باسيل يطعن حليفه الشيعي في خاصرته ولكن…سكاكينه “الجزينية” غير مسنّنة!
بالسكاكين الجزينية، راشق رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل حليفه “حزب الله” وفي مقدمه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله. استنبط باسيل من المدينة المشهورة بصناعة السكاكين هجومه السياسي، ليطعن حليفه الشيعي في خاصرته، ظناً منه أنه سيلتفت إليه ويعلي شأنه بمجرد رد. الا أن “حزب الله” الذي أوصل عم باسيل الجنرال الى سدة الرئاسة، لن يقف عند طامح رئاسي، يحاول لملمة شارعه المسيحي ويتنكر لحلفه القائم على مبدأ المقاومة.
التواصل بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” مقطوع، ولاءات باسيل الرئاسية رداً على السيد هاشم صفي الدين والشيخ نعيم قاسم، لا تهز “حزب الله” وفق قيادي مطلع على موقف الثنائي الشيعي لموقع “لبنان الكبير”، فرفض باسيل لمعادلة “سليمان فرنجية أو الفوضى” ورفضه ركوب قطار التسوية منتظراً أن يراه وهو يسقط، لن يغيرا في موقف “حزب الله” الداعم لرئيس تيار “المردة” رئاسياً قيد أنملة، والثنائي الشيعي باقٍ ومصر على دعم فرنجية لايصاله الى سدة الرئاسة، لا للتضحية به وللمناورة.
أما المستهجن في كلام باسيل، وفق المصادر نفسها، فهو تعليقه على موقف معلن من السيد نصر الله بالمباشر، في موضوع توحيد الساحات لمواجهة العدو الاسرائيلي، بحيث رفضها باسيل لاعتبارها ضد مصلحة لبنان. هي ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها باسيل السيد نصر الله، ففي المرة الأولى حكى بالوعد “غير الصادق” وسارع الى التراجع والتبرير أنه لا يقصده بشخصه. ومن جزين، كانت المرة الثانية التي يصوّب على نصر الله باتهامه أنه يعمل ضد مصلحة لبنان من خلال توحيد الساحات، واختار باسيل وفق توصيف مصدر بارز أن “يكون يمينياً مسيحياً متطرفاً، أكثر من رئيس حزب القوات سمير جعجع. فالسيد نصر الله الذي يدير الفصائل الفلسطينية ويجتمع معها دورياً، من الجهاد الاسلامي وحركة حماس، وعلى رأسها اسماعيل هنية، ويشكل مرجعية لهذه القيادات، لن يهتز من إطلاق شعارات باسيلية، ولن يرتقي باسيل الى حدّ الجرأة على إعلان موت اتفاق مار مخايل”.
ويتحدى هذا القيادي المطلع على موقف “حزب الله”، النائب باسيل أن يعلن الانفصال عن الحزب رسمياً بدل التلهي بالخطابات واجتزاء مواقف نصر الله للرد عليها، ليعود معتذراً منه بعد حين، أو التبرير أنه لا يقصده شخصياً. فـ “حزب الله” والسيد نصر الله جسم متكامل، لن يستطيع باسيل فصله، الا أن لعبته مكشوفة عند الحزب، وهو يسعى الى لملمة شارعه المسيحي الذي هو نفسه من أوصل قاعدته الشعبية الى الابتعاد عن “حزب الله” وإطلاق المواقف ضده. وعلى الرغم من أنه أوصل تياره الى هذا الواقع، يحاول باسيل ترسيخ الانفصال كلامياً من دون أن يتجرأ على الفصل النهائي مع “حزب الله”. فلو كان جاداً في انتقاداته ويريد مصلحة لبنان كما يزعم، لماذا لا يعلن انتهاء التفاهم وليكف عن التهديد والوعيد؟
رواند بو ضرغم- لبنان الكبير