، هل يمكن ان تتوافر عناصر النجاح لحركة بو صعب، حيث فشلت حركة المطران أنطوان بو نجم، وحركة النائب غسان سكاف؟ مصادِر متابِعة لهذه الحركة، تدعو إلى عدم التسرُّع في إطلاق الأَحكام، وتنصح بإعطائها فرصةً، مع علمِها أنّ تعقيدات انتخابات رئاسة الجمهورية أكبر من أن تحلّها «جولات مكوكية».
لكن «ترسيم» الرئاسة غير ترسيم الحدود البحرية. بو صعب نجح في مهمته البحرية لكنّ «البَر اللبناني» أصعب بكثير بسبب تداخل خطوطه الحمر والخضر والصُفر. في ملف الحدود البحرية كان هناك «تكليف لبناني» لنائب رئيس المجلس، وتحديداً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولا اعتراض من «حزب الله» والرئيس نبيه بري. في «الترسيم الرئاسي»، لا دعمَ معلناً من أحد، مع تسجيل أنّ السفيرة الاميركية دوروثي شيا زارت بو صعب في منزله قبل بدء لقاءاته الاستكشافية والاستطلاعية، فهل لهذه الزيارة علاقة بجولته؟ أم أنّها منفصلة؟
عملياً، نائب رئيس المجلس، يقوم بما يمكن تسميته بـ»الحوار الجوّال»، على غرار»المراسيم الجوالة» حين كان يستعصي انعقاد مجلس الوزراء، اليوم هناك استعصاء لانعقاد طاولة الحوار، فهل ما يقوم به بو صعب يمكن أن يملأ الفراغ؟ من الصعوبة إعطاء أجوبة حاسمة عن نتائج «المهمة الجوّالة»، لكن بو صعب يحاوِل، وإنْ كان يُدرِك سلفاً أن ما عجزت عن تحقيقه دعوات البطريرك الراعي للصلاة في بيت عنيا وجولات المطران بو نجم، لن يتحقق اليوم، فالألغام الرئاسية لا تفككها فقط النيات الحسنة.
لا يكفي الضوء الأخضر الذي أعطاه الرئيس بري لنائبه، فهل يحمل الأخير تفويضاً من رئيسه الحزبي، جبران باسيل؟ بالتأكيد لا، «التيار الوطني الحر» كان أعدّ خريطة طريق لانتخابات الرئاسة وجال بها على المراجع والقيادات باستثناء معراب التي اوصدت الباب في وجهه، فهل يُكتَب لبو صعب ما لم يُكتَب لجبران باسيل؟
نائب رئيس المجلس لا يهوى الانتكاسات، بالتأكيد هناك قطبة مخفية من وراء تحركه، فماذا ستكون؟
لن يأتي الجواب إلا بعد استكمال جولته الاستكشافية والاستطلاعية، وإنْ كانت مؤشراتها قد بدأت تظهر، فنائب الرئيس يبدو متواضعاً في توقعاته.
جان الفغالي- نداء الوطن