واشنطن تدخل على الخط الرئاسي.. انتخاب قبل تموز؟
عد فترة من البرودة الاميركية في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي اللبناني، سُجلت في الساعات الماضية دينامية مستجدة على خط الانتخابات المعطّلة.
امس، حضت الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان “الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته”. وأضاف “على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم”. وأعرب عن “اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد (…) وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي”. وأكد ميلر أن “الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس المجتمع الدولي”.
على وقع هذا البيان، كانت السفيرة الاميركية دوروثي شيا تستأنف حركتها في الداخل. الاثنين، زارت نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب. اما امس، فحطت في عين التينة حيث التقت رئيس المجلس نبيه بري.
الجدير ذكره، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” هو ان تشغيل الادارة الاميركية عجلاتها على الضفة الرئاسية، يأتي غداة رسالة خاصة رفعها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش الى الرئيس الاميركي جو بايدن أعربا فيها عن قلقهما إثر الجمود السياسي في لبنان. وعرضت الرسالة لمراحل العقوبات الأخيرة التي طاولت مقرّبين من”حزب الله” ومتعاونين معه، وما هو مطلوب في المرحلة المقبلة. وحضّت الرسالة بايدن على العمل عن قرب مع حلفاء أميركا وشركائها في المنطقة لدعم العملية الديموقراطية الشرعية ومرشحين رئاسيين، بخلاف الرؤساء السابقين، يملكون القدرة على خدمة الشعب اللبناني والخضوع لمحاسبته…
وفق المصادر، فإن هذه الرسالة من جهة، المعطوفة الى اقتراب لبنان من الخطوط الحمر اقتصاديا وامنيا وسياسيا واجتماعيا، سيما عشية انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من جهة ثانية، والى محاولة فرض رئيسٍ من 8 آذار بدعم فرنسي من جهة ثالثة.. كلّها عوامل حتّمت اعادة نظر اميركية بمقاربة الوضع اللبناني حيث قررت الادارة ان تنخرط في شكل اقوى في اللعبة اللبنانية منعا لاي شطط. وستبدأ معالم هذا الانخراط تظهر تدريجيا في المرحلة المقبلة، حيث ستضغط واشنطن لتحقيق توازن مع الطرح الفرنسي وعرقلته وربما إجهاضه ولانتخاب رئيسٍ ليس طرفا وليس محسوبا على حزب الله قادرا على ان يجمع اللبنانيين وان يقود عملية انتشال لبنان من الحفرة التي هو فيها، ذلك قبل مغادرة سلامة “المركزي” في تموز المقبل. ولا تستبعد المصادر مرونةً اكبر من رئيس المجلس في الفترة المقبلة، بعد ان انتقدت الرسالة الاميركية النيابية، أداءه الرئاسي، وذلك ربما لتفادي عقوبات او اجراءات اميركية لا يحبّذها “الاستيذ” حاليا…
المركزية