حسابات فرنجية الرئاسية… بلغة عهد الوصاية: أداة تنفيذ لقرارات من رشحه!
لم تأتِ الاطلالة الاعلامية لمرشح ثنائي “حزب الله” – “أمل” سليمان فرنجية بجديد، فلم يعرض أي برنامج لاخراج البلد من أزمته، ولم يوضح رؤيته للتعامل مع المشكلات التي يعانيها، ولم يلتزم بأي وعود، فقط تطمينات لا تقدم ولا تؤخر وهي استعراضات لا تؤتى ثماراً لأن القرار الحقيقي فيها لا يتخذه هو وإنما سيكون أداة تنفيذ لقرارات من رشحه.
لقد تأخر فرنجية في دخول معترك الترشيح والتسويق لنفسه معتمداً على عضلات من رشحه وليس على امكاناته الذاتية، التي كان يجب أن تظهر للرأي العام وتعطيه مصداقية، على الأقل أن هذا الخطاب كان يجب أن يقوله في الأشهر القليلة التي سبقت انتهاء العهد العوني، كما أنه لم يقدم جديداً من الأفكار في التعاطي مع المرحلة الخطيرة التي يمر بها لبنان، وكان يوجه تطمينات باتجاه واحد متجاهلاً رغبات الفريق الآخر ومطالبه والتعامل مع حساسية الساحة المسيحية.
حاول إعلام الممانعة في الفترة الأخيرة تصوير الوضع بأنه حسم لصالح فرنجية، وأن المملكة العربية السعودية ليست سلبية وسرّبت نقلاً أن فرنسا ستقنعها بمرشح “حزب الله” الى ما هنالك من كلام صحف وتحليلات فوق السطوح، خصوصاً وأن السعودية لم تغير في موقفها وهو المعبّر عنه بعدم تسمية أي اسم لأنه خيار اللبنانيين، وتمسكها برئيس قادر على وضع برنامج اقتصادي وتنفيذ كل ما يتطلبه الأمر لاستعادة سيادة الدولة وضبط حدودها وانهاء الفلتان وتهريب الكبتاغون بعمليات ممنهجة يستفيد منها “حزب الله” وماهر الأسد في التمويل وتبييض الأموال.
ثم ان الترويج لفرض فرنجية والقدرة على انجاحه بــ65 صوتاً في المجلس النيابي وفق حسابات فريق الممانعة أمر غير صحيح وهو ما يفسر عدم اعلان فرنجية ترشيحه، حتى ولو تراجع جبران باسيل وصوّت له فلن يتمكن محور الممانعة من تأمين الأصوات الـ65، وبالأرقام فإن لدى الثنائي الشيعي 31 صوتاً، “التيار الوطني الحر” 16 صوتاً، نواب فرنجية 4 أصوات، الأحباش صوتان، ممانعو السنة 4 أصوات، أرمن 3 أصوات، علويون صوتان، سني طرابلسي نائب واحد، وعليه يكون المجموع 63 نائباً فكيف سيؤمن “حزب الله” نائبين ومن سيشتري للتصويت معه؟ علماً أنه يجب الأخذ في الاعتبار موقف “التيار الوطني الحر” المعارض لترشيح رئيس “المردة” والذي لن يبيع أصواته لـ “حزب الله” من دون تفاهمات على ما بعد وليس بعيداً عن رفض المزاج المسيحي للمرشح فرنجية والمعبّر عنه في المجتمع المسيحي المستقل غير المؤيد له وليس عند الأحزاب المسيحية فقط. وفي حال نجح لقاء معراب – 2 بالطبع لن يكون هناك الا حوالي 50 صوتاً، وبالتالي لن ينجح “حزب الله” عبر تعطيل مجلس النواب بفرض مرشحه لأنه يفتقد حلفاء من الكتل الكبيرة مسيحياً وسنياً أيضاً. كما أن رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط لن يساير صديقه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طلب منه التصويت لفرنجية وكان واضحاً في رفضه، لأن جنبلاط لا يستطيع الا الأخذ في الاعتبار المزاج المسيحي الرافض لقبول فرنجية في بعبدا ولن يمشي بعكس هذا التيار عبر تقديم أصوات نواب “اللقاء الديموقراطي” لمصلحة مرشح الثنائي.
وبالطبع، يتمسك هذا الثنائي بمرشحه حتى الآن ويهدد بالفراغ، كما يقوم هذا المرشح بتخويف المسيحيين باستعادة لغة كان يستخدمها من قبل الوصي السوري في مخاطبة المجتمع المسيحي والقول انه مهدد وان حماية المسيحيين هي بالتحالف مع نظام الأقلية في سوريا وليس محاربته. لقد تغيرت الظروف وهذه اللغة لم تعد صالحة وغير مقنعة على أرض الواقع المستجد.
لن يحصل فرنجية على ضوء أخضر عربي، وكل اجتهادات “حزب الله” وممانعته للضخ الاعلامي في هذا الاتجاه والقول بتأمين انتخابه بــ65 صوتاً ذر للرماد في العيون وتوهم بأن هذا الحزب لا يزال قادراً على الامساك بورقة لبنان، عبر ربطه بنظام الولي الفقيه، متجاهلاً حقيقة أن لبنان لم يبقَ ساحة لايران وأن الرئيس المطلوب رئيس سيادي يستعيد الدولة من الدويلة ويصلح ما تسببت به ميليشياتها.
فاطمة حوحو- لبنان الكبير