لقاء خلدة: ما خلفيات مشاركة جنبلاط واعتذار أرسلان و«المستقبل»؟
«العشائر هي مكوّن أساسي من الطائفة السنية»، عبارة أصاب بها كبد الحقيقة والواقع أول أمس الكاتب اسكندر خشاشو في مقالته في جريدة «النهار».
ولا شك ان لقاء خلدة العشائري السياسي الضخم الذي نظمته العشائر العربية في خلدة الاثنين الماضي في خلدة حمل الكثير من الدلالات والإشارات والرسائل.
نحاول هنا أن ندخل الى زوايا وجوانب المسألة بدون كفوف إطلاقاً.
وأبرز ما نتناوله هو الحضور والموقف للقيادات الدرزية.
بداية، نكشف انه تم توجيه الدعوات لكل من وليد جنبلاط وطلال ارسلان بأسلوب راقي وجديّ ومسؤول ورؤيوي من قبل منظمي المؤتمر، وذلك رغم ما ينظر إليه الشارع في خلدة تجاه ارسلان وجنبلاط من باب العتب الشديد (واللوم) على كيفية تعاملهما في المسألة مع حزب الله، إنما يفيد أحد النخب عند العشائر انه «حيث الثوابت واللياقات وعمق العلاقات التي تربط العرب بالمختارة وخلدة عميقة وعريقة تعود لقرون، وهذا كله يلزمنا دعوة ارسلان وجنبلاط بل نحن مُصرّين ونلحُّ على حضورها، حيث كل المدعوين هم ضيوف عندنا كعشائر وعند ارسلان وجنبلاط معا»..
مصباح الأحدب النائب السابق وهو الذي أطلّ في مقابلة مهمة على الـ Mtv أول أمس يقول: «العرب لهم حضور ودور نوعي وعريق في مسائل حفظ الأمن والاستقرار على مستوى الوطن، وبالنسبة لعشائر العرب في خلدة تحديدا، على القيادات الدرزية مسؤوليات كبيرة تجاه هذه الشريحة الوطنية وذلك لأسباب عديدة وأبرزها الخصوصية ومتانة العلاقة التي تربط العرب بالجبل وذلك مهما طرأ من تطورات سياسية في البلاد».
من جهته، يوضح النائب بلال عبدالله وهو الذي ألقى كلمة «مدروسة ومدوزنة» في لقاء خلدة، يوضح لكاتب السطور: «جنبلاط مواكبا للمسألة وذلك تحت عباءة دار الإفتاء، حيث تم التوافق على أن تكون هي المرجعية للجنة المتابعة، وكنا نشارك كحزب اشتراكي في اجتماعات عقدت في الدار». ويضيف عبدالله «جنبلاط يحكمه في هذه المسألة هواجس وأبرزها اثنان:
١- هاجس العلاقة التاريخية مع العرب منذ أيام كمال جنبلاط والتي تنعكس حاليا على متابعة هذه المسألة حاليا.
٢- الهاجس الثاني هو الحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار في المنطقة.
ويشير عبدالله «بالتوازي مع مشاركتنا في اجتماعات لجنة المتابعة كان لنا عملنا وجهدنا يصبُّ في قناة إنهاء وحل المسألة، إنما قد يكون هناك تشويش إعلامي، ونحن نتفهّم جدا أوضاع أهلنا في خلدة».
من جهة ارسلان، في معلومات تنفرد فيها «اللواء» حيث تم توجيه دعوة للأمير طلال ارسلان مباشرة وشخصيا من قبل العشائر لحضور المؤتمر، إنما كان الرد من ارسلان بالاعتذار وذلك عبر قيادي في الحزب الديمقراطي، رغم انه جرى اتصالا مطوّلا بين أحد نخب العشائر في خلدة ومسؤولين من الصف الأول عند ارسلان، إنما هؤلاء تشدّدوا وأصرّوا على الاعتذار وعلى عدم الحضور (وذلك لأسباب ووجهة نظر سياسية)، بينما العرب كانوا يرون ضرورة حضور المير طلال ووليد جنبلاط لهذا الحدث الهام.
أما التيار الأزرق، وهنا نكشف لأول مرة وقائع عن موقف التيار في مسألة خلدة، وننشر اليوم فقط هو ان أحد الوجهاء العرب يرى ان أحمد الحريري بالتحديد، وذلك منذ بدء الأحداث في خلدة منذ ما يزيد عن السنتين أي قبل عزوف سعد الحريري، هناك سياسة وآلية رسمها أحمد الحريري تتعلق بمسألة خلدة تظل كلها الى انه لا يريد ادخال التيار في هذه المسألة.
إنما للموضوعية كان لرولا الطبش ووليد سرحال (مسؤول قيادي) قد شاركا في جهود جزئية ساهمت في بعض جزئيات المسألة في بدايتها.
أما لماذا لم يحضر التيار مؤتمر خلدة الاثنين الماضي رغم توجيه دعوة له؟، تفيد مصادر عشائرية ان «الأزرق» تحجج انهم في عزوف سياسي حاليا، ولكن هناك أحد الوجهاء من العرب يفيد ان التيار اعتذر لوجود اللواء أشرف ريفي في هذا المؤتمر..
الأحدب، من جهته، أطلق الكثير من المواقف النوعية فيما يتعلق بمسألة خلدة: «كنا نتمنى أن تصدر أحكام الإعدام بحق من فجّر مرفأ بيروت وليس بحق المواطن اللبناني الذي دافع عن نفسه في خلدة، واليوم بدل أن تصدر أحكام إخلاء سبيل أسوة بأحداث الطيونة، تم إصدار أحكام جائرة ومستفزة، وتظهر علنا أن أدوات الدولة تستعمل لحكمنا كطائفة في لبنان».
وتابع: «يجب أن تتماسك القوى اللبنانية بمختلف طوائفها بوجه الأحكام الظالمة لأن المشكلة ليست طائفية، بل هي بتسخير السلطة لخدمة مصلحة طرف واحد في هذا الوطن، وحزب الله هو من يسيطر على المحكمة العسكرية التي أصدرت أحكاماً معلّبة بحق أهلنا في خلدة».
ودعا الأحدب النواب الذين تضامنوا مع عرب خلدة الى «تشكيل لجنة لمتابعة الملف في محكمة التمييز، وان لم يتم إخلاء سبيل الموقوفين خلال فترة أقصاها شهر ونصف فهذا يعني ان الاستهداف لن يقتصر على أبناء الطائفة السنية بل سيتوسّع وقد يعاد فتح ملف الطيونة».
وأضاف: «ندعو كل مواطن حر في هذا الوطن أن يقف ويتضامن مع أهل خلدة لتعود المؤسسات لدورها الأساسي في حماية المواطن اللبناني، وأتوجه اليوم للنواب التغييرين والسياديين للوقوف إلى جانب أهل خلدة ومصالح الشعب اللبناني، فأي ظلم يطال المواطن اللبناني لا بد أن نتكاتف التصدي له، وهذه القضية من شأنها أن تغربل النائب التغييري الحقيقي من النائب التغييري الذي فرضته المنظومة كوجه جديد».
وختم: «عشائر العرب يلعبون دوراً أساسيا ومهما على مستوى ضبط الأمن في لبنان وحماية المؤسسة العسكرية».
ونختم هنا، وسريعا رغم الخلاف في الخيارات السياسية بين أشرف ريفي وجهات سياسية في الجبل، انما أطلق إشارة في كلمته في مؤتمر خلدة تدلّ على لياقة سياسية تجاه خصوصية وهوية منطقة الجبل كزعامة وخصوصية، وهذه المنطقة تعتبر نواة نشوء لبنان كيانا وهوية..
نعم، للزميل اسكندر خشاشو، ان «العشائر العربية مكوّن أساسي من الطائفة السنية»، والأيام القادمة مرحلة تأسيسية جديدة.
علي الشاهين