جنبلاط على «لاءاته»… يرمى الكرة في ملعب القوى المختلفة على «جنس» الرئيس!
لا يزال ترشيح سليمان فرنجية يدور في الحلقة المفرغة نفسها ومتوقف عند نقطة الانطلاق الأولى لمسار الترشيح على الرغم من الرسائل التطمينية والدعوة الى الحوار مع الجميع التي أطلقها رئيس تيار المردة في اطلالاته على الاعلام وعلى الرغم ايضا من التأييد العلني الذي يحظى به فرنجية من فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون والثنائي الشيعي الذي أطلق معادلة» اما فرنجية او الاستمرار في الفراغ» دلالة على ثباته على طرح فرنجية.
فالمشهد الانتخابي نفسه لدى التيار الوطني الحر والقوات المتمسكان برفض ترشيح سليمان فرنجية وتقاطع القوات والكتائب لرفض مرشح الممانعة وتوزع النواب التغييريين بآراء متعددة، إلا ان الاختلاف الوحيد هو في الموقف الاشتراكي الذي لا يزال محيرا، فلا أحد يعرف ما يريد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي كان أول من تبنى النائب ميشال معوض وأول المنسحبين من معركته ليطلق مبادرة رئاسية وحركة سياسية قبل ان ينسحب مجددا الى الخطوط الخلفية للاستحقاق.
«ليقرر الكبار مثل سمير جعجع وجبران باسيل وحزب الله والتغييريين»… بهذه العبارة أعلن وليد جنبلاط سخطه من انسداد الأفق الرئاسي وعدم تمكنه من تحقيق اختراق في الجدار المغلق على الرغم من حركته الرئاسية وسفره الى الخارج، فالمعروف في السياسة اللبنانية ان جنبلاط يمكن ان يكون بيضة القبان في الاستحقاقات المفصلية لكن حركته اصطدمت بالموانع السياسية والعديد من المطبات.
بداية حركة جنبلاط كانت بالانسحاب اللائق من معركة النائب ميشال معوض لانعدام حظوظه بوصفه من المرشحين من فئة «التحدي» ووضع سليمان فرنجية في الخانة نفسها ايضا مما حتم البحث عن رئيس من خارج الاصطفافات السياسية.
فرئيس الاشتراكي انطلق في بحثه عن رئيس للجمهورية من نقطة أساسية وهي مراعاة الهواجس المسيحية وعدم استفزاز أي طرف مسيحي واطلاق عدة مسارات رئاسية من هنا كانت مبادرته السابقة لطرح سلة من الأسماء للتوافق حولها مع حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وحصلت اتصالات مع بكركي والرئيس نبيه بري اضافة الى زيارات قام بها جنبلاط ووفود اشتراكية الى الخارج وشملت السعودية وفرنسا.
وفق مصادر اشتراكية كان المطلوب إيجاد آلية تلاقي مع القوى السياسية لإنتاج رئيس جمهورية توافقي فلا يمكن الذهاب الى رئيس تحد بـ ٦٥ صوتا كما لا يمكن إنتخاب رئيس للجمهورية من دون موافقة أكبر كتلتين مسيحيتين، علما ان موقف جنبلاط ليس موجها ضد معوض او سليمان فرنجية الذي يكن له الاشتراكيون احتراما سياسيا كما لا يعني معارضة وصول فرنجية فرئيس الحزب الإشتراكي على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
فالمسعى الجنبلاطي تركز على المرشح التوافقي الذي يجمع التناقضات فلا «يطعن المقاومة» ويتمتع بمواصفات سيادية ولديه خطط إقتصادية وانقاذية بالدرجة الاولى، من هنا ترى مصادر سياسية ان جنبلاط غمز بكلامه الاخير من قناة التيار والقوات وحزب الله لاقتناعه هذه القوى تملك القرار في الشأن الرئاسي فيما واقع الحال ان أحدا لا يتنازل اليوم للفريق الآخر، رمى الكرة في ملعب القوى المسيحية المختلفة على «جنس» الرئيس، فيما حزب الله يتمسك بترشيح فرنجية، اما استياء جنبلاط من التغييريين فيعود الى تشرذمهم ورفضهم اسماء صلاح حنين وجهاد أزعور.
بحسب مصادر سياسية فان جنبلاط أطفأ محركاته الرئاسية لأن أحدا لم يتلقف مبادراته الرئاسية لكنه لم ينسحب بالمطلق من العملية الجارية لإنتاج رئيس لكنه يتعاطى بمرونة وهدوء لتجنب الاصطدام مع اي طرف بانتظار الموقف السعودي وتبيان مسار التسوية مع تأكيد مسألتين اساسيتين بالنسبة لرئيس الحزب الإشتراكي وهما عدم تبني أي مرشح لا توافق عليه القوى المسيحية ودعم أي تسوية مدعومة من الرياض وباريس.
يحاول جنبلاط قدر الامكان التموضع في منطقة آمنة عن الصراعات السياسية والرئاسية ويسعى الى مد الجسور مع القيادات المسيحية وعدم استفزاز أي طرف وبنظر المختارة الوضع الداخلي بات خطرا مع انسداد الأفق وتوسع الانهيار الاقتصادي وسقوط المؤسسات.
ابتسام شديد- الديار