هل يعيد بو صعب المياه الى مجاريها بين الحليفين… وتنتهي القطيعة بين “الحارة والشالوحي”؟
بعد زيارة نائب رئيس مجلس النواب وعضو تكتل “لبنان القوي” النائب الياس بو صعب الى حارة حريك حيث التقى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، اتجهت الأنظار الى إمكان عودة العلاقات بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” بعد خلافاتهما الأخيرة التي ظهرت علناً أمام الجميع.
وأشار بو صعب الى أن “هدف هذا اللقاء كان لتقويم المرحلة التي نمر بها والعمل لإيجاد مخارج وقواسم مشتركة بين الكتل النيابية، فضلاً عن أن العنوان الأول للحديث تعلق بالتواصل”، موضحاً أنه لمس الانفتاح الكامل على أي جهد يمكن حصوله مع أي فريق من الفرقاء.
وبعد قطيعة واختلاف في وجهات النظر بين حلفاء مار مخايل مستمر لغاية اليوم، وبعدما حسم “التيار” قراره بعدم التصويت لصالح مرشح محور الممانعة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، هل يحاول بو صعب اعادة المياه الى مجاريها بين الحليفين؟ وهل ستنتهي القطيعة والطلاق بين حارة حريك وميرنا الشالوحي أم أن بو صعب أراد التمايز عن تكتله والقيام بمبادرة مع الكتل كافة لانهاء الشغور الرئاسي؟ وهل سينضم الى بو صعب النواب الستة الذين استاؤوا من تصرفات رئيس “التيار” جبران باسيل؟
في هذا السياق، أكدت مصادر نيابية من “التيار” في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “زيارة بو صعب الأخيرة غير مرتبطة بعودة الصلّحة بين التيار وحزب الله، وجولته هذه متعلقة بالاستحقاق الرئاسي لكونه نائب رئيس مجلس النواب، وبالتالي سيقصد الكتل كافة وأبرزها زيارته المقبلة الى معراب للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع”، مشيرةً الى أن “كل علاقة تتفاعل بحسب النتائج سلبياً أو ايجابياً من جهة وبحسب التطورات من جهة أخرى، وهذا ما حدث مع الحزب لكن لا توجد أي عداوة بيننا وعلاقاتنا لم تنقطع بالمطلق خصوصاً وأننا نمر بمرحلة من البرودة وبحاجة الى اعادة صياغتها وترتيبها”.
وحول إمكان بقاء الحزب حليفاً ورافعة لـ “التيار”، أوضحت هذه المصادر أنه “لا يمكننا إستعمال أي من هذه التسميات والأهم أن العلاقة ستستمر حكماً بطريقة أو بأخرى وليس هناك طلاق نهائي على عكس ما يتم تداوله”، معتبرةً أن “صيغة العلاقة تغيرت ولم تعد كما كانت عليه في السابق، وبتنا اليوم بحاجة الى تحديث وستأخذ نوعاً آخر من الآليات والاطار العام”.
أما بالنسبة الى ليونة موقف “التيار” حيال فرنجية في حال حدوث التسوية الاقليمية خلال الفترة المقبلة، فلفتت المصادر الى أن “من المبكر التحدث في هذا الموضوع خصوصاً وأنه ليس مطروحاً وليس هناك كلام رئاسي حوله بيننا”.
من جهته، قال نائب “حزب الله” حسين جشي: “ليست هناك أي مشكلة بمعناها العميق بيننا وبين التيار، ولكن هناك تباين في المواقف بخصوص موضوع رئاسة الجمهورية وهذه هي الأزمة، ولكون التباين لا يزال موجوداً، وما من جديد في هذا الصدد ولم يطرأ أي جديد على هذه العلاقة”.
ورأى أن “التيار حسم موقفه وخياره بصورة معلنة فهو ليس في وارد انتخاب فرنجية نهائياً، والتباين بيننا جوهره هنا وليس في مكان آخر حتى لو كانت هناك نقاط بسيطة طبيعية نختلف عليها”، مؤكداً عدم وقوع الطلاق بينهما.
واعتبر جشي أن “الستاتيكو قائم بيننا وكل واحد منا على موقفه”، واصفاً العلاقة بـ “الجمود والفتور خصوصاً بعدما أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم الى الاشكال مع التيار وأن موضوع العلاقة مع التيار الى ما بعد رئاسة الجمهورية”.
وأشار الى أن “بو صعب لم يأتِ بصفته عضو تكتل لبنان القوي انما لكونه نائب رئيس مجلس النواب، ولديه مشروع للقيام بعدة جولات على مختلف الكتل النيابية للبحث عن طريقة يكون فيها دور للمجلس النيابي في تفعيل موضوع انتخاب الرئيس، وسيلتقي في المرحلة المقبلة مع رئيس التيار جبران باسيل ورئيس القوات سمير جعجع ومع الجميع”.
أما رئيس تحرير موقع “الكلمة أونلاين” سيمون أبو فاضل فرأى أن “النائب بو صعب يقدم وجهات النظر بين القوى السياسية كافة، لذلك أجزم بأنه سيتحدث في موضوع علاقة التيار مع حزب الله حتى لو لم يرد أن يقولها في العلن بسبب نتائجها المبهمة والتي من الممكن أن تكون غير مثمرة بحيث ترتب عليه تداعيات معينة، لكن يبقى مدى التعمق في هذا الموضوع غير معروف والنقطة الأساسية اليوم ترقب النتائج في المرحلة المقبلة والأخذ في الاعتبار بماذا سيتحدث أيضاً مع التيار”.
ولفت الى أن “بو صعب أعلن مراراً تأييده انتخاب فرنجية ولم ينفه، ومن الممكن أن يتحدث مع التيار لحمل ضمانات لغير القوى والأحزاب ولمعرفة القواسم المشتركة التي بامكانه تأمينها للجميع، خصوصاً وأنه لا يملك بيده سلّة من الأسماء كي يطرحها على القوى الأخرى”.
وقال أبو فاضل: “بو صعب أعطى لنفسه هامشاً معيناً ويتحرك وفق ما يريد ولم يتأثر بالتكتل، فهو متمايز عن رئيس التيار جبران باسيل وتحديداً لكونه لا ينسق تحركاته معه بحيث لم يعد باسيل كالسابق وبات مستسلماً لبعض تحركات نوابه”.
يبدو أن بو صعب أراد التمايز عن زملائه ضمن تكتل “لبنان القوي” كونه نائب رئيس مجلس النواب الذي أطلق مبادرته نحو الاستحقاق الرئاسي ومنفتحاً على الجميع، وفي المقابل يبقى المؤكد أن هذه الزيارة اتخذت طابعاً نحو انهاء الشغور الرئاسي لكن من غير المعروف مدى تأثيرها على عودة العلاقة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي مع العلم أن الطرفين مؤمنان بعودة هذه العلاقة يوماً ما.
لبنان الكبير