غياب ردود الفعل على زيارة عبد اللهيان!
فازت الأرجنتين هذه السنة بكأس العالم، ولكنها خسرت الصدارة في مرتبة التضخم العالمي لصالح لبنان، الذي تخطاها بأكثر من الضعف، بنسبة تضخم 260% مقابل 104% للأرجنتين. وبما أن العادة جرت أن يشكر الفائزون من أوصلهم الى القمة، يشكر الشعب اللبناني المسؤولين السياسيين، على بذل أقصى الجهود من أجل تحقيق هذا الفشل العظيم، وهم يتخبطون بانتظار التعليمات من الخارج، ليحلوا أزمة الفراغ، وينجزوا استحقاقاتهم الدستورية. وفي هذا السياق، يبدو أن التعادل السلبي هو نتيجة زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، فقد لوحظ شبه غياب لردود الفعل عليها، تحديداً من الفريق المعني الأول، أي الممانعة، التي اكتفت بمبادرة فردية يقودها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، غير مكلف من تكتله النيابي.
وأشارت مصادر تكتل “لبنان القوي” لموقع “لبنان الكبير” الى أن مبادرة بو صعب هي من منطلق كونه نائب رئيس مجلس النواب، وليس من منطلق انتمائه الى التكتل، وهو سيقصد الكتل كافة، وأبرزها زيارته المقبلة إلى معراب.
وعن إمكان إبداء ليونة من “التيار الوطني الحر” تجاه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، اعتبرت المصادر أن “من المبكر التحدث في هذا الموضوع، خصوصاً وأنه ليس مطروحاً، وليس هناك كلام في الرئاسة اليوم بين الحزب والتيار”.
وبالحديث عن الليونة، كان لافتاً موقف رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، الذي أكد خلال احتفال أن “لا سبيل الى إنجاز الإستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع”. وقال: “نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثيناهم على أن يطرحوا مرشحهم وقلنا تعالوا لنتباحث، لكن ثمة من ينكر علينا الحق في أن ندعم مرشحاً للرئاسة ويريد أن يفرض الرئيس الذي يريد ويتهم الآخرين بأنهم يحاولون فرض الرئيس الذي يريدون”.
وصوّب رعد على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من دون أن يسميه، قائلاً: “نريد من يتحمل مسؤولية أن يصالح اللبنانيين في ما بينهم ويقدم أمثولة في هذا التسامح والتصالح ولا نريد أن يأتي شخص يحمل البارودة و(عم يقوص) على بعض اللبنانيين. لا نريد أحداً تاريخه دموي ودمر ما كان يحلو له أن يدمر عبر حقبات مرّ بها البلد”.
وشدد رعد على حرص الحزب على مبدأ العيش الواحد في البلد، معتبراً أنه “يسوؤنا أن نسمع نغمات فدرلة وتقسيم من هنا وهناك. نعتبرها تعابير عابرة وزلة لسان لأن لا مصلحة لأحد في ذلك حتى الذين يطرحون هذه الطروح”.
كلام رعد عن عدم إغلاق الأبواب يبدو أنه موجه إلى حليف “حزب الله” رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي يعقد اليوم مؤتمراً صحافياً في جزين، يفنّد فيه موقف “التيار” من آخر التطورات على الصعيد الرئاسي.
وفيما كان عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني يعتبر في مقابلة تلفزيونية أن اتفاق قوى المعارضة على عدم ايصال سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية “هذا بذاته بحجم الاتفاق على استقلال لبنان”، كانت الدائرة الاعلامية في “القوات اللبنانية”، ولليوم الثاني على التوالي، تضع نفسها مكان الجهات الرسمية الدولية، وقد ردت هذه المرة نيابة عن واشنطن، بما يخص الأخبار المنتشرة عن أن الأخيرة ترفض أن يقوم حلفاؤها في لبنان بتعطيل نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية حتى لو كانت ستؤدي إلى انتخاب فرنجية، مؤكدة أن “أي موقف عن الولايات المتحدة بهذا الخصوص لم يصدر، كما أن موقفها بما يخص الاستحقاق الرئاسي معروف من كل الكتل النيابية، والذي يتناقض تماماً مع ما تم التسويق له”.
واعتبرت الدائرة في بيان، أن الموقف السعودي لم يتبدل، وأن زيارة عبد اللهيان “لا تعدو كونها طمأنة لحزب الله بأن طهران لن تساوم عليه كما فعلت مع فصائل مسلحة أخرى”.
وعلى صعيد ملف اللاجئين السوريين الذي أثير بصورة كبيرة في الأيام الأخيرة، علم أن المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري زار دمشق بعد أن تم تكليفه رسمياً بمتابعة ملف النزوح السوري، كما التقى ممثلين عن مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة وأخذ منهم وعداً بتسليمه الداتا المتعلقة باللاجئين مطلع الأسبوع المقبل.
وكان وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب طلب خلال لقائه نائب المدير العام ورئيس إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية السويدية صوفي بيكر ترافقها سفيرة السويد في لبنان آن ديسمور، توضيحات رسمية حول التصريحات المتداولة في فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي للمواطن السويدي كمال اللبواني التي يدعو فيها اللاجئين السوريين الى مخالفة القوانين اللبنانية، ويحرّضهم على العنف والكراهية وحمل السلاح في لبنان.
كما ستتابع الوزارة التطورات في هذه القضية “التي تمس الأمن القومي الوطني، بإنتظار الحصول على التوضيحات المرجوة من السلطات المختصة”.
لبنان الكبير