“المستقبل” غائب وحاضر “على القطعة”: لا عودة للحريري وأعماله الخاصة تتقدّم!

مع احتدام المشهد السياسي، والإنقسام الحاصل حول العناوين والملفات الداخلية، تطرح تساؤلات حول غياب فاضح إذا صح التعبير لممثل عن “تيار المستقبل”، أو عن الرئيس سعد الحريري تحديداً، في اللقاء التضامني الذي أقامته عشائر عرب خلدة، على أثر صدور أحكام المحكمة العسكرية، في حين أن الحضور كان شاملاً لقوى الرابع عشر من آذار.

وفي معرض الإجابة عن هذه الأسئلة، أجابت مصادر “مستقبلية” أن “التيار الأزرق” هو في حالة مقاطعة سياسية، ولذلك لا يشارك في أي لقاء سياسي، فيما يقول مصدر “مستقبلي” آخر أن غياب ممثل عن “تيار المستقبل”، قد أتى اعتراضاً على وجود النائب أشرف ريفي في الإحتفال، وإلقائه كلمة في لقاء خلدة.

وبغض النظر عن تبريرات غياب “المستقبل”، فإن هذا الأمر تقول المصادر، يأتي في سياق متقطِّع ومتقلِّب، وكأن “المستقبل” يعمل اليوم وفق منهجية إنتقائية، بمعنى أنه شارك ولم يقاطع إنتخابات نقابة المهندسين في بيروت، وقد فاز مرشحه متحالفاً مع “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر”، وأيضاً حصلت إنتخابات نقابية في طرابلس، وشارك فيها أيضاً “التيار الأزرق” متحالفاً مع الفريقين المذكورين.

وبغض النظر عن النتيجة التي تحقّقت في هذه الإنتخابات النيابية، سألت المصادر ألا تعتبر هذه المشاركة خرقاً للمقاطعة السياسية التي تتحدّث عنها القيادة الحزبية؟ ولاحظت أن وضع “المستقبل” اليوم هو في حالة جمود تنظيمي، باستثناء مبادرات شخصية لبعض الأشخاص، لناحية زيارات معايدة بعيد الفطر منذ أيام، كما لناحية لقاءات تكريمية للأمين العام لـ “المستقبل” أحمد الحريري، كما حصل أخيراً في تلبية دعوة سامي حدّارة في عكار، بالإضافة إلى التدخل غير الرسمي لأحمد الحريري عبر الماكينات الإنتخابية الرسمية للتيار في أكثر من منطقة دعماً لمرشحين، ومنعاً لوصول مرشحين آخرين، حيث أن المثال على ذلك هو في طرابلس كما في بيروت الثانية في الإنتخابات النيابية الأخيرة، وأيضاً في انتخابات “إتحاد عائلات بيروت”، وهذا ما أدى إلى حصول خلافات داخلية في “التيار الأزرق”، وقد وصل الموضوع إلى القضاء.

وبالتالي، وباستثناء هذه المبادرات الفردية، يسجّل غياب شبه كامل تنظيمياً لـ “تيار المستقبل”، في حين أن الوجوه التي كانت تحيط بالرئيس سعد الحريري، كالوزيرين جمال الجراح ومحمد شقير وأحمد هاشمية، الذين يعملون في مناطقهم وعلى طريقتهم، وبالطبع يستثنى في هذا الإطار الشخصيات التي أصبحت بعيدة عن تيار المستقبل” مثل النائب السابق الدكتور مصطفى علّوش، وهنا لا بد من الإشارة إلى الغياب اللافت الذي سُجِّل لـ”المستقبل” في اللقاء الموسّع الذي أقامته السفارة السعودية في ذكرى توقيع اتفاق الطائف.

وتخلص المصادر نفسها، إلى أن هذه المشاهدات المتناقضة قد تكون مؤشراً على حالة الإرباك الحاصلة اليوم داخل “المستقبل”، إذ يبدو أن التمنيات بعودة قريبة للرئيس الحريري قد أصيبت بخيبة أمل، وكل المعطيات الواردة من الخليج تدل على أن الحريري قد أصبح بعيداً جداً عن العودة السياسية إلى لبنان، لا سيما مع المعطيات التي تشير إلى تقدم على مستوى أعماله الخاصة، خصوصاً بعد توليه مشاريع داخل الإمارات وخارجها.

فادي عيد- الديار

مقالات ذات صلة