تفسيرات محلية لكلمة سرّ إيرانية!
اختتم وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان زيارته الى لبنان، وعلى الرغم من شح المعلومات المسربة حول هذه الزيارة إلّا أنَّها كثُرت التحليلات والتوقعات المحلية بنقله كلمة سر متعلّقة بما بعد التفاهم الايراني – السعودي، وتبقى في عهدة حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله، وإن كانت التفسيرات ربطتها بموقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حيث قال أن “لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلّا بتفاهم الجميع، ونحن دعمنا مرشحاً للرئاسة لكننا لم نغلق الأبواب وقلنا تعالوا لنتباحث ما يعني أن أبواب التفاهم والحوار مازالت مفتوحة”.
واذا كان الحوار رئاسياً هو المسار الأساس الذي كان افتتحه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط منذ آب الماضي، فإن الأمر عاد ولفت اليه بالأمس رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بمطالبته إعلاء مصالح لبنان على سواها من استراتيجيات وتحمّل جميع الكتل البرلمانية مسؤولياتها الوطنية والدستورية أمام التاريخ والاجيال، وضرورة العمل على إنجاز الاستحقاقات بالسرعة المطلوبة والابتعاد عن الشحن والتحريض في القضايا التي تحتاج الى نقاش وطني وعقلاني كموضوع النازحين السوريين.
وفيما لم يسجّل أيّ جديد مع نهاية الأسبوع في الملف الرئاسي يستوجب البناء عليه إيجاباً او سلباً، تزداد معاناة اللبنانيين المعيشية والاقتصادية والخدماتية يوماً عن يوم وسط انسداد آفاق الحل ورفض بعض الكتل النيابية الإصغاء لنداء العقل والتفاهم على انتخاب رئيس جمهورية ليخلص لبنان من أزماته التي تزداد تعقيداً.
وفي هذا السياق، توقعت مصادر مطلعة عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن يكون الموفد الايراني قد أبلغ حزب الله ضرورة المساعدة على انتخاب رئيس جمهورية وعدم التمسك بأسماء مرشحين تزيد الخلاف بين اللبنانيين، وهو ما بدا واضحاً من خلال تأكيده بأن الاتفاق الايراني السعودي سيكون له ارتدادات ايجابية على لبنان.
تزامناً يستمر السجال بين عين التينة والقوات اللبنانية، وفي الإطار عزا عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم “الحملة التي تستهدف رئيس مجلس النواب نبيه بري من قبل البعض” إلى “انحدار الخطاب السياسي الى درجة التفلت اللاأخلاقي واللاقِيَمي”، مؤكداً في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنَّه “بعد الفلتان الذي نشاهده كل يوم وقلة الحياء ونقص الخبرة السياسية لدى البعض، فإننا على يقين بأن الرئيس بّري يُحيي الموتى وأكثر من ذلك”، مستطرداً بالقول: “للأسف عندما لا يكون هناك قيم سياسية ولا قيم وطنية والبلد بحالة تفلت وتفكك لا يعود مستغرباً أن نسمع مثل هذا الكلام”، متسائلاً عن “مَن كلّف هؤلاء وجعلهم في موقع العارفين بعلم الغيب بما يحصل بين الناس من اتصالات ومعلومات يجري وضع الرئيس بري في تفاصيلها؟ وهل من الضروري أن يعرف الجميع كل هذه التفاصيل، إذ إنَّ هناك العديد من الاتصالات التي يجريها رئيس المجلس بشكل يومي وعلى مدار الساعات وقد لا يكشف عنها الا بما يخدم المصلحة الوطنية وهو لا يفعل ذلك نقلاً عن أحد”، لافتاً إلى أنَّ “الكلام الذي نسمعه هو لذر الرماد في العيون ومحاولة تحميل الآخرين مسؤولية التعطيل بينما يتحملها كل من يرفض الحوار”، سائلاً “هل ينقص البلد هكذا سجال وكلام سخيف ورمي اتهامات ام يلزمه بحث عن حلول لأزماته؟”.
وفي موازاة كل هذا التشتت السياسي، يتواصل التصعيد المستمر ضمن الحملة المشنة على النازحين السوريين، ما يُنذر بانفجار إجتماعي تحت وطأة شلل الملف الرئاسي وعجز المعنيون عن إنجازه في المدى القريب.
الانباء الألكترونية