الأسد غير مهتم بالعودة للجامعة العربية.. فهل يريد استسلاما كاملا من العرب؟!

قالت صحيفة ” فايننشال تايمز” في تقرير، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يبدِ أي اهتمام بالتسوية للعودة إلى الجامعة العربية، لافتةً إلى أنه يريد استسلاماً كاملاً من العرب.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول عربي أن اللقاءات العربية مع النظام ستختبر جدية الأسد، مشيراً إلى أن وجود إجماع عربي حول عدد من القضايا يراد من النظام إنجازها.

وتحدث التقرير عن أن الأسد لم يبدِ اهتماماً بالتسوية خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المخصص لبحث عودته إلى الجامعة العربية، فيما أوضح مسؤول عربي للصحيفة أن الأسد يريد استسلاماً كاملاً من العرب، مشيراً إلى أن البعض باتوا يطلقون مزاحاً بأنه “قد يطلب اعتذاراً” أيضاً.

ولذلك السبب، لاتزال بعض الدول مترددة، وسط تصاعد الجدل حول ما إذ كانت إعادة تأهيل الأسد “أمراً معقولاً” بالنظر إلى التنازلات التي سيقدمها، بينما رفضت دول بينها قطر والكويت، خطط السعودية دعوته لحضور القمة العربية التي ستستضيفها الرياض.

وفي الوقت نفسه، بدأ كبار المسؤولين من دول عربية بينها السعودية والعراق والأردن ومصر، العمل على إثارة قضايا مع الأسد، لاختبار جديته بشأن العودة إلى “الدبلوماسية العربية”.

وكانت معظم الدول العربية قد قطعت علاقاتها مع الأسد في 2011، عندما بدأ نظامه بقتل وقصف وتعذيب السوريين بالغاز كجزء من جهوده لهزيمة “التمرد الناشئ”، مشيرةً إلى وجود أكثر من 14 مليون سوري نزحوا داخلياً أو سعوا للجوء في الخارج.

وذلك، قبل أن يستعيد السيطرة على معظم “الدولة الممزقة” بفضل الدعم الروسي والإيراني، حيث بدأت عمليات الضغط لإشراكه بقيادة الإمارات التي أعادت فتح سفارتها في 2018، ثم البحرين.

وقال المسؤول الأميركي السابق والزميل البارز في السياسة العربية في معهد واشنطن للأبحاث، أندرو تابلر إن الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب، منعت الآخرين من المتابعة، كما لم تكن هناك رغبة كبيرة في التواصل مع الأسد في تلك المرحلة، بسبب المنافسة بين إيران والسعودية، قبل حدوث الاتفاق بين الرياض وطهران، بوساطة صينية.

وعلى النقيض، لم تقابل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التحركات الأخيرة برد قوي، كما فعلت إدارة ترامب في 2018، حيث انتقلت إدارة بايدن، من منع التطبيع مع الأسد إلى التأكد من الحصول على شيء منه في المقابل.

وأضاف أن الزلزال الذي ضرب البلاد في شباط/فبراير، بالتزامن مع تخفيف واشنطن لعقوباتها على النظام، خلق لحظة للقادة العرب للاستفادة منها، ما أثار دهشة المسؤولين الأميركيين”.

وقال مسؤول سعودي كبير للصحيفة، إن إشراك الأسد في الجامعة، لم يكن شرطاً في الصفقة بين الرياض وطهران، مضيفاً: “لا أعتقد أننا كنا سنصل إلى سوريا لو لم نقم بذلك”. وأضاف مسؤول سعودي كبير آخر أن “فتح قناة النقاش لا تعني التطبيع الكامل، ومن دون هذه الخطوات لا يمكن التفاوض بشأن ما تحتاجه”.

وأوضح دبلوماسي عربي أن هناك إجماعاً عربياً حول عدد من القضايا يجب التركيز عليها بما في ذلك المخدرات والقضايا الإنسانية واللاجئين، قائلاً: “هذه قضايا نريد من النظام أن ينجزها”.

المدن

مقالات ذات صلة