الأنظار الرئاسيّة شاخصة بالمكوّن السنيّ … وجُعب السفراء ممتلئة بالمفاجآت!!

في الماضي القريب كان رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بيضة القبّان في معظم الاستحقاقات الهامة، اذ كانت تراهن عليه اغلبية الاطراف السياسية، بأنه سيقلب الاوضاع والمقاييس في الدقائق الاخيرة ويفاجئ الجميع، فكانت دائماً الانظار السياسية شاخصة له وبقراراته القابلة للتغيير في ثوان، لذا لطالما عملوا على تقريب المسافات الشاسعة بينه وبينهم، اما اليوم وتحديداً في الملف الرئاسي، فما اعلنه قبل ايام قليلة بأنه لن يرشح احداً، وموقفه واضح منذ البداية، اذ عاد ليكرّر انه لن يكون مع طرف ضد آخر، او مع مرشح ضد آخر، وسبق ان طرح أسماءَ رئاسية لم تلق القبول لدى الاغلبية، خلال جولة قام بها على مجمل الافرقاء عبر لقاءات اجراها مع القيادات البارزة والمعنية بالملف الرئاسي، او من خلال موفدين، لكنها لم تصل الى خاتمة سعيدة كما كان يرغب ، وصولاً الى غياب لقب” بيضة القبان”عنه، ما حمل بعض الافرقاء، خصوصاً مَن يملك مصلحة خاصة رئاسية، على الاستدارة نحو مكوّن سياسي آخر، لعّل اللقب المذكور ينطبق عليه اكثر رئاسياُ.

من هنا ووفق مصادر سياسية مطلعة على خبايا وكواليس الملف الرئاسي ، فإن الانظار شاخصة منذ فترة وجيزة الى المكوّن النيابي السنّي، ومن قبل الفريقين المتخاصمين اي الممانع والمعارض، وكل بحسب سياسته، وآخر هذا الاهتمام برز منذ ايام قليلة، عبر وساطات للتقارب قام بها وسطاء من قبل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بهدف الانفتاح والتواصل مع نواب من الطائفة السنيّة من مختلف الاتجاهات، بالتزامن بعد موجة المصالحات السائدة في المنطقة، خصوصاً بعد الانفتاح السعودي – السوري، لكن وبحسب هذه المصادر، فالتجاوب السنيّ لم يعط بعد اي إشارة إيجابية لباسيل، بسبب غياب الثقة به من قبل هؤلاء، ولربما يحتاجون الى بعض الوقت مع التطمينات والضمانات كي يتقاربوا منه، لانهم يعرفون انّ المصلحة اليوم تقتضي، بكسب المزيد من الاصوات النيابية المطلوبة، للاصطفاف في صف سياسي قريب من “التيار”.

والمهمة هذه استبقها باسيل، تضيف المصادر، بعد استشعاره محاولة مماثلة سيقوم بها رئيس “تيار المردة ” سليمان فرنجية، مخافة ان يصّب هؤلاء في صف الاخير، ويؤيدون وصوله الى بعبدا عبر نيله بعض اصواتهم مع النسبة المطلوبة لتولّيه الموقع الرئاسي الاول. الامر الذي يبدو واضحاً لدى المرشحين الى الرئاسة، الذين يعملون من تحت الطاولة لكسب الودّ السنيّ.

الى ذلك، لا احد ينكر مدى وجود علاقة سياسية جيدة، بين فرنجية ومعظم سياسييّ الطائفة السنيّة، انطلاقاً من كلامه الذي اعلنه خلال المقابلة المتلفزة مساء الاربعاء الماضي، حول قبوله أي شخصية سياسية لرئاسة الحكومة، بدءاً برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة السابق تمام سلام، او النائب الحالي فؤاد مخزومي، او اي شخصية اخرى لانه لا يرفض اي اسم.

من هنا، يبدو انّ الطرف السنيّ سيؤدي الدور الابرز، برأي المصادر، ولربما الاول في إيصال الرئيس المرتقب، لانّ أنظار كل المرشحين باتت في اتجاهه وتنتظر مواقفه، وفي هذا الاطار تشير المصادر الى انّ المملكة العربية السعودية ستؤدي هنا الدور الاول، من ناحية إيصال رئيس لا يعاديها على الاقل، وبأصوات النواب المحسوبين عليها، او الذين تجمعهم معها صداقة مع “مونة” عليهم، وبالتأكيد سيكون لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ولو من تحت الطاولة دور في هذا الاطار، في محاولة منه لتببيض صفحته مع المملكة، بالتشاور مع مفتي الجمهورية ورؤساء الحكومات السابقين الذين يصبّون في الخانة الحريرية، ويرفضون “زعله وزعل” الرياض في آن، وقالت المصادر لننتظر مساعي السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الذي سيقوم بحراك مرتقب في هذا الاطار، بالتزامن مع تحرّك قطري واهتمام رئاسي فرنسي، سيتابع ما بدأته باريس، وفق معلومات بنّ الاسبوع المقبل سيشهد اهتماماً عربياً وغربياً بارزاً، من خلال جعب السفراء الممتلئة بالمفاجآت.

صونيا رزق

مقالات ذات صلة